أحدث الأخبار
الاثنين 06 أيار/مايو 2024
1 2 3 47317
المذياع.. "كنز الأسيرات" لسماع صوت العائلة وأخبارها والاحتلال يحاربه!!
16.03.2021

كتب مصطفى صبري- تسعى إدارة السجون في سجن الدامون إلى الانتقام من الأسيرات، بمنعهن من التواصل مع عائلاتهن من خلال الاتصال الهاتفي، بالرغم من وجود اتفاق مسبق مع الحركة الأسيرة على تركيب الهواتف العمومية.المذياع كنز الأسيرات؛ فالغرفة التي تملك المذياع تمتلك كنزاً تحافظ عليه، كما تحافظ على شيء ثمين ونفيس، فالاحتلال يحارب المذياع لمعرفته في كيفية استخدامه من قبل الأسيرات.عند بث رسائل عائلات الأسيرات تكون الصورة المقابلة في أقسام الأسيرات الهدوء التام، للتمكن من سماع كل حرف في الرسالة الإذاعية، فكل شيء عند الأسيرات معطل، كي تكون الرسالة واضحة، فهي تحمل صوت الأحباب وأخبارهم.
المحررة أنسام ناصر شواهنة من قرية اماتين، شرق قلقيلية، أمضت خمس سنوات في الأسر وتحررت الإثنين الماضي، تقول عن المذياع وكأنها تتحدث عن شيء عظيم: "من خلال المذياع كنا نسمع رسائل الأهل ونسمع صوتهم والشوق والحب في ثنايا الكلمات المنبثقة من بركان صدورهم، والحنين المنبعث من قلوبهم، فصوت العائلة كان يحكي لنا تفاصيل فيها الوجع والألم، فالحرمان يؤذي والعزل عن العالم الخارجي يؤذي أكثر، ومع ذلك كان المذياع يخفف من الوجع والحرمان، ولو بشكل نسبي".
*منع شراء المذياع..
تواصل المحررة شواهنة حديثها: "لأهمية المذياع في حياة الأسيرات، منعت إدارة السجن من وجوده في "الكانتينا"، والمذياع عند الأسيرات أغلى شيء في حياتهن، وتقوم الإدارة بالتشويش على أثير الإذاعات المحلية، كي يكون الصوت غير واضح، ومع ذلك مازال المذياع متنفسا الأسيرات رغم إدارة السجن العنصرية".
المحرر الإعلامي د. أمين ابو وردة الذي أشرف على برنامج لنقل رسائل عائلات الأسيرات من خلال عدة موجات إذاعية يقول: "المذياع عند الأسيرات يعتبر محطة مهمة، فالعائلات كانت تسجل رسالتها في بضع دقائق ويتم تحضير الرسالة بعناية، لأن الوقت محدود لكل عائلة، والرسالة الإذاعية قضية في غاية الدقة، فهي بين طرفين: الأول قلق والثاني ينتظر، ونجاح الرسالة الإذاعية للأسيرات يعتبر من التحديات التي يتم فيها تجاوز كل إجراءات إدارة السجون العنصرية، وهي أيضا من إنجازات الحركة الأسيرة".ناصر شواهنة والد المحررة أنسام شواهنة يقول عن الرسالة الإذاعية: "بالنسبة لنا كانت زيارة من نوع آخر، فأثناء الحديث مع البرنامج الإذاعي، نتخيل أنسام في غرفتها داخل سجن الدامون وهي تنصت لنا مع باقي زميلاتها الأسيرات، فهي اهم من الزيارة لأن الزيارة محددة بمعايير وحرمان وتباعد، بينما الرسالة الإذاعية كل أسبوع تستطيع من خلالها الحديث معها، فقد حدثتنا في الزيارة ان يوم الرسالة الإذاعية هو بمثابة لقاء بالروح مع غياب الجسد".
*المصدر : القدس دوت كوم

1