أحدث الأخبار
الجمعة 26 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47295
القدس المحتله : "معركة الكرامة" توحد الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وخارجها… والمقاومة تلوح بخياراتها!!
07.05.2017

على عكس كل التوقعات الإسرائيلية بفشل «إضراب الكرامة» الذي يخوض من خلاله الأسرى الفلسطينيين في سجونها إضرابا مفتوحا عن الطعام، بدأ الإضراب يشهد مع دخوله الأسبوع الثالث، خطوات تصعيدية جديدة، تمثلت في انضمام أسرى جدد للمضربين، في إشارة تؤكد مرة أخرى على مواصلة المعركة حتى تحقيق النصر، وهو أمر قوبل في الخارج بتوسع نطاق الحملات التضامنية من مختلف الفصائل، فدخلت المقاومة على الخط، وبعثت بعدة رسائل لإسرائيل، تحمل في الباطن والظاهر تهديدات مباشرة، لدفعها تجاه تحقيق المطالب العادلة للمعتقلين.وبرغم مساعي سلطات الاحتلال لدفع الطرف الآخر لخفض سقف المطالب، وتمرير ما تريد، نجح الأسرى كعادتهم، مثلما حدث في مرات سابقة، في إيصال رسائلهم، والتأكيد على أن إضرابهم سيستمر حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.فمع مرور الأيام ودخول الاضراب أسبوعه الثالث، فوجئت سلطات الاحتلال التي بثت منذ بداية المعركة العديد من الشائعات في مسعى منها للتأثير على نفسيات المضربين، كان أولها الإعلان عن فك العشرات منهم إضرابهم، بدخول العشرات من الأسرى في هذه المعركة، ضمن تنسيق مسبق جرى التوافق عليه، حسب مطلعون قبل بداية الإضراب.آخر هذه التحديات والرسائل التي بعثت بها قيادة الحركة الأسيرة، كانت دخول 50 منهم في الإضراب، من بينهم أسرى بارزين من حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، لينضموا إلى من سبقهم بقيادة مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قائد معركة السجون الحالية.ما يشير إليه المتابعون للإضراب من لجان الدعم والمساندة في الخارج، يؤكد أن المعركة ستكون هذه المرة حامية الوطيس، وأن الأيام المقبلة ستشهد تصعيد أكبر من قبل الأسرى، وذلك وفق مصادر مطلعة أكدت وجود محاولات لإدارة السجون الإسرائيلية ومعها أجهزة الأمن، لفتح «قنوات حوار جانبية» مع عدد من الأسرى المضربين، بعيدا عن قائد المعركة مروان البرغوثي، في مسعى لتشتيت الجهد وتخريب مخطط الأسرى، وهو ما لم يتم.وقد أكد أحد المطلعين على ما يجري داخل السجون أن سلطات الاحتلال لن تجد من يحاورها سوى مروان البرغوثي، وفق ما تم التوصل إليه مسبقا بين الأسرى، وأنها ستضطر إلى ذلك خلال الفترة المقبلة، في مسعى منها لوقف تنامي الإضراب بشكل أكبر، وخشية منها من اندلاع «انتفاضة السجون» إذا ما مس أحد المضربين سوء، خاصة في ظل التدهور الصحي الذي طرأ على الكثير منهم وهو ما أكده كل من عيسى قراقع، رئيس هيئة الأسرى، وقدورة فارس رئيس نادي الأسير.وإن كان موقف الوحدة الفعلي جسد على أرض الواقع داخل السجون، من خلال مشاركة كل الفصائل الفلسطينية فيه، فقد حملت المشاركات التضامنية الخارجية التي عمت كافة المناطق الفلسطينية، ذات الرســـالة، رغم الخلافات السياسية الكبيرة التي تعتلي حاليا علاقات فتح وحماس.ففي غزة، تزداد حجم الفعاليات التضامنية يوما بعد يوم، فالخيمة الرئيسة المقاومة في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، لا تكاد تخلو على مدار ساعات افتتاحها من الوفود سواء الشعبية أو التنظيمية أو الرسمية.ولم تختلف لغة الفصائل الفلسطينية المتضامنة حيال القضية، فجميعها وفي مقدمتها فتح وحماس، نادت بالتدخل الدولي السريع لإنقاذ حياتهم وتحسين ظروف اعتقالهم، وأكدت على ضرورة خضوع إسرائيل لشروطهم ومطالبهم العادلة، رغم اشتداد الخلافات الداخلية بينهما.وقد أكد في هذا السياق محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، أن حركته تولي أولوية كبير لقضية الأسرى وإبقائها في المقدمة، وأكد على تواصل الحراك السياسي والدعم الشعبي، وتنظيم الفعاليات الشعبية، المساندة للأسرى لتعزيز صمودهم وتمكينهم من الحصول على حقوقهم وتحقيق مطالبهم رغم محاولات العابثين جرنا إلى معارك جانبية باعتبارها أولوية دائمة في النضال.