كتب جهيمان ابو جريشه ..قامت رابطة "اكاديميي" رهط مؤخرا بإستضافة الأستاذ عاطف أبو عجاج في جلسه لنقاش نمط الحياة البدويه والصراع بين القبيلة والدولة وفي مستهل حديثه أشار الأستاذ عاطف أبو عجاج إلى " أن المناقشة هي من المنظور الأكاديمي البحثي المتعلق بالجانب التاريخي السياسي الإجتماعي. وذلك كونه نتاجا لبحث يقوم به أبو عجاج من خلال رسالة الدكتوراه في جامعة بئر السبع بالعلوم الإجتماعية والسياسية "..وقد عرض الباحث نموذج البحث المتعلق بمثلث العلاقة في النقب بين القبيلة والدولة والحركة الإسلامية. وقد تطرق الديوان إلى التقسيم المتواجد عشائريًا بالبنية المجتمعية البدوية بالنقب (الأسمر والأحمر)، بشرح الفارق بين "البدو الملاكين" وغير الملاكين وغيرها من التقسيمات التي أفرزت مجتمع قبلي – طبقي.أما عن دور الدولة في هذه المعادلة، فقد عرضت بعض الممارسات التاريخية والحاضرة لتوظيف العناصر القبلية لخدمة سياستها للسيادة والسيطرة على عرب النقب. كما تركز اهتمام الشباب الحضور على استغلال الدولة لـ"مشايخ القبائل" كونهم أصحاب كلمة ونفوذ مؤثر على المجتمع الداخلي. وتم طرح أمثلة تعتمد فيها الدولة على النظام القبلي نفسه لإدارة المشاكل وليس حلها، ومحاولة فصل الملف "البدوي" عن الملف العربي العام والتعامل معه كقضية منفصلة وليس جزءا من قضية عربية فلسطينية عامة.كما تم التطرق بشكل مقتضب الى الحركة الاسلامية، كحركة اجتماعية دعوية في اول نشأتها ودخولها كعنصر جديد في النظام القبلي حول تأثيره وتأثره وتكيّفه وصدامه مع القبيلة والى دخوله مضمار المنافسة السياسية لاحقًا بالبلدات العربية بالنقب.كما ولم تغب تطورات حركة مناهضة خطة برافر في النقب وبروز عنصر الوطنية الى جانب عناصر الهوية الأخرى الدينية والقبيلية، حيث أن هذه التطورات لا تتوافق بالتمام مع البنية القديمة.وأكد أبو عجاج على " أنه اذا كنا نتفق على ان المؤرخ صاحب أجندة ورأي يستحيل ان يتوافق مع الحياد. فمن الجدير لفت النظر الى ان تناول هذه النقاط في سياق أكاديمي في مؤسسة اكاديمية يهودية تنحاز بشكل او باخر الى الرواية الصهيونية يعتمد بشكل قاطع على المراجع والمصادر لهذه الرواية. في المقابل يحث الباحث على توثيق الرواية الشفوية لكبار السن حول تاريخ المنطقة ووقائع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية منذ الانتداب البريطاني الذي كان هُو البداية الفعلية لبناء مشروع استعماري وإعلان دولة اسرائيل قبل النكبة " .وانتهت المحاضره بنقاش بين الحضور تطرق للتغيرات الآنية المتعلقة بالظواهر والظروف الإجتماعية والسياسية. واتفق على أنه من اللامنطقي دراسة المجتمع البدوي كوحدة واحدة دون تفكيكه وتحليله ودراسة كافة العوامل والظروف الخاصة والعامة المحيطة به في فترة معينة، الأمر الذي يكاد يكون خطأ شائع لدى الباحثين في هذا السياق.وشكرت إدارة رابطة أكاديميي رهط بالنهاية الأستاذ عاطف أبو عجاج على دوره، وتمنت له التوفيق في بحثه الأكاديمي. كما وشكرت المكتبة العامة بالمركز الجماهيري في رهط على استضافته لحلقة الديوان، بالإضافة إلى التطرق للنوعية المميزة والمختلفة التي تواكب على حضور حلقات الديوان من رهط وخارجها!!
