أحدث الأخبار
الأحد 02 حزيران/يونيو 2024
1 2 3 41124
صناعة الشباك البحرية حرفة أمهر الصيادين في سلطنة عمان !!
17.03.2016

تعتبر صناعة شباك صيد السمك من الحرف التي تشهد ازدهارا على عكس الحرف التقليدية الأخرى التي اندثرت أو تقاوم الاندثار، وذلك لأن هذه الصناعة تشهد إقبالا دائما من الصيادين، ولأن حرفيتها ودقة صنعتها تجعلانها المفضلة لدى البحارة
مسقط - تعد صناعة الشباك البحرية (غزل الليخ) من الحرف اليدوية التقليدية العمانية التي مارسها الصياد العماني منذ سنوات طويلة لصيد الأسماك، ومازالت تمارس حتى الآن في مختلف مناطق الساحل العماني.والغزل يعتبر من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الصياد الحرفي في صيد الأسماك، وهو عبارة عن شبكة متعددة الفتحات تصنع بواسطة خيوط من النايلون أو القطن مقواة بحبل يؤطرها، وتختلف سعة هذه الفتحات وسمك الخيط تبعا لنوع وطريقة الصيد ونوعية الأسماك المراد صيدها.
ويقول الغيثي صاحب ورشة صناعة شباك الصيد البحري “إن شباك صيد السمك تصنع من خيوط الغزل، وهي من النايلون والقطن القوي، وقد كانت تصنع محليا ويقوم بحياكتها الرجال المهرة، وهي اليوم تجلب من الهند وكوريا”، مشيرا إلى أن فتحات الشباك تتوسع بحسب حجم السمكة وأن طرق الصيد بها تتعدد وتختلف مسمياتها وفقا للموسم والشباك.
وتستخدم شباك الغزل في جميع مناطق السلطنة بشكل واسع وتعرف بأسماء عديدة حسب استخدامها في الصيد منها (شباك الهيال، وشباك المنصب، وشباك الضغوة، وشباك الحوي أو التحويط ، وشباك الغل)، حيث تتم طريقة الصيد بشباك الغزل عن طريق قوارب الصيد الساحلي أو الحرفي الذي طرأت عليه في الآونة الأخيرة تطورات حديثة.
وصناعة هذه الشباك لها شروط ومواصفات كأن يكون الصانع صيادا ولديه خبرة كافية وقياس محدد بأصناف الأسماك، والمهارة في صنع فتحات الشباك التي تستلزم أن تكون ذات قياس متساو، ويوضع في أسفلها الرصاص أو المساو (وهو الوزن المثبت أسفل الشباك ويصنع بمادة اسمنتية ممزوجة برمال البحر).
ويقول عبدالله بن محمد المقبالي، إنه يمارس مهنة صناعة الشباك منذ نحو خمسة عقود، مؤكدا أن كل من يعمل في حرفة صناعة شباك الصيد من الطبيعي أن يكون صيادا ماهرا، وعلى العكس ليس كل صياد يستطيع أن يصنع الشباك.ومن أنواع الشباك البحرية التي تستخدم في صيد الأسماك في السلطنة، والتي تختلف كل نوعية حسب استخدامها وأحجامها وتكون وفق مواصفات ومسافات معينة نجد”شباك الهيال”.
وقد استخدم الصيادون هذه الطريقة بعد تطور قوارب الصيد في السبعينات، وهي عبارة عن مجموعة من الشباك الخيشومية الموصولة ببعضها البعض وممدوده بشكل طولي وتستخدم في اصطياد الأسماك السطحيه بكافــة أنواعها وأحجامها المختلفة.
وتتم عملية الصيد بهذه النوعية ليلا حيث يربط طرف من الليخ بالقارب والطرف الآخر يترك لتحركه التيارات البحرية حسب حركة الرياح، وهناك طريقة أخرى وهي ترك الشباك في عرض البحر دون ربطها بالقارب تتحرك مع حركة التيارات البحرية، وتنصب عليها سارية حديدية بطول ثلاثة أمتار وعليها علم ومصباح ليلي ليتمكن الصياد من رؤية الشباك في الصباح الباكر، ويطلق عليها محليا اسم (الغيوبي) ويتم جمع حصيلتها في الصباح.
أما “شباك الضغوة” فهي طريقة جماعية تتم بالقرب من الشاطئ وتساهم في إنجازها مجموعة من الأشخاص، ويتم التحويط على كمية الأسماك المراد اصطيادها بشكل هلالي ويتم سحبها باليدين فيظل السمك حبيس الشباك حتى يلتقطه الصيادون، ومعظم عمليات الصيد بهذه الطريقة هي لأسماك السردين.
وتختلف بعض مسميات طرق صيد الأسماك بين سكان أهالي البحر، وتتفق في بعضها في مختلف ولايات وقرى السلطنة، ومن أنواع الشباك البحرية شباك المنصب أو السب، وهذا النوع من الشباك الخيشومية يكون بشكـــل مستطيــل يوازي الساحل كما يتم تثبيته بالعناير (الأنايــر) ومــن الأسماك التي يتم صيدها بهذه الطريقــة الجيذر والسهوة والكنعد وأنواع أخرى من أسماك السطح.
وشباك التحويط هي عبارة عن شباك خيشومية تقوم فكرتها على الإحاطة بالأسماك ومنعها من الهروب في دائرة، وتستخدم في صيد الأسماك السطحية الصغيرة مثل العومة والضلعة والأسماك الكبيرة مثل الكنعد والسهوة.
وشباك المخروطية عبارة عن صيد الأسماك من الساحل مثل أسماك السردين أو البرية أو الروبيان، حيث تلف الشبكة على يد الصياد ثم ترمى بسرعة على الأسماك وبعد ذلك يغوص الصياد ليجمع الشبكة من القاع وبداخلها الأسماك.
وعند استخدام شباك الغزل في صيد الأسماك تترتب عليه إيجابيات وسلبيات، تتمثل الإيجابيات في أنها ذات إنتاج عالٍ في الصيد ويعتمد عليها معظم الصيادين، أما السلبيات فهي متمثلة في تهديد الثروة السمكية بالاستنزاف في حالة عدم توافقها مع صيد الأحجام المسموح بصيدها من أنواع الأسماك المختلفة. كما أن فقدان الشبكة في البحر يؤدي إلى تلوث البيئة البحرية وتحطيم الشعاب المرجانية وتكون مقبرة مستمرة للأسماك، والأسماك المصطادة بالشباك تكون منخفضة الجودة وتشكل وزنا إضافيا غير مرغوب على قوارب الصيد إذا ما قورنت بالخيوط.

1