أحدث الأخبار
الجمعة 26 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
صراع الديكة يحافظ على انتشاره في القاهرة !!
11.05.2016

تعد مصارعة الديكة ترفيها شعبيا ينتشر في معظم دول العالم منذ الآلاف من السنين، وذلك بالرغم من تحريم القوانين والمؤسسات المعنية بحقوق الحيوان لها، وفي مصر وخاصة الأحياء الشعبية من القاهرة لا تزال هذه الظاهرة تتمتع باهتمام شعبي.
القاهرة – صباح كل جمعة وأحد، يستيقظ حي “السيدة زينب”، وتحديدا سوق الجمعة وسط القاهرة، على صياح الديكة والمغرمين بصراعها الذين يستنفرونها لتتقاتل مع بعضها في حلبة مصارعة يتحلق حولها الهواة والمضاربون على حدّ سواء.
وتربّى الديكة خصيصا للمصارعة بتلك المنطقة في تقليد قديم، ويجلس المتفرجون على مقاعد خشبية بينما يتصارع ديكان في مباراة حامية داخل حلبة خاصة تسمى “الكوبانية”، وسط صيحات المشجعين والمراهنين بجنيهات تزداد وتقل مع سخونة الصراع، الذي ينتهي بموت أو هرب أحد الديكة، ولهذه المصارعة قواعد راسخة وحكام يحافظون على قواعدها وقوانينها.
وتشتعل المنافسة بدخول الديكين إلى الميدان وانقضاضهما على بعضهما البعض، ليتطاير الريش، ويعمد المتنافسان إلى استهداف الرأس بالأساس، وقد يخسر ديك عينه أو عرفه في القتال، مع ارتفاع صراخ الجمهور المشاهد الذي يشجع المنتصر بحماس كبير. وللديكة المقاتلة أسلحتها في الصراع، فمناقيرها الصلبة تستعمل لإخضاع الخصم، أما أجنحتها فتمثّل أدوات تشتيت وتضليل لذهن الخصم، فيما تعمل قوائمها كسلاح فتاك قاتل من ضربة واحدة. وتحظى الديكة بإصبع ينتهي بمخلب يسمى السيف تشحذه دائما بواسطة التراب، وهو مسنن الرأس كالإبرة، ويستعمل للدفاع أو الهجوم ويلحق الضرر المميت بالخصم.
ومع ظهور معالم التعب على الديكين المتصارعين، تصبح فرصة فوز أحدهما أكبر، وذلك مع تساقط قطرات الدم من جسديهما، وقد تتخلل المصارعة فترة استراحة بغرض فحص كل من الديكين المتقاتلين من قبل مالكيهما، وغسل منقاريهما وإعطائهما جرعة ماء.
وتمتد أصول هذه اللعبة إلى أكثر من ستة آلاف عام، حيث ازدهرت في بلاد فارس والهند والصين، وتكشف المواقع الأثرية الرومانية عن أعمال فسيفساء تصور الصراع بين الديكة. أما في مصر فقد انتشرت هذه اللعبة بعد دخول الأتراك إبان فترة الحكم العثماني، واستمرت مزاولة هذا النوع من المباريات إلى اليوم في العديد من المحافظات المصرية، لكن شعبيتها انحصرت في القاهرة.
وأكد أحد هواة تربية الديكة بحي “السيدة زينب”، والذي مازال يشهد إلى اليوم تنظيم مباريات للمصارعة، أن هذه اللعبة، كانت منتشرة في ربوع مصر حيث توجد حلبات “كوبانيات” بسوق الجمعة بالقاهرة تعقد بها الجمعة والأحد من كل أسبوع حلقات للمضاربات، كما توجد أيضا مثيلات لها في مدينة بورسعيد والغربية وغيرهما من المناطق.
والرهانات على الديكة المتصارعة جزء أساسي في هذه اللعبة، وإن كانت بمبالغ زهيدة، تبدأ بعشرة جنيهات ومئة جنيه في العادة، لكنها قد ترتفع إلى خمسمئة وألف جنيه مصري.
ويتراهن صاحبا الديكين المتصارعين في ما بينهما، فمن يكسب الرهان يكسب حصة أخرى، أما الرهان خارج الحلبة فهو مفتوح لمن أراد، فقد يراهن أحد المشجعين جاره في الحلقة، أو يدخل أحدهم رهانا ضد خمسة.
ويقول أحد المتابعين دوما لمباريات الديكة إن المراهنة على صراع الديكة باتت تحظى بالرواج في مصر، كما في العراق والبحرين والكويت وسوريا والسعودية وقطر، فهي تتخطى المألوف والمتعارف عليه حتى في دول المنشأ الأصلية في ما يسمونه برياضة مبارزة الديكة، كأفغانستان وباكستان وتركيا، حيث تصل قيمة الرهان في دول الخليج إلى مئة ألف دولار للمباراة الواحدة.
وتربّى الديكة خصيصا لتتنافس في المصارعة، ويجري إخضاعها لتمرينات لياقة يومية بهدف تنمية وتقوية عضلاتها، كما أنها تدهن بالعسل لتعزيز قوة جلودها.
ويعرف المغرمون بهذه اللعبة والمراهنون عليها إذا ما كان الديك صالحا للمصارعة أم لا بمجرد وصوله إلى عمر الثمانية أشهر، ويدربونه لمدة سنة ثم يدخلونه إلى حلبة المصارعة لتجربة حظه، ففي البداية يصارع ديكا أقل منه حجما، وبعدها ديكا في نفس طوله، ثم يشارك في المصارعة الرئيسية التي يكون عليها الرهان.
ويستخدم مربّو الديكة البعض من الحيل بهدف الغش لدعم طيورهم، كأن يقوم أحدهم مثلا بطلي وجه الديك بدهن حتى يصبح أملس ولا يتأثر بضربات منقار الخصم، ومن الحيل أيضا إقدام صاحب الديك على وضع رائحة كريهة تحت جناح ديكه لإبعاد المنافس عنه.
وهناك من يلجأ إلى إعطاء ديكه بعض الأغذية المنشطة قبل المباراة ليكون في أفضل لياقته البدنية.
ويحدد سعر الديك من خلال مقدرته على القتال، والفوز يزيد من سعره، ويضاعف الرهان عليه ويزداد عدد المقبلين على شرائه، خصوصا إذا كان لديه سجل حافل بالانتصارات.
ورغم الانتقادات التي توجه إلى مصارعة الديكة والقائمين على تنظيمها من قبل جمعيات الرفق بالحيوانات، فلا تزال هذه الممارسات منتشرة في مصر، حيث تربى الديكة خصيصا لتتنافس في دورات غير رسمية، تقام بين المحافظات المصرية.

1