أحدث الأخبار
الجمعة 03 أيار/مايو 2024
1 2 3 47309
قرية “يزرا” تواجه الاستيطان الرعوي بعد فشل محاولات الاقتلاع والتهجير!!
21.08.2021

تقرير علي سمودي- يعتبر الاستيطان الرعوي، آخر وأحدث الأساليب التي شرع الاحتلال تنفيذها في قرية “يزرا” بالاغوار الشمالية مؤخراً، والتي تضاف لعمليات الهدم وتضييق الخناق على الأهالي، بهدف تنفيذ المخطط المستمر منذ نكسة حزيران عام 1967، لطرد السكان والتطهير العرقي والسيطرة على الأراضي التي يملكها الأهالي باوراق ووثائق رسمية ، كما أوضح رئيس المجلس القروي مخلص مساعيد في حديث لـ”ے”.
*الاستيطان الرعوي
تعتبر القرية التي يتجاوز عدد سكانها 100 نسمة، من المناطق المستهدفة في الأغوار، ويقول مساعيد: “أمام فشل كافة الحملات الاسرائيلية وصمود الأهالي البطولي، توجه الاحتلال لفرض سياسة الأمر الواقع لتغيير معالم المنطقة وحرمان المزارعين من أراضيهم، من خلال الاستيطان الرعوي بالقرب من قريتنا يرزا”.
ويضيف: “أطلق الاحتلال العنان للمستوطنين المتطرفين، لاحضار أبقارهم واغنامهم لرعايتها في التلال المجاورة والتابعة لقريتنا، وسرعان ما يتم اغلاق التلة ويحتلها المستوطنون بحماية الجنود والشرطة ويفرضون سيطرتهم الكاملة عليها”.
ويكمل ” الكارثة، أن هذا الاسلوب أصبح يتكرر بشكل مستمر، مما يشكل خطراً كبيراً على الأراضي التي نفقدها بشكل تدريجي، إذا لم نحظى بدعم ومؤازرة سريعة ، فالمستوطنون والجيش والشرطة في حالة جاهزية تامة”.
*حرب مستمرة
ويؤكد مساعيد أن جرائم الاحتلال بحق المزارعين واراضيهم في المنطقة ، لم تتوقف منذ النكسة حتى اليوم، وقد دفع الأهالي ثمنها غالياً، وكان آخرها، بتاريخ 11-8-2021 ، عندما أصدر الاحتلال اخطاراً بهدم وتدمير الخط الناقل للمياه التابع للمجلس القروي ، الذي تستفيد منه 60-100 عائلة في منطقة وادي المالح.
وقال: “الاحتلال الذي استولى على مصادر المياه وحرمنا منها، مارس سياسة التعطيش التي طالتنا كعائلات وكذلك ماشيتنا، كما لاحق الصهاريج ومنعها من توزيع المياه، وحالياً ، اذا اقدم على تنفيذ القرار الجديد، فلن تتوفر قطرة ماء للجميع”.
ويضيف ” لم يكتف الاحتلال بذلك، وفوجئنا يوم الأحد (15- 8)، باقتحام مباغت للجنود ودائرة التنظيم والادارة المدنية للقرية، تخللته مداهمة منزلنا دون أي مبرر، مما أثار أجواء من الرعب والخوف”.
*ظلام ومعاناة
ومن أبرز المشاكل وصور المعاناة التي يكابدها سكان القرية، عدم توفر شبكة كهرباء. ويقول مساعيد: “بعد جهود كبيرة ، حصلنا على مشروع خلايا شمسية لتزويد الأهالي بالكهرباء، ضمن مشروع مقدم من رئاسة الوزراء، وقد تم تركيب الخلايا قبل 4 شهور، لكنها لم تستخدم بسبب خلاف بين المقاول ووزارة المالية”.
ويضيف: ” رغم الضرورة والحاجة الملحة للمشروع، قام الاحتلال خلال اقتحامهم القرية بفك الخلايا الشمسية وصادرها، وما زلنا نعيش بدون إنارة ، ونستخدم الفوانيس والقناديل القديمة”.
*الهدم والتشريد
وطوال العقود الماضية، فرض الاحتلال قيوداً مشددة على حياة سكان القرية، وحرمهم من البناء والتوسع العمراني، ومارس سياسة الهدم. ويقول مساعيد: “خلال زمن قياسي، بنيت المستوطنات وجرى تطويرها وتوفير ميزانيات ضخمة، لينعم المستوطنون بالرفاهية وبسرقة مياهنا وخيرات أرضنا، بينما لا نزال نحن نعيش في منازل مبنية من الطين لا تصلح للسكن”.ويضيف: “الاحتلال يمنعنا من البناء في أراضينا أو تأهيل وإعمار منازلنا بحجة البناء دون ترخيص، علماً، أن الادارة المدنية ترفض اصدار التراخيص، فنحن أصحاب الأرض محرومين من كل شيء وبحاجة لموافقة اسرائيلية على كل شيء، بينما المستوطنون يتوسعون وينعمون بالحياة بكل أوجهها”.ويكمل: ” خلال أقل من عام ، هدم الاحتلال 4 منازل لسكان القرية، حيث كانت آخر عملية هدم خلال شهر آذار من العام الجاري ، كما هدم الاحتلال بركسا بناه مزارع لماشيته، رغم انه مقام على أرض يملكها وفيها أوراق طابو”.وتابع: “لرفضهم الهجرة ، وتمسكهم بارضهم، عادت العائلات للاقامة في نفس مكان الهدم بعد تزويدهم بكرافانات، ولكن سرعان ما هدمها الاحتلال بعد فترة لارغامهم على الرحيل”.
