أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
1846 847 848 849 850 851 8521122
بائعات اللحوح بصنعاء.. مكافحة الفقر رغم قساوة نظرة المجتمع!!
18.05.2014

تنتشر بائعات “اللحوح” في أسواق صنعاء القديمة وتتخذ هؤلاء النسوة هذه المهنة وسيلة للرزق وتأمين لقمة العيش رغم ما تجلبه عليهن من انعكاسات تغذيها نظرة المجتمع الدونية لمن يعمل في هذه المهنة.
وتنتشر بائعات “اللحوح” في عدد من أسواق صنعاء، مثل القاع وباب اليمن، وتشترك في العمل في هذه المهنة النساء الآرامل والمطلقات وبينهن أيضاً فتيات صغيرات أجبرهن فقر أسرهن على ترك فصول الدراسة والذهاب إلى الأسواق للبيع على الأرصفة.
واللحوح نوع مميز من الخبز يشبه الرقاق في خفة وزنه ورقته، ويصنع من الحبوب كالذرة والقمح والدقيق الأبيض، وتضاف له بعض النكهات، ويتم عجنه باليد ويترك ساعة أو أكثر حسب حرارة الجو ليتخمر ثم يوضع على “طنجرة” حتى يسخن ويصبح جاهزا للأكل.
ويتميز هذا النوع من الخبز بأنه خفيف على المعدة وقابل للتخزين لفترة، ومن أشهر المدن اليمنية التي عرفت بصناعته المحويت وصنعاء وتعز.
وتمثل هذه المهنة وسيلة مناسبة لمعالجة أوضاع النساء الفقيرات والعاطلات وخاصة المطلقات وحتى المتسولات بالشوارع.
وتبدأ بائعات اللحوح عملهن في وقت مبكر الصباح، حيث تحمل كل واحدة ما استطاعت صناعته من اللحوحات والتي تتفاوت في عددها تبعاً لإمكانيات صانعتها ما بين 20 إلى 30 أو أكثر لحوحة، ويكون وقت الظهر ذروة البيع وهو الوقت الذي يخرج فيها الموظفون من أعمالهم ويلجؤون لشرائه من الأسواق.
تتخذ بائعات اللحوح مكاناً لهن على أرصفة الشوارع وسط زحمة المتسوقين وتعرضن ما بحوزتهن بمناداة المتسوق، وبعضهن يفضلن الصمت والاكتفاء بعرض اللحوح وإظهاره دون غطاء.
وتتفاوت أسعار اللحوحة الواحدة حسب وزنها وجودتها ما بين 30 و50 ريالاً يمنيا (14 سنتا إلى 23 سنتا – الدولار بـ215 ريال يمني)، ويرتفع السعر أكثر في المناسبات الدينية كشهر رمضان والذي يعتبر موسم العام الذي يدر أرباحا كبيرة تعول عليه بائعات اللحوح في تعويض ركود الأيام العادية.
ويتضاعف البيع برمضان نظراً لإقبال الناس على شراء اللحوح الذي يمثل وجبة رئيسية في مائدة الإفطار لا غنى عنه لأي أسرة بسبب طمعه اللذيذ وسهولة هضمه.
ويقول متابعون لهذه المهنة إن بائعات اللحوح يناضلن بجدارة لكسب لقمة العيش بالاعتماد على أنفسهن بدلا من اللجوء للتسول وطلب فاعلي الخير والمحسنين للتصدق عليهن بما تجود جيوبهم.
لكن لا تزال نظرة المجتمع إلى من يعمل في هذه المهنة قاصرة خاصة تجاه النساء العاملات نتيجة ثقافة سائدة ترى أن الرجل هو من يحق له العمل ودخول المرأة في مهنة كهذه تجاوزاً لحواجز وضعها المجتمع منذ زمن وإن بدأت تتلاشى مع الوعي والتعليم.