أحدث الأخبار
الاثنين 20 أيار/مايو 2024
1 2 3 41123
فن القتال وضبط النفس ينتشر في فلسطين!!
22.10.2015

المختصون في رياضة الكابويرا يرون أنها ليست مجرد لعبة بل فلسفة حياة، تستطيع أن تؤثر فى حياة الأشخاص، فهي تعلم الصفاء النفسي والهدوء والفن وكيفية الدفاع عن النفس وليس العنف. وقد انتشرت في فلسطين كمتنفس للأطفال والشباب وتعليمهم أشياء إيجابية في غياب النشاطات الترفيهية.
القدس - الكابويرا لعبة برازيلية انتقلت إلى البرازيل عن طريق الأفارقة وعمرها يقارب الـ400 سنة، وهي خليط من الكاراتيه والتايكوندو والجمباز، ومن فوائدها الثقة بالنفس واللياقة وسرعة البديهة.وقد انتشرت بين صفوف الشباب الفلسطيني للدفاع عن النفس بطريقة سلمية، ويظن المتفرج على عروض هذه الرياضة أنها مجرد رقصة يشترك فيها الشباب للتنفيس عن غضبهم وقلة حيلتهم، بينما هي في الحقيقة تمرين جسدي صارم تلزمه القوة وسرعة الحركة والأداء، خاصة في نقل القدمين والقفز في الهواء.
ونقل الفلسطيني محمد شحادة فن الكابويرا إلى أحياء القدس الشرقية العتيقة بعد أن شاهد فريقا برازيليا يقدم لوحاته في القدس، فقرر أن ينشئ مركزا للتدريب على اللعبة في البلدة القديمة.وقال شحادة، “قدم مجموعة من المدربين البرازيليين في زيارة إلى القدس وقدموا استعراضا لرياضة الكابويرا، فأعجبني ما قدموا، إنها رياضة ملفتة للنظر، فأنا لم أعرف إن كانوا يقدمون رقصة، أم عروضا في الجمباز أو التايكواندو أو الكراتيه، إلى أن شرح لنا واحد من المدربين هذه الرياضة وتقنياتها، ثم تواصلت معه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجلب هذه اللعبة ونشرها في المدينة”.وتلقى شحادة دورة تدريبية مكثفة على رياضة الكابويرا في البرازيل استمرت عاما ونصف العام، قبل أن يعود إلى القدس لتدريب النشء.
وأطلقت مؤسسة بدنا كابويرا أنشطة الكابويرا في الضفة الغربية بدعم من مكتب الممثلية البرازيلية في رام الله وبالشراكة مع الهلال الأحمر الفلسطيني والأونروا.وفريق”الكابويرا” الفلسطيني يهدف إلى مساعدة الأطفال على التغلب على الصدمات النفسية من طريق تعلم فن القتال الإفريقي-البرازيلي القديم وتحولاته الراقصة، وهذا ما يؤكده ايزيك هاينريك، مدير المشروع في مؤسسة”بدنا كابويرا”البريطانية غير الحكومية، بقوله إن “الأراضي الفلسطينية تضم فرصا قليلة جداً للأطفال للانخراط في نشاطات بنّاءة وإيجابية، خصوصا في مخيمات اللاجئين، وبدأ من أجل مساعدة الأطفال على التغلب على الصدمات النفسية”.
ويضيف “فن الكابويرا ينفّس الطاقة السلبية، ويبني الثقة بالنفس، ويحمل معاني ثقافية، لا سيما العنفوان ورفض الخنوع، وفي الوقت نفسه التشديد على سلمية السلوك، وهذا ما ينعكس إيجابا على الأطفال المتأثرين بالصراع المسلح”.وقال شحادة “رياضة كابويرا هي في الأصل دفاع عن النفس، هدف العروض أن نفرغ الطاقة السلبية بشيء إيجابي، كل إنسان عنده طاقة داخلية يحاول أن يستغلها في شيء إيجابي. هذا هدفنا من ناحية العروض”.
ما يميز الكابويرا هو أنها نشاط متكامل يجمع بين الرياضة والموسيقى والرقص. ويمكن للأطفال تعلم هذه الرياضة القائمة على حركات بهلوانية والعزف في الوقت نفسه على آلات موسيقية وكذلك الغناء.وذكر شحاتة أن المتدربين في مركز كابويرا الذي يديره بالقدس الشرقية يتوجهون إلى الحرم القدسي الشريف، عقب صلاة الجمعة كل أسبوع لاستعراض مهاراتهم.
وكانت رسالة الكابويرا الفلسطينية في أغلب عروضها هي أن الشعب الفلسطيني، وهو يقاوم الاحتلال ويدافع عن حقوقه الوطنية والإنسانية في القدس، يبقى منفتحا على العالم وعلى الثقافات الأخرى، يدرجها في قضيته، بل ويعبّر عن قضيته بالفن الذي يتضمن القتال لأن الثقافة جزء أساسي من معركة التحرر.
وقد كانت للكابويرا فوائد مدهشة في المخيمات الأخرى. وحسب أحد الأخصائيين النفسيين فإن 70 بالمئة من الطلاب أظهروا تحسنا ملحوظا في عملية التعلم وفي السلوك في الصفوف المدرسية.

1