أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47299
لطيفة رداد.. فقدت بصرها من شدة البكاء على نجليها الشهيد أحمد والأسير شريف!!
18.12.2020

جنين- علي سمودي- بصمود وصبر، ما زالت الوالدة السبعينية لطيفة رداد، تطوي أيام حياتها لتواجه المحن والألم الذي زرعه الاحتلال في مسارات طريقها منذ ملاحقة واستهداف ولديها وحتى اعتقال شريف واستشهاد أحمد، ولشدة الحزن والوجع والبكاء ، فقدت البصر ، لكنها تتسلح بالأمل الوحيد، الفرح بتحقيق امنيتها الأجمل حرية شريف المحكوم 17 عاماً.في قرية" صيدا" قضاء طولكرم، ولد شريف قبل 38 عاماً، ليكون الثامن في عائلته المكونة من 11 فرداً بينهم 3 إناث، في عام 1987،فجعت العائلة بوفاة رب الأسرة الذي اختطفه المرض الخبيث، فصبرت الوالدة لطيفة "أم وائل "وتابعت رحلة حياتها لتربية ورعاية الأبناء رغم الصعوبات والتحديات ،فضحت وكافحت لتربية الأبناء على الاخلاق العالية والروح الوطنية والنضالية، وتقول:" تلقى شريف تعليمه بمدارس قريتنا حتى الصف التاسع، وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، اضطر لترك مدرسته لمساعدة والده الذي كان يعمل مزارعاَ ، فتحمل المسؤولية في وقت مبكر واصبح رجلاً معطاءاً ومخلصاً".بفخر واعتزاز، تروي "أم وائل"، أن ولديها أحمد وشريف، ومنذ صغرهما في المظاهرات والمسيرات والمواجهات ضد الاحتلال، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى، لم يتأخرا عن المشاركة في فعالياتها، لكن سرعان ما طارد الاحتلال نجلها أحمد لنشاطه ودوره في مقاومة الاحتلال الذي استهدف عائلته ومارس الضغوط عليها، فتعرض شقيقه شريف للاعتقال، وتقول: "تمرد على الاحتلال ورفض تسليم نفسه، وكرس حياته للمقاومة، وعندما عجزت المخابرات عن اعتقاله، اقتحموا منزلنا واعتقلوا ابني شريف للضغط على شقيقه لتسليم نفسه". تضيف :" تعرض شريف للتحقيق والعزل والضغوط على مدار 18 يوماً في اقبية التعذيب كرسالة تحذير لأحمد وضغط علينا، لكنه صمد وصبرنا حتى أطلق سراحه".أكمل أحمد مشواره النضالي بينما واصل الاحتلال ملاحقته، وبينما عاشت أسرته لحظات خوف وقلق على حياته، أدرج ابنها الثاني شريف ضمن لائحة المطلوبين.وتقول الوالدة الصابرة: "تجربة التحقيق والأسر، لم تنال من معنويات شريف الذي حمل راية النضال والمقاومة، فازداد استهداف الاحتلال له وكمائنه لكنه بفضل رب العالمين نجا من عدة محاولات اغتيال ". وتضيف :" بعد رحلة كر وفر وملاحقة ، حاصر الاحتلال المنزل الذي تخفى فيه شريف واعتقلوه بتاريخ 28 /1 /2005، وتعمد ضابط المخابرات إحضاره لمنزلنا، وطلبوا مني وداعه وهم يهددونه امامي بالعزل والسجن الطويل وعدم رؤيته للابد".اللحظة المؤلمة والمؤثرة التي لا تنساها ذاكرة "أم وائل"، اعتداء الجنود على ابنها بالضرب المبرح بعد تقييد يديه ثم إخضاعه للتحقيق الميداني لبث الرعب والخوف لدى عائلتها، وتقول :"فشلهم في اغتياله لحظة اعتقاله، أثار غضبهم، فضربوه وتألمت لعجزي وقلة حيلتي وعدم قدرتي على حمايته وانقاذه من قبضتهم ومنع اعتقاله ."