أحدث الأخبار
الأحد 28 نيسان/أبريل 2024
12426 2427 2428 2429 2430 2431 24327300
حركة مقاطعة "إسرائيل": مشاركة السلطة الفلسطينية في «إكسبو دبي» سجادة حمراء للتطبيع!!
04.10.2021

اعتبر محمود نواجعة، منسق حركة مقاطعة إسرائيل في فلسطين BDS أن مشاركة السلطة الفلسطينية في معرض إكسبو دبي 2020 تأتي بمثابة تغطية على الجرائم الإسرائيلية وبمثابة فعل شرعنة للتطبيع مع الدول العربية وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.وكانت الحركة قد أطلقت أمس «عاصفة تغريد» رافضة لمعرض إكسبو دبي الذي وصفته بـ«التطبيعي» بسبب افتتاح المعرض الدولي في دبي في ظل استضافة إسرائيل فيه، طالبت الحركة بتكثيف الضغط الشعبي والجماهيري الرافض لهذه المشاركة.ووصف نواجعة الموقف الفلسطيني بالقرار المخزي والمهين بحق الفلسطينيين والشعوب التي تدعم فلسطين وقضيتها، وهو عكس الموقف الذي عول عليه الفلسطينيون.وتابع: «كما في كل مرة تخذلنا السلطة الفلسطينية بحيث تمنح الإمارات السجادة الحمراء لتطبيع ومرور مشاريع التطبيع مع الأنظمة العربية، فسلوكها بمثابة شرعنة للتطبيع والتعامل معه على أنه أمر عادي».وأكد أن موقف السلطة الذي تحول في الفترة الأخيرة بعد أن قررت مقاطعة المعرض عام 2020 يضعنا في موقف محرج مع المؤسسات والدول التي وجهنا لها نداء المقاطعة إضافة إلى شعوب العالم، وهو أمر ترتب عليه انسحاب عدد كبير من هؤلاء، لكن الخطاب والفعل الفلسطيني تحولا وأصبحوا يتحدثون بمنطق مختلف بعد أن شاركت السلطة.وكانت الحكومة الفلسطينية قد قررت في جلسة مجلس الوزراء رقم 70 التي عقدت في 17 / أغسطس / آب 2020، الامتناع عن المشاركة في المعرض رفضاً للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، حول تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات.وقال نواجعة أن المشاركة الفلسطينية تعتبر بمثابة ضربة لجهود حركة المقاطعة، وتواطؤ مع التطبيع وتحديدا الإمارات التي تعتبر «رأس حربة للتطبيع مع إسرائيل والضغط على الدول العربية للانخراط فيه».وحذر من أن المؤتمر في جوهره حالة من تغليف تحالف عسكري مع الاحتلال والإمارات، مؤكدا أن الحركة بذلت جهدا كبيرا قبل عام من خلال نداء المقاطعة الخاص بالمعرض، وهو أمر تكثف مع تأجيل المعرض، حيث تم التواصل مع العرب والمجموعات المساندة للحركة، وهو أمر أثمر توقيع أكثر من 200 فنان عريضة لمقاطعة الأنشطة الإماراتية ومنها المعرض.وأضاف نواجعة: «الحكومة والسلطة الفلسطينية بمشاركتهما تخالفان رغبة الشارع الفلسطيني ويتناقض ذلك مع موقف الحكومة السابق».وكان السفير الفلسطيني أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين قد قال في تصريحات صحافية إن موضوع المشاركة كان قيد الدراسة، ثم اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا بالمشاركة، لقد رأت القيادة الفلسطينية أن مصلحة فلسطين أن تشارك في هذا المعرض».واعتبر نواجعة أن شعار الجناح الإسرائيلي الذي يتمثل في «لا حواجز لا جدران» يدلل على حقيقة الحضور الإسرائيلي وتثبيت السياسة الاحتلالية، وهو شعار يعزز سرقة الثقافة والتراث الفلسطينيين. وتابع: «لدى إسرائيل استراتيجية وصول، وتقوم على كي الوعي واختراقه، والمعرض يمنحها ذلك».