أحدث الأخبار
الخميس 02 أيار/مايو 2024
1 2 3 47309
جمعية مركز نسوي فقوعة الخيرية.. مساهمة فاعلة في تمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي!!
28.03.2021

جنين - علي سمودي- لعبت جمعية مركز نسوي فقوعة الخيرية، دوراً مهماً وكبيراً في تغيير حياة النساء الريفيات المكافحات في بلدة فقوعة الحدودية شرق جنين ، لتساهم في تغيير النظرة المجتمعية لدور وعمالة المرأة. وتمكنت من خلال برامجها وخططها من تحقيق أهم أهدافها، كما توضح رئيسة الجمعية بسمة صالح زيدات، وهي :تمكين المرأة اقتصادياً وتسليحها بالوعي والثقافة وصولاً لتحفيزها على المشاركة والابداع والتفكير لتصبح فاعلة ومنتجة وقادرة على قيادة أسرتها وتوفير حياة كريمة لها.
في سجل نجاحها وتميزها، بالرغم من عمرها الزمني القصير، تكثر قصص النجاح التي حققتها مكافحات بلدة فقوعة، بعد انتسابهن للجمعية التي تمكنت من فتح قنوات تشبيك كما تقول بسمة "مع عدة مؤسسات فاعلة في المجتمع، لتحقق أهم اهدافها: تدريب وتأهيل النساء ليصبحن قادرات على تأدية الدور المناط بهن، فأثمر ذلك توفير مشاريع عيش كريم ومُدرة للدخل".
وتشكل المكافحة الأربعينية آمنة سباعنة نموذجاً مصغراً لقصص نجاح النساء المنتسبات للجمعية التي وفرت لها من خلال علاقاتها مشروع مصنع صغير "لتصنيع الكلور".
المواطنة آمنة، المعيلة لأُسرة مكونة من 8 أفراد، عانت من ظروف مادية صعبة بسبب عدم توفر فرص عمل دائمة لزوجها، فاجتهدت وثابرت وبادرت بشكل فردي للعمل في تصنيع الكلور بمنزلها، وتقول: "ضحيت كثيراً للوقوف إلى جانب زوجي، انتسبت للجمعية واستفدت من الدورات والورش التوعوية التي ساهمت في تعزيز دوري وقدراتي حتى أثبت نفسي ورغبتي في مواصلة رحلة كفاحي لتوفير لقمة عيش كريمة لأفراد أُسرتي".
وتضيف رئيسة الجمعية: "من خلال علاقات الجمعية، قدمنا لها دعماً لتطوير مشروعها من خلال جمعية "الكرتاس" في بيت لحم التي وفرت لها الأدوات المطلوبة وساهمت في تطوير مشروعها وزيادة نسبة التسويق والنجاح المستمر".
وتتابع: "لم ينته طموح أم أحمد، فاستمرت بالعمل والنجاح، وتمكنت من الادخار واضافة مشاريع جديدة مثل تصنيع المعجنات ، تعبئة الكاز والبنزين ، وحالياً تعيش ظروف أحسن".
*البداية والتأسيس
في عام 2008، تأسست جمعية مركز نسوي فقوعة الخيرية ، بمبادرة مجموعة من نساء البلدة الرياديات، وبعد الدراسة والتحضير، حصلت الجمعية على التراخيص الرسمية من الجهات المعنية، فجرى انتخاب هيئة ادارية مكونة من 9 سيدات، فيما انتسب إليها العشرات من النساء لدعم رسالتها وأهدافها بالنهوض بالمرأة وتطوير قدراتها.
وتقول الناشطة بسمة: "جسّدنا إيماننا وقناعتنا بدور المرأة وإمكانياتها عندما تتحقق لها الفرص، فشكلت ولادة الجمعية نقلة نوعية في حياة النساء الريفيات المهمشات، وتمكنا من استقطاب عضوات للهيئة العامة ومؤازرات".
وتضيف: "لا يوجد للجمعية دعم ومصادر دخل، ونعتمد على قدراتنا، وننفذ برامجنا ونشاطاتنا من خلال مقر يقع في مقر المجلس القروي، ونطمح دوماً للاستقلال وتوفير مبنى مستقل وكامل للجمعية، كما يوجد لنا مطبخ للإنتاج الغذائي وآخر لتصنيع زبدة الزيتون".
وتوضح رئيسة الجمعية أن في مقدمة أهدافها وأولوياتها تمكين المراة إقتصادياً ومادياً ومعنوياً وثقافياً، ومنحها كامل حقوقها ودورها الفاعل للمشاركة في التنمية والبناء والسياسة والمجتمع".
وتقول: "أساس قوة الجمعية ونجاحها يكمن في صلابة ووعي وفاعلية نسائها المكافحات ذوات الإرادة القوية والطموحات الكبيرة للوصول لرؤيتنا.. فأمام الارادة لا مستحيل".
وتضيف: "في البداية، واجهنا صعوبات متعددة في ظل نظرة ورؤية المجتمع، لذلك بادرنا إلى تبني وتنفيذ الخطط التوعوية والارشادية التي ترفع مستوى وعي النساء بحقوقهن، ما ساهم في جذب المزيد منهن والانضمام للجمعية التي أصبحت مركزاً حضارياً وثقافياً وتنموياً للمرأة الريفية".
