أحدث الأخبار
السبت 11 أيار/مايو 2024
1 2 3 47332
غزة : غالبية السكان لم تضحي لعدم توفر الأموال اللازمة لشراء ضحية العيد!!
04.09.2017

جفت شوارع قطاع غزة وحواريه هذا العيد، من كميات المياه التي كانت تصب من أجل غسل كميات الدماء المراقة من الأضاحي، وذلك بعدما عزفت الغالبية العظمى من المضحين عن الذبح في هذا العيد، لعدم توفر الأموال اللازمة، وذلك بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية، فيما انشغلت النساء بطهي اللحوم التي توفرت بكميات قليلة، في يومي العيد الأول والثاني، لتفادي تلفها، لعدم توفر الكهرباء اللازمة لتجميدها في ثلاجات المنازل.وعلى خلاف كل عام، وبالرغم من انخفاض ثمن الأضاحي هذا العام بشكل كبير عن الأعوام السابقة، إلا أن غالبية السكان الذين اعتادوا على ذبح الأضاحي، عزفوا عنه في هذا العيد، لعدم امتلاكهم المال اللازم لذلك، خاصة وأن أغلبية المضحين هم من الموظفين الحكوميين، الذين جرى تقليص رواتبهم منذ أشهر بنسبة 30% . وخلت الأماكن المخصصة لذبح الأضاحي من الأعداد الكبيرة من السكان، الذين كانوا يتدافعون من أجل الحصول على دور مبكر في عمليات الذبح، من أجل توزيع اللحوم على الأهل والجيران والفقراء في وقت مبكر. كذلك خلت الحواري والأزقة من تجمهر الأطفال الصغار، الذين اعتادوا في المواسم الماضية، على التجمهر حول الأضاحي من العجول والخراف التي يصر بعض السكان على ذبحها أمام منازلهم.وبدا ذلك الأمر واضحا، بعد خلو الحواري والأزقة من المياه التي تصب على الأرض لغسل الدماء، وكذلك من خلو شوارع القطاع من تلك الروائح التي تخلفها عمليات الذبح، وتدوم لعدة أيام.في المقابل لوحظ أيضا أن الأمر طال الجمعيات الخيرية التي اعتادت على توزيع لحوم الأضاحي، بعد ذبحها كميات كبيرة من العجول والخراف، حيث تجمع من متبرعين عدة، وجرى تقليص الكمية لنحو النصف حسب أحد مسؤولي هذه الجمعيات.ويؤكد أحد ملاك حظائر بيع العجول والخراف وسط قطاع غزة، أن البيع انخفض هذا العام إلى أقل من النصف، وأنه لم يتمكن من بيع عدد كبير من العجول، مما سيكبده خسائر كبيرة، خاصة وأن فترة ما بعد العيد تشهد كسادا كبيرا في بيع اللحوم في المحال. ويقول إن عزوف السكان عن شراء الأضحية هذا العام، جاء رغم انخفاض ثمنها بشكل كبير، إذ بلغ بيع ثمن كيلو لحم العجل قبل الذبح، بـ 14 شيكلا، بدلا من 18 شيكلا في الموسم الماضي، (الدولار الأمريكي يساوي 3.6 شيكل).في المقابل يؤكد عادل عبد القادر، ويعمل موظفا حكوميا، أن ما حال دون قيامه هذا العيد بذبح أضحية، كان لعدم توفر المال اللازم لشرائها.ويقول » إن تقليص الرواتب حال دون قدرته على ذبح الأضحية، كما حال دون قدرته على شراء ملابس العيد لأطفاله. ويشير كغيره من الموظفين أنه يعمل حاليا على تدبير أمور حياة أسرته بالحد الأدنى، وأن ما يوفره من مال قليل، يدخره لـ «ظرف أسوأ» قد يحل في وقت لاحق.وسبق أن قال تيسير السقا المسؤول في وزارة الزراعة في غزة، إن أسعار المواشي تشهد انخفاضا وسط وجود وفرة كبيرة في أعداد المواشي الصالحة للأضاحي لهذا العام. وتوقع في وقت سابق ضعف الحركة الشرائية، بسبب تخوف المواطنين والمضحين من فساد اللحوم التي تتبقى من الأضحية في الثلاجات بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.وأثر عزوف السكان عن ذبح الأضاحي إضافة إلى مشكلة الكهرباء، على فقراء القطاع كثيرا، الذين اعتادوا على الحصول على كميات تكفيهم لأشهر مقبلة.وهذا العام لم تحصل هذه الأسر على الكميات التي اعتادت على الحصول عليها، فبدلا من حصول أسرة أبو محمد، وهو رجل في العقد السادس على ما يفوق الـ 15 كيلوغراما من اللحوم هذا العام من الجيران والأقارب والجمعيات الخيرية، بسبب سوء وضعه الاقتصادي، لم يحصل هذا الموسم سوى على نحو خمسة كيلو غرامات. ويقول إن لحوم الأضاحي في المواسم السابقة كانت تكفي أسرته لشهرين أو ثلاثة، بعد انتهاء موسم العيد، حيث اعتادت زوجته كما يقول على وضع اللحوم في الثلاجة، غير أنه يشير إلى أن كمية اللحم التي توفرت له هذا العام، قامت أسرته بأكلها في يوم العيد الأول، ووفرت كمية قليلة لليوم الثاني.ويرجع السبب إلى عدم وجود تيار كهرباء قادر على تبريد وحفظ اللحوم في الثلاجات.وما يتوفر من تيار كهربائي لسكان غزة يكفي لوصول الطاقة لمدة أربع ساعات يوميا مقابل 12 ساعة قطع، وهي مدة لا تكفي لحفظ الطعام ولا لتبريد الماء. ولوحظ أن طهي كميات اللحوم القليلة التي وفرت لسكان غزة، في أول أيام العيد وثانيها على أبعد تقدير، مارستها جميع الأسر الغزية، خشية من تلفها. وتنوعت أكلات اللحوم هذا العام ما بين «الفتة» المشهورة في غزة، او الشي.واهتمت مواقع محلية في نشر تحذيرات للسكان، من مغبة الإقدام على أكل كميات كبيرة من اللحوم، كون ذلك يحدث ضررا صحيا.ونقلت تحذيرات عن أطباء، تدعو الناس لعدم الإفراط في تناول لحوم الأضاحي، وذلك بسبب المخاطر الصحية التي تنتج عن ذلك، وقدم المختصون نصائح بتناول أطعمة أخرى إلى جانب اللحوم لتفادي الضرر، وتجنب شوائها وإخلائها من الدهون، واعتبار أن أفضل طريقة لأكلها هي سلقها بالماء.في المقابل لجأ قليل من الأسر إلى تخزين اللحوم بطرق بدائية، تمثلت في طهي اللحمة قبل أن تصل لحد استوائها، وحفظها وسط كمية من الدهون بعد تمليحها، وهي طريقة تحول دون فسادها حتى في ظل عدم توفر تبريد الثلاجات.!!

1