وهذا الأمر جرى تأكيده من قبل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بإعلانه عن سعي حركته والتزامها بالعمل لتأمين الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.وقال إن قضية الأسرى تأخذ أولوية لدى حركة حماس التي تعمل بكل الوســـائل لتأمين تـحــرير كامل الأسرى من سجون الاحــتلال «طال الزمن أو قصر».ولم يبتعد موقف حركة الجهاد الإسلامي، ولا الجبهتين الشعبية والديمقراطية وباقي الفصائل عن هذه المطالب.غير أن هذه المطالبات والدعوات التي بدأت منذ اليوم الأول للإضراب، أخذت منحنى جديداً مع تزايد عدد المضربين وأيام الإضراب وذلك بدخول فصائل المقاومة على الخط.فالجناح المسلح لحركة حماس كتائب القسام، وجه رسائل مباشرة للكيان الصهيوني، وأمهل الاحتلال 24 ساعة انتهت ليل الأربعاء الماضي، للاستجابة لمطالب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، أو دفع مقابل عدم الاستجابة عن كل يوم تأخير، يتمثل في زيادة 30 اسم عن كل يوم، في قوائم الأسرى الذين سيطلب بإطلاق سراحهم في صفقة التبادل القادمة.وحذر أبو عبيدة المتحدث باسم القسام إسرائيل بعدما طرأ تدهور على الأوضاع الصحية للعديد من الأسرى المضربين من تجاهل مطالب الأسرى العادلة المشروعة.وأكد أنهم قرروا «تحديث القوائم المرتبطة بصفقة تبادل الأسرى، بزيادة ثلاثين أسيراً على القوائم مقابل كل يوم يتأخر فيه العدو عن تلبية مطالب الأسرى المشروعة والعادلة والإنسانية».وجاء ذلك في ظل احتفاظ الجناح المسلح لحركة حماس بأربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنود تمكن من أسرهم خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، ويخفي أي معلومات عنهم، إضافة إلى اثنين آخرين أحدهم يهودي من أصل أثيوبي، والأخر بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية، بعد أن دخلا غزة عبر الحدود الفاصلة.ولم تبدأ بعد أي عملية تفاوض غير مباشرة عبر وسطاء بين حماس وإسرائيل لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، على غرار تلك التي أبرمت بين الطرفين برعاية مصرية عام 2011، بوساطة مصرية وجرى خلالها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسير فلسطيني.كذلك حذرت حركة المقاومة الشعبية إسرائيل من التعنت ورفض تحقيق المطالب العادلة للأسرى الفلسطينيين المضربين، وأكدت أن المقاومة لا يمكن لها أن تقف موقف المتفرج أمام آلام وعذابات الأسرى.وأكدت أيضا أن تجاهل المطالب «سينذر بانفجار قادم في وجه العدو، ولن يكون جيش الاحتلال ومغتصبيه في مأمن»، خاصة وأنها أعلنت رسميا أن المقاومة الفلسطينية «جادة»، في ذلك، وأنها أثبتت أنها «قادرة على ردع العدو والإفراج عن أسرانا رغم عن أنفه».وإلى جانب هذه التفاعلات التنظيمية والمساندة التي وجدتها قضية الأسرى من المقاومة، ظلت الحاضنة الشعبية هي الأساس في التفاعل على الأرض.وفي غزة ابتكر النشطاء المهتمون العديد من الفعاليات الإسنادية، التي لاقت رواجا كبيرا، ولفتت أنظار العالم، كان في مقدمتها «تحدي مي وملح»، والذي أساسه قيام النشطاء بشرب كمية من المياه مذاب بها الملح، وهو المشروب الذي يتناوله الأسرى خلال الإضراب، للحفاظ على أمعائهم من التعفن فقط، وهو لا يقي من الجوع والعطش، كما لا يحمي من تعرضهم للمرض.واستنادا إلى ذات الفكرة، أوقفت المطاعم والفنادق الشهيرة في قطاع غزة، خدمة تقديم وجبات الطعام لزبائنها منتصف الأسبوع الماضي، واستبدلت قوائم الأطعمة المختلفة التي تضم اللحوم والأسماك وأطباق الحلويات المشهورة، بقائمة موحدة كتب عليها «مي وملح» وقد نجحت هذه الفعاليات التضامنية مضاف إليها الحملات الالكترونية للتغريد على مواقع التواصل الاجتماعي، في لفت أنظار العالم نحو هذه القضية العادلة.هذا ويتوقع أن تشهد الأيام المقبلة في ظل استمرار المعركة، أن يبتكر من هم خلف قضبان الزنازين، أو في المناطق الفلسطينية، طرق جديدة تثبت تفوقهم على آلة الحرب الإسرائيلية!!

1