أحدث الأخبار
الاثنين 29 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47302
غزة : آلام الفراق المريرة والحرمان تحيط بـ 26 أسيرا غيبوا على مدار 27 رمضانا عن «لمّة العيلة»!!
08.05.2020

يشعر الإنسان بكثير من الضيق إذا ما غيب يوما عن الإفطار وسط عائلته في شهر رمضان، فيما يشعر آخرون تركوا بالحنين والشوق لتلك الأجواء، إذا ما قدر لهم السفر بغرض العمل أو الدراسة أو العلاج، خلال الشهر الفضيل، لكن ما بال الحال لو كان هذا الغياب هو للعام الـ 27 على التوالي، وهنا نتحدث عن قضية الأسرى الفلسطينيين المغيبين في ظلمات الزنازين منذ عشرات السنين.وعلى خلاف الأعوام السابقة، لم تتح إجراءات الطوارئ المتبعة في إسرائيل، لمحاربة فيروس “كورونا”، لعوائل الأسرى زيارتهم ورؤيتهم من خلف ألواح زجاجية وقضبان حديدية، بعد أن ألغيت الزيارات العائلية للأسرى بشكل كامل منذ شهرين تقريبا.وخلال تلك الزيارات التي رغم تركها آثارا مؤلمة للأسرى وذويهم خاصة خلال المناسبات، مثل حلول شهر رمضان والأعياد، لتذكر الطرفين بالأيام الجميلة التي قضيت في رحاب الأسرة، قبل أن يفرق بينهم السجان الإسرائيلي، إلا أنها كانت تخفف من آلام الطرفين (الأسير وذويه)، التي خلفتها سنوات الفراق.ومن بين آلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال، وبينهم النساء اللواتي تركن أطفالا صغارا خلفهن، والأطفال الذين افتقدوا أمهاتهم، بعد أن زجوا خلف القضبان، وشبان ورجال كثر تركوا أبناءهم وعوائلهم، هناك 26 أسيرا لم يلتموا مع أسرهم على مدار أكثر من ربع قرن على موائد الإفطار الرمضانية.وتقول هيئة شؤون الأسرى، إن أقدم الأسرى هما كريم يونس، وماهر يونس، اللذان لم يعيشا أجواء شهر الصوم إلى جوار عائلاتهما منذ 38 عاما متواصلا، وتشير إلى أن مشاعر الغياب يتجرعها الأسير في الزنزانة والعائلة على طاولة الإفطار والسحور كل يوم، ومن الأهل أشخاص فارقوا الحياة وهم يحلمون بلحظة اللقاء والعناق، وانتظار أذان المغرب معا، ليتشاركوا أكلاتهم المفضلة ويلتئم جرحهم المرير.وأوضحت الهيئة أن عميد الأسرى كريم يونس، والأسرى ماهر يونس، ونائل البرغوثي، ومحمد الطوس، وابراهيم ورشدي أبو مخ، ووليد دقة، وابراهيم بيادسة، وأحمد ابو جابر، وسمير ابو نعمة، ومحمد داوود، وبشير الخطيب، جمعة أدم ومحمد فلنة ومحمود ابو خرابيش ورائد السعدي، وابراهيم ومحمد ويحيى اغبارية، وضياء الفالوجي، وناصر ابوسرور، ومحمود ابو سرور، ومحمود عيسى، ونائل سلهب، ومحمد وعبد الجواد شماسنة، وعلاء الكركي، لم يحضروا رمضان بين أهلهم وذويهم منذ أكثر من 27 عاما.وأضافت أن هناك أسرى قضوا أكثر من عشرين عاما في الأسر وأفرج عنهم لفترة قصيرة ليعاد اعتقالهم، وإعادة الأحكام السابقة بحقهم، وحرمانهم من أجواء هذا الشهر كحال الأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل عام 2011، ومنهم الأسرى نضال زلوم، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، وناصر عبد ربه، وجمال أبو صالح وغيرهم العشرات.وتوضح الهيئة التي تتابع ملف الأسرى، أن هؤلاء لا يشعرون كحال كل الأسرى في سجون القهر الإسرائيلية، بطعم رمضان وروحانيته الإيمانية، أو بلذة الأكل وطيب الشراب والحلوى، بل تتضاعف معاناتهم في كل رمضان يأتي ويمضي، بفعل سياسات العزل والإهمال والاقتحام والتعذيب والحرمان.وسمحت سلطات الاحتلال، بعد أن أغلقت باب الزيارات، للأسرى بإجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم وأهلهم من الدرجة الأولى فقط.وقال المتحدث باسم هيئة الأسرى حسن عبد ربه، إنه تم السماح للأسرى بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة ولمرة واحدة مع أقاربهم من الدرجة الأولى، بعد تقديم عدد من المؤسسات الحقوقية التماسات للمحكمة العليا الاسرائيلية بهذا الخصوص، بعد انتشار فيروس “كورونا”، وانعدام الزيارات العائلية، وبمناسبة شهر رمضان.لكن المسؤول في الهيئة قال إن القرار الإسرائيلي يخول مصلحة إدارة السجون بحرمان أي أسير أو أسيرة من إجراء هذه المكالمة تحت “دواع أمنية”، وهو ما لجأت إليه عندما حالت دون تمكين الأسيرة ميس أبو غوش، وخالدة جرار من التواصل العائلي عبر الهاتف، معتبرا أن هذا الأمر يمثل “شكلا من أشكال العقوبات”، مؤكدا في الوقت ذاته أن المكالمات الهاتفية حق للأسرى، ويجب أن تبقى حتى أثناء السماح بالزيارات العائلية.وجدير بالذكر أن إدارة سجون الاحتلال تواصل استهداف الأسرى بالعديد من إجراءات التنكيل والقمع خلال شهر رمضان، وتعمل على حرمان الأسرى من معايشة الأجواء الروحانية خلال هذا الشهر، من خلال اتباعها العديد من الممارسات القمعية، التي تهدف فقط للتنغيص على الأسرى.وتتعمد سلطات السجون أن تقديم أسوأ أنواع الطعام والشراب، علاوة على تأخيرها بشكل كبير وجبات السحور، في حين تتعمد تقديم وجبات الإفطار باردة، كما تحرمهم من شراء بعض الأطعمة الخاصة بهذا الشهر.وتتعمد خلال شهر رمضان أيضا تكثيف اقتحامات غرف الأسرى، حيث تستمر تلك العمليات التي يتم فيها تفتيش غرف المعتقلين لعدة ساعات متواصلة، كما تواصل عمليات نقل الأسرى عبر عربات غير مجهزة وغير نظيفة من سجن لأخر، مما يزيد من تعبهم في أجواء الصيام.وتمنع إدارة السجون الأسرى في كافة السجون من أداء صلاة التراويح بشكل جماعي في باحات السجن.ومع بداية شهر الصيام، دعا العديد من المؤسسات التي تعنى بأوضاع الأسرى، الجهات الحقوقية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتدخل الفوري والعاجل من أجل إلزام سلطات الاحتلال بتطبيق القانون الدولي الخاص بمعاملة الأسرى، ووقف كل الإجراءات التنكيلية والقمعية بحقهم.وتعتقل سلطات الاحتلال أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ومن بين العدد الإجمالي هناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.!!

1