فور اعتقاله، اقتاد الاحتلال شريف الى زنازين التحقيق في سجن" الجلمة"، التي احتجز فيها لمدة 95 يوماً، وسط العزلة ومنع الزيارات وانقطاع اخباره حتى نقل الى سجن جلبوع، لتبدأ رحلة المعاناة المريرة بين المحاكم حتى قضت محكمة سالم بسجن شريف 17 عاماً، وتقول الوالدة: "استعدت معنوياتي وتسلحت بالعزيمة وتحررت من الحزن والدموع، لحظة وقوف شريف بشجاعة يتحدى السجانين والقضاة ، يشجعني ويبث بأعماقي الأمل والمعنويات العالية، فقلت لهم: الحمد لله رب العالمين لان الحكم له وليس أحكام محكمتكم الباطلة".خلال محاكمة شريف، تلقت الوالدة "أم وائل"، الخبر المؤلم والأصعب أكثر من السجن والقيد والحكم، استشهاد نجلها أحمد الذي يعتبر من قادة حركة "الجهاد الاسلامي " على أرض نابلس بتاريخ 7 /2 /2006، وتقول: "شعرت بالانهيار من هول الصدمة، وكانت لحظات صعبة وقاسية لنا ولابني الأسير الذي عاد لسجنه مثلنا مصدوماً ومصعوقاً بنبأ استشهاد شقيقه الذي عجز الاحتلال عن اعتقاله خلال فترة مطاردته على مدار 5 سنوات"، وتضيف :" خلال فنرة استهداف أحمد، عشنا ظروفاً مأساوية في ظل كوابيس حملات الاحتلال لاعتقاله ومحاولات اغتياله " وتكمل: " لم يكن منزلنا يخلو من جنود الاحتلال الذي يداهمونه ليل نهار لاعتقال شريف وأحمد، وفي احدى المداهمات وبعدما فشل الجنود في الوصول اليهما، اخرجوني تحت تهديد السلاح من المنزل، وارغموني على الصعود للدورية العسكرية كالتهديد باعتقالي وللضغط على ولدي لتسليم نفسيهما، لكن محاولاتهما باءت بالفشل".تنهمر دموع الوالدة التي فقدت بصرها بعد استشهاد نجلها، وتقول:" رغم حبه لأطفاله الثلاثة وعائلته، أكمل أحمد مشواره الجهادي حتى استشهد، ورغم اعتزازي ببطولاته وشهادته، لكن قلب الأم ومشاعرها تختلف ، ومن شدة البكاء فقدت البصر، وعلى مدار عامين لم أتمكن من زيارة ابني في سجن النقب بسبب وضعي الصحي."، وتضيف :" الحمد لله ، صبرنا واكملت زوجة الشهيد المشوار في تربية ورعاية الأبناء الثلاثة الذين كبروا وهم يفتقدون والدهم بوجع والم، فاليوم ساجد يبلغ من العمر 21 عاماً وتسنيم 17 عاما، وأسأل رب العالمين أن يمد بعمري حتى أفرح بنجاحهما وتخرجهما وحرية عمهما".بفخر واعتزاز، تتحدث الوالدة "أم وائل"، عن أسيرها شريف الذي شكل صور صمود وتحدي خلف القضبان، وتقول: "رغم المعاناة والالم خاصة على فقدان شقيقه أحمد، أكمل دراسته، حقق النجاح في الثانوية العامة ثم انتسب لجامعة القدس المفتوحة وتخرج بشهادة البكالوريوس في تخصص الخدمة الاجتماعية"، وتضيف :" حاليا يحضر لرسالة الماجستير، ويتولى تعليم الاسرى في مرحلة الدراسة الجامعية، حفظ 8 أجزاء من القران الكريم، كما حصل على شهادات في دورات للتجويد واللغة العبرية".في نفس الوقت، يمتلك الأسير شريف ملكة الكتابة والتأليف، كما استغل فترة اعتقاله بالمطالعة والدراسة ومساعدة الأسرى وتعليمهم، ويبدع كما تفيد والدته، في تأليف وكتابة الخواطر والقصص، إضافة لتمتعه بموهبة الرسم، فمن خلال رسوماته يعبر عن الحرية والامل والسعادة".
*المصدر : القدس دوت كوم

1