أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 أيار/مايو 2024
1 2 3 47319
19 رمضاناً خلف القضبان.. والدة الأسير حبيب فواز: أرواحنا ستبقى حرة تتحدى السجّان!!
12.04.2021

جنين– علي سمودي– زينت الوالدة الخمسينية "أم حبيب" أرجاء منزلها في بلدة يعبد بصور بكرها الأسير حبيب فواز خميس المحكوم مدى الحياة، وتتضرع لرب العالمين ليكرمه وكل الأسرى بالحرية، خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.
وتقول: "رمضان جديد نستقبله في غياب حبيب، وإذا كان الاحتلال قادراً بظلمه وسجونه على تفريق أجسادنا، فإن أرواحنا ستبقى حرة تتحدى القضبان، ولن نفقد الأمل بحريته وعودته إلينا قريباً. مثلما ذكرياته وصوره لا تفارق مخيلتي، فإن صوره تتوزع في كل مكان ليعيش معنا في كل لحظة، خاصة على موائد رمضان، وكل يوم أشعر به يناديني لاحتصانه، فأبكي لحظات لفراقه وشوقي إليه، ثم أرفع رأسي بشموخ واعتزاز ببطولاته".
وُلد الأسير حبيب في بلدة يعبد قبل 38 عاماً، وتقول والدته: "عاش وتربى في بلدتنا التي تعلم بمدارسها حتى أنهى الصف الحادي عشر، وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لعائلتنا الكبيرة، تحمل المسؤولية في وقت مبكر، ترك المدرسة وعمل في مهنة البناء حتى اعتقاله. تميّز ببر الوالدين وحب العائلة وبلده ووطنه، ولم يتردد عن تأدية واجبه النضالي والوطني، لم نعرف ببطولاته ودوره في مقاومة الاحتلال حتى اعتقل".
في اليوم الأول اعتُقل حبيب، وفي اليوم الثاني عاقب الاحتلال عائلته وشردها، وتقول والدته: "فجر تاريخ 8/ 7/ 2002، حاصرت قوات الاحتلال منزلنا الذي اقتحمه العشرات من الجنود، فتشوه ودمروا بشكل متعمد كافة محتوياته ثم عزلوا ابني حبيب.. فتشوه واعتدوا عليه بالضرب واعتقلوه. عندما كنا نعيش مشاعر الخوف والقلق على حياة ومصير ابني، فوجئنا فجر اليوم التالي 9-7-2002 بعودة الاحتلال لمنزلنا الذي اخرجونا منه لهدمه دون السماح لنا بالاستئناف أو الاعتراض على قرار العقاب التعسفي والظالم. خلال دقائق معدودة، هدمت سلطات الاحتلال منزلنا وشردت عائلتنا فترة طويلة عشنا خلالها كل صنوف المعاناة حتى ساعدتنا وزارة الأشغال العامة ببناء جزء من المنزل، وأكمل زوجي على حسابنا الخاص بناءه وإعماره".
بعد صدمة الهدم، استمر الاحتلال في التكتم على مصير حبيب الذي تعرض للتعذيب والتحقيق في زنازين الجلمة وسط حرمان عائلته من زيارته، وبعد رحلة معاناة قاسية بين المحاكم، حوكم بالسجن مدى الحياة.
وتقول والدته الستينية: "لم نهتم بالهدم وتشريدنا، على رغم الويلات التي عشناها، لكن صدمتنا الكبرى بقرار الحكم جعلتني أنهار في قاعة المحكمة، لكن وقف ابني بشموخ وتحدٍّ ليرفع معنوياتي ويبعث في أعماقي الصبر والأمل. مرت السنوات ونحن نتنقل بين السجون لزيارته، فلم يبق سجن إلا واحتجز فيه، وقد شارك في جميع الإضرابات المفتوحة عن الطعام. ولدوره النضالي ومواقفه الجريئة خلف القضبان، تعرض مرات عدة للعزل، واحتجز في الزنازين الانفرادية ومنع من الزيارات، وكل ذلك لم ينَل من صموده وعزيمته ومعنوياته".
تؤكد الوالدة أم حبيب أن ابنها يعاني منذ اعتقاله من عدة مشاكل صحية وترفض ادارة السجون علاجه، وتقول: "خلال التحقيق تعرض للضرب الوحشي على قدمه اليمنى، وما زال يعاني من أوجاع مستمرة وآثارها، كما يعاني من مشاكل في عينيه وضعف بالبصر، وبصعوبة تمكنا من ادخال نظارات طبية له على حسابنا الخاص. في ظل مرضه ومعاناته، قدم عشرات الطلبات لإدارة السجون لعلاجه وعرضه على طبيب مختص لكن دون جدوى، ما زال يتعرض للإهمال كباقي الأسرى".
ارتبط حبيب بعلاقة وطيدة مع والده الذي كان يحبه كثيراً، وتقول الوالدة: "لم يتوقف عن زيارته حتى عندما مرض، لكن بسبب المضاعفات الصحية وإصابته بتلف في خلايا الدماغ والاعصاب لم يعد قادراً على زيارته لمدة 6 سنوات. آخر مرة زار زوجي حبيب، كانت بواسطة كرسي، وكان الحزن الكبير المشترك بيننا وبين ابننا بسبب وضع والده الذي كان يتمنى حريته وعودته لأحضانه. توفي زوجي لشدة المرض... وهو يردد اسمه ويوصي به.. وأن تبقى قضيته أولوية حتى يتحرر من السجون".
بالرغم من المرض وظروف السجن، أكمل حبيب تعليمه، نجح في الثانوية العامة وانتسب لجامعة القدس المفتوحة، وتقول والدته: "أشعر بفخر واعتزاز لصموده وإصراره على مواصلة حياته والتمسك بالأمل الذي كان يزرعه في أعماقنا في كل زيارة، فحياتي ترتبط بمواعيد الزيارات التي لم تتوقف حتى حلت جائحة كورونا. الاحتلال عاقبنا بمنع الزيارات، لكنه لم يوفر للأسرى الحماية والوقاية، ونصلي لرب العالمين ليحميهم".
في رمضان تفتقد الوالدة أسيرها، وتقول أم حبيب: "منذ اعتقاله لم أفرح بمناسبة أو رمضان أو عيد، لم أشارك الناس بأي أفراح لأن حبيب غير موجود معنا، ونتمنى أن يكون في العيد المقبل بيننا".







1