*مناطق عسكرية مغلقة
تمتد أراضي قرية يزراً، على مساحة تبلغ 10 آلاف دونم، معظمها جبلية، أما السهيلة منها فتستخدم للزراعة البعلية كالقمح والشعير، وتعتبر تربية الماشية مورد المعيشة الثاني، وقد تأثر الجميع بفعل سياسة الاحتلال في إعتبار أراضيها مناطق عسكرية مغلقة، وتحويلها لميدان مناورة لقواته العسكرية.
وبحسب رئيس المجلس مساعيد فإن الاغلاق العسكري، يعتبر سياسة ثابته كأحد أشكال الضغط والترهيب للأهالي، وخاصة المزارعين في كافة المواسم، ويقول: “التدريبات العسكرية التي تستخدم فيها الدبابات والآليات الضخمة والذخيرة الحية، تجري وسط الأراضي الزراعية ، وخلال انتظار المزارعين نضوج محاصيلهم وحصادها، فان المناورات تدمر تعبهم وكفاحهم”.
ويضيف: “لا يختلف الوضع خلال موسم الصيف، فالمراعي والأراضي الزراعية التي تشكل مصدر الرزق الوحيد للمزارعين تتعرض للحرائق بسبب القنابل التي تستخدم خلال المناورات والتدريبات، مما يكبد المزارعين خسائر فادحة، والمصيبة ، عدم وجود جهة ، تقف لجانبهم أو تدعمهم وتعوضهم”.
*نقص في الخدمات
ويشير مساعيد إلى معاناة قريته كباقي مناطق الأغوار، من نقص كبير في كافة خدمات البنية التحتية ومقومات الحياة، ويقول: “واقعنا المرير، وممارسات الاحتلال، حرمتنا في الكثير من القرى والتجمعات من التعليم، لذلك، نصر على تدريس أبنائنا لتكون حياتهم افضل وضمان مستقبلهم، لكن الاحتلال يمنع بناء المدارس”.
ويضيف: “رغم المضايقات والمخاطر التي يتعرض لها طلابنا من الجنود والمستوطنين، فاننا ما زلنا نرسلهم للحصول على حقهم في التعليم ومواصلة دراستهم في مدارس طوباس، لكن هناك عدة عقبات، منها حاجتنا لتوفير باص لنقلهم، وتعبيد الطريق التي يسلكونها”.ويكمل: “الطرق الداخلية في قريتنا سيئة، والشارع الرئيسي الذي انجزنا تعبيد 3 كيلو مترات منه بالتعاون مع المركز الفلسطيني للتنمية، بحاجة لاكماله، كذلك ، الطريق الوحيد الذي يربط قريتنا بطوباس بحاجة لصيانة”.وناشد رئيس الوزراء الدكتور محمد إشتية، إصدار تعليماته ، للوزرات المعنية لحل هذه المشاكل والقضايا، والتركيز على بناء المزيد من مدارس التحدي، وتوفير باص لنقل الطلاب وتعبيد الطرق.
*صمود رغم المعاناة
أمام هذا الواقع ، يقول مساعيد: “الاحتلال ماض في تخريب وتدمير حياة المزارع الفلسطيني أينما كان في الأغوار، حتى أصبح مستقبلنا غامض ولا نعرف مصيرنا المجهول، فالمزارع هو الأكثر خسارة في ظل تنفيذ عمليات الهدم والمناورات في أوقات صعبة خاصة في ظروف الطقس البارد في الشتاء، والحار في الصيف”.
ويضيف: “حتى يضاعف الاحتلال من خسائر المزارع ، يقوم بهدم حظائر الأغنام، لتعيش في العراء فترة طويلة حتى يتاح توفير الخيام لها، ما يكبد المزارعين خسائر اضافية نتيجة عدم قدرتهم على الافادة من انتاجها او تسويقه خلال ذلك”.ويكمل: “رغم اننا نعيش في مناطق خطيرة، الا اننا ما زلنا نحارب بصمود للحفاظ على أراضينا وحمايتها وافشال مخطط السيطرة على الاغوار بشكل عام”.
*المصدر : صحيفة القدس

1