وميز بين دعوات المقاطعة عندما يكون الحدث أو الفعالية بوجود إسرائيل بدولة عربية وبين أن يكون في دولة أجنبية، فحملة المقاطعة لا تنشط في حال كان الحدث في دولة غربية لكون حضورنا مطلوبا كي لا يضيع صوتنا، لكننا نعترض ونطلق الحملات فيما لو كانت في دولة عربية، هناك فرق كبير بالنسبة لنا، عندها يكون «محاولات طبعنة» (جعل الاحتلال عاديا) أي أن يصبح وجود إسرائيل أمرا طبيعيا في الدول العربية.وأشار نواجعة إلى أن الإمارات تتصدر جهود التطبيع عربيا، ولو تمت المقاطعة الرسمية الفلسطينية لهذا المعرض لكان ذلك استمرارا للمقاطعة وتثبيتا لموقفنا والتزمنا كفلسطينيين، وستكون هذه رسالة ستصل الجميع».وتابع: «ماذا لو نجح المعرض مع وجود السلطة؟ هذا أمر سيعزز ما يقوم به النظام الإماراتي». وختم بالقول :في كل مرة نصطدم بخذلان واضح من السلطة، وهذا ملف من ملفات كثيرة منها الغاز الإسرائيلي، إضافة إلى خط الكهرباء الآتي من أوروبا وسيمر من دول عربية وسيعمل على تغذية المستوطنات، «والأكيد أن السلطة لم تأخذ دورا طليعيا في مواجهة التطبيع، وهي تستمر في القيام بدور جسر يمر من فوقه التطبيع مع الوطن العربي، وهذا أمر يخرب نضالنا ونضال حركة مقاطعة إسرائيل».ويرى خبراء أن مشاركة إسرائيل في معرض «إكسبو دبي» تتجاوز دافع التسويق للتقنيات الإجرامية، لتخدم مشاركتها المحاولات الحثيثة للنظام الإسرائيلي للتغطية على جرائمه المستمرّة وتطبيع وجوده في المنطقة العربية، وكسر العزلة الدولية المتنامية ضدّه كنظام استعمار استيطاني وأبارتهايد.وكانت وسائل إعلام قد كشفت أن «إكسبو دبي» تعاقد مع شركة أمن إسرائيلية حيث تستخدم الشرطة في دبي طائرات بدون طيار»drones» لتأمين الإكسبو مصدرها شركة إسرائيلية تسمى «Airobotics»، ومقرها في مستعمرة بتاح تكفا المقامة على أنقاض قرية ملبّس الفلسطينية المهجرة خلال النكبة التي تم تغيير اسمها إلى مستعمرة «بتاح تكفا».وكانت إسرائيل قد تعمدت وضع أرضيّة جناحها بشكل كثبان رمليّة، كما طُليت الأعمدة والممرات بلون الرمال، واختارت الرمال ولونها لجناحها، للإشارة إلى تشابهها والإمارات بالجغرافيّة الرمليّة.وصرفت الإمارات المليارات (7 مليارات دولار) لاستضافة هذا الحدث العالمي الضخم، وبناء مدينة بديلة لاستضافته، سيجري تفكيك غالبيّتها بعد الانتهاء من المعرض، ومُشاركة 190 دولة في المعرض، فيما تأمل في جذب 25 مليون زائر خلال الأشهر الستة المقبلة، لتعزيز السياحة والاستثمار في الإمارة.وجاء في صفحة فلسطين الخاصة في معرض أكسبو دبي أن «فلسطين أرض متجذرة في أعماق التاريخ وتحتضن السياحة والاستثمار»، «أرض الرسالات والأنبياء».وكتب في الصفحة أن فلسطين تقع في بلاد الشام، وهي أرض متجذرة في أعماق التاريخ وتضم مبانيٍ عريقة. وتضم إلى جانب السياحة الآخذة في الازدهار، قطاعا صناعيا نشطا يوفر العديد من الفرص الاستثمارية.وحاول جناح فلسطين (الذي يقع على مساحة 1250 مترا) التركيز على مدينة القدس بهويتها الفلسطينية، وبوصفها مهداً للأديان للعالم أجمع، وعبر رؤية مستقبلية واعدة باعتبار التصميم جسراً بين الأزمنة، يعبر عن الحضارة الفلسطينية من خلال امتزاج ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها. وسيحاول الترويج للحضارة الفلسطينية وتراثها، وثقافتها، إلى جانب إقامة معرض ترويجي يسلط الضوء على قصص النجاح والقطاعات ذات الإمكانات العالية في فلسطين، إضافة إلى الترويج للقدس وإبرازها عاصمة لدولة فلسطين، إلى جانب الترويج للاستثمار.

1