وتتابع: "ارتكزت برامجنا على تكثيف الورشات والدورات في القضايا السياسية والوطنية والدينية والمجتمعية والقانونية والصحية، فساهمنا في تعريف السيدات بحقوقهن في الميراث وعقد الزواج وفي حال تعرضها للعنف وآلية علاجها، لمسنا وجود جهل كبير في القضايا الصحية، فبادرنا إلى تنظيم محاضرات توعية وأيام طبية مجانية في مختلف الأمراض، خاصة المزمنة".
*تنوع في النشاطات
وانطلاقاً من حرصها للوصول لكافة شرائح المجتمع، تبنت الجمعية قضايا ذوي الإعاقة، سواء في التوعية بحقوقهم أو اعادة تأهيلهم، وتقول بسمة: "للأسف، هناك إهمال وتهميش لهذه الفئة، فكنا مبادرين لمؤازرتهم والتوعية بحقوقهم ومساعدتهم لتوفير احتياجاتهم، خاصة الأطفال، عن طريق جمعية إغاثة أطفال فلسطين وغيرها من المؤسسات".
وتضيف: "في ظل ازياد نسبة النساء العاملات في مجالات متعددة، وفرنا تدريبات لهن في الصحة والسلامة المهنية فيما يتعلق في التصنيع الغذائي وكيفية التعامل مع الافران والغاز والكهرباء وارتداء الملابس الخاصة بعملية التصنيع والطبخ من اجل السلامة المهنية، وركزنا في هذا التدريب على السيدات اللواتي يعملن في صناعة الحلويات والمعجنات".
*علاقات تشبيك وتعاون
وفي الوقت نفسه، حرصت الجمعية، كما توضح رئيستها، على بناء علاقات تعاون وتشبيك مع مؤسسات المجتمع المحلي والعديد من الجمعيات في جميع محافظات الوطن لتبادل الخبرات والعمل المشترك في برامج تخدم المرأة وتعزز دورها وتوفر لها مشاريع مدرة للدخل، كما حدث مع المواطنة الخمسينية كوثر أبو خميس، التي تعيل عائلة كبيرة مكونة من 8 أفراد، وزوجها مريض، موضحة أن الجمعية وفرت لها متطلبات رئيسة لمشروع "بقالة" بدعم من جمعية "كارتاس"، وقد حقق النجاح، وأصبحت تعتاش من دخلها.
وعبرت بسمة عن الاعتزاز الكبير بدعم وتعاون المجلس القروي مع الجمعية وإفساح المجال أمامها للمشاركة في كافة الانشطة والفعاليات، إضافة إلى المساهمة في الأيام المفتوحة والمخيمات الصيفية وتكريم الطلبة المتفوقين، كما نفذت الجمعية من خلال المجلس مشروع اعداد وجبات الطعام للمناسبات والذي وفر فرصة عمل لأربع نساء لإعالة أُسرهن.
*مشاريع دعم
وذكرت الناشطة بسمة أن الجمعية وفرت مشاريع "تصنيع بالأعشاب" عن طريق مؤسسة "كير" الدولية والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما ساهم في تحسين مستوى معيشة المستفيدات، كالمواطنة الخمسينية حنان ناصر.
وتضيف: "زودتها الجمعية بكمية من الشتل والمياه ورشاشات لرش الحشرات الزراعية، فبادرت لزراعة الزعتر والميرمية والنعنع البري وحصى البان، وكلها أعشاب طبية، فحقق المشروع النجاح"، موضحة أنه تأثر مؤخراً بسبب افتقار القرية للمياه وارتفاع تكلفة الصهاريج، ما أدى إلى انخفاض كميات الإنتاج،مشبرة إلى أن الحل الوحيد يكمن في توفير بئر مياه لري المزروعات .
وأشارت بسمة إلى تنفيذ مشروع "المقاصف" المدرسية قبل فيروس كورونا، الذي استفادت منه 4 سيدات، وحقق النجاح المطلوب ووفر للنساء المستفيدات مصدر دخل مستمر، كما قامت نساء الجمعية بتصنيع المعجنات من خلال مطبخها تباع للمقاصف وفي المناسبات.
ولتمكين النساء، ذكرت الناشطة بسمة أن الجمعية نفذت مشروع تعليم مجموعة من النساء على فن الخياطة، ما فتح أمامهن الآفاق للعمل والإنتاج عبر شراء الماكينات وتحسين مستوى معيشة الأُسر.
في ظل هذا النجاح، استمرت الجمعية في مشاريعها وبرامجها التي استهدفت المرأة للوصول لمرحلة التمكين الاقتصادي الكامل والشراكة الحقيقية على كافة الصعد، لكن انتشار فيروس "كورونا" أثر على برامجها ومشاريعها.
وتقول الناشطة بسمة: "تعرضنا لخسائر كبيرة منذ انتشار جائحة كورونا، فقد تراجعت المشاريع وتوقف بعضها كمشروع ضمان المقاصف الذي كنا نوفر من خلاله فرص عمل للنساء".
وتضيف: "تتجاوز خسائر الجمعية 30 ألف شيكل خلال فترة الجائحة، ومع ذلك لا تزال الجمعية تدعم المرأة وتساندها في كافة المجالات، ولا يزال مركزنا النسوي يعمل ويكافح من أجل المرأة كي توفر لقمة عيش كريمة لأُسرتها".
*المصدر : القدس دوت كوم

1