أحدث الأخبار
الأحد 19 أيار/مايو 2024
1 2 3 41123
الفاتيكان: مراسم تنصيب أول قديستين فلسطينيتين !!
17.05.2015

- اقيمت اليوم الاحد في دولة الفاتيكان، مراسم تنصيب أو قديستين فلسطينيتين، بحضور محمود عباس، وبابا الفاتيكان فرانسيس.وتركت القديستان الفلسطينيتان بصماتهما على الاراضي المقدسة من خلال عملهما في المجال الرعوي، والنشاط الاجتماعي والخيري.ويرقد جثمان الراهبة ماري الفونسين غطاس (1843-1927) من مواليد القدس داخل كنيسة صغيرة في القدس، وبدا مؤمنون بكتابة صلاوات طالبين شفاعتها في دفتر صغير وضع قرب مثواها قبل اعلان قداستها في روما.اما مريم بواردي التي يرقد جثمانها في دير في بيت لحم، فهي من الجليل توفيت شابة لم تتجاوز 33 عاما (1846-1878).:ويدرس الفاتيكان امكانية اعلان قداسة راهب فلسطيني ثالث.وتالياً أبرز المستجدات مراسم التنصيب:- بدء دعوات وصلوات من أجل السلام والاستقرار في العالم أجمع.- البابا فرنيسيس يعلن التالي: باسم الثالوث الاقدس والرسولين بطرس وبولص، وبعد استشارة اخوتنا في مجمع القديسين، نعلن قداسة مريم بواردي وماري الفونسين غطاس الفلسطينيتين، ونرفعهما قديستين على مذابح الكنيسة الجامعة، باسم الاب والابن والروح القدس.- راهبتان تقدمان ذخيرتي القديستين (ملابسهما أو أي من الأدوات التي كانتا تستخدمانها في حياتهما).
- الموافقة الرسمية على إعلان أربعة رهبان، منهم فلسطينيتان.وكان محمود عباس وجه كلمة عشية التنصيب وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
نحمد الله عز وجل لما أنعم به على امرأتين راهبتين من فلسطين مريم بواردي حداد من عبلين في الجليل، وماري ألفونسين أو سلطانة دانيل غطاس من القدس.
أرضنا المقدسة، أصبحتا مثالًا في الفضيلة يُقدَّم للعالم كلّه. ونشكر لقداسة البابا فرنسيس وللكنيسة الكاثوليكية تنبُّهَها واهتمامها للفضيلة التي نبتت في فلسطين، فهي ليست أرض حرب، بل أرض فضيلة وقداسة، كما شاء الله لها أن تكون.
الأولى هي الراهبة مريم بَواردي من آل حداد في الجليل. ولدت في عبلين عام 1846 في العهد العثماني وتُوُفيِّتَ في بيت لحم عام 1878. عاشت في الإسكندرية وبيروت وأخيراً في فرنسا، وعرفت الآلام الكثيرة في حياتها منذ صغرها. وسمعت في داخلها صوت الله يدعوها إلى حياة الروح، فدخلت رهبنة الكرمل في فرنسا. وقد منحها الله حياة في الروح سامية وأغدق عليها مواهبه، وصلّت وتشفّعت وصنعت المعجزات. عام 1876 أسَّست ديرًا للرهبنة، في بيت لحم، والدير قائم حتى اليوم، يرافق بصلاته معاناتنا الفلسطينية، وتشمل صلاته فلسطين كلها وشعبنا كله، مسلمين ومسيحيين.
والثانية هي الراهبة ماري ألفونسين بحسب اسمها في الرهبنة، واسمها في عائلتها سلطانِة دانيل غطاس. ولدت في القدس عام 1843 في العهد العثماني أيضا، وتوفيت عام 1927 في بداية عهد الانتداب البريطاني في فلسطين. عاشت في حارات القدس القديمة، التي ما زالت تحمل آثار السيد المسيح، وما زالت تشهد حتى اليوم معاناة شعبنا الفلسطيني، في إنسانه وفي مقدساته. اسست رهبنة لنساء فلسطين والعالم العربي، ليسهمن في تربية وتطوير المرأة الفلسطينية والعربية هي "رهبنة الوردية المقدسة"، المعروفة اليوم براهبات الوردية ومدارسهن، المشهود لها بالعلم والتربية في فلسطين وسائر البلدان العربية.
تُمثّل هاتان القديستان جيلًا من النساء الفاضلات الصالحات والقادرات على مواجهة كل التحديات، واللواتي يحملن رسالة خاصة في فلسطين وفي البلدان العربية.
رسالة الهامية تتزامن مع ذكرى نكبة شعبنا في العام 1948، تعزز وحدتنا، وتؤكد بأنّنا شعب واحد، نسعى معاً لبناء فلسطين المستقلة والحرة والسيدة، على قواعد المواطنة المتساوية وعلى الأسس الروحية والإنسانية السامية. وهذه مناسبة لنعرب لاخوتنا الفلسطينيين المسيحيين عن تقديرنا لصمودهم ومساهمتهم الحقيقية في بناء الوطن، ولندعوهم إلى البقاء معنا، وألآ ينجرفوا مع تجربة الهجرة السهلة. ندعوهم إلى الصمود معنا مواطنين مواطنة كاملة ومتساوية، وإلى مشاركتنا الحياة الصعبة كلها إلى أن تتحقق لنا جميعًا الكرامة والحرية والسيادة، وإلى ان ننتزع من يد القدر قدرنا فنصنعه بالحق والعدل، بصلوات المؤمنين الصادقين والمؤمنات الصادقات، وبمساعينا الجادة في كل مجال.
هاتان المرأتان الفاضلتان، هاتان القديستان، من بنات شعبنا، هما سند لنا صوت فريد وقوي وصارخ يقول لنا إن قوة الروح هي أيضا قوة فينا ويجب أن نسير بها إلى الدولة التي نسعى إليها، وعاصمتها القدس. امرأة من الجليل، مريم بواردي حداد من عبلين تقول لنا: الله رفيق لكل مظلوم، لأنها ظُلِـمت كثيرا، وواجهت الصعاب والتشريد، قبل أن تستقر في حياة الروح وقبل أن تؤسِّس دير راهبات الكرمل في بيت لحم. والقديسة الثانية ماري ألفونسين سلطانة دانيل غطاس من قلب القدس تقول لنا إن القدس ستبقى مدينة الله ومدينة العدل والسلام ومدينة جميع المصلين المؤمنين الصادقين من كل الديانات، كما ستبقى قلبا روحيا لكل مؤمن في العالم. ونحن نقول، بناء على كل هذا الأساس الروحي، إنها ستكون لنا عاصمة بإذن الله.
إنّ هاتين القديستين الفلسطينيتين تضفيان بُعْدًا مميّزا لمسيرتنا الوطنية، وهي الأسس الروحية والإنسانية السامية، التي نستمدها من أرضنا، التي قدّسها الله سبحانه وتعالى وجعلها أرض الحوار بين السماء والأرض، بين الله والإنسان، لتكون أيضا أرض الحوار بين الإنسان وأخيه الإنسان. هذه هي المبادئ الإنسانية والروحية السامية، والتي يتشارك فيها المسيحيون والمسلمون في أرضنا الطيبة، التي نسعى إلى أن تكون الأساس الذي نبني عليه دولتنا وحياتنا الوطنية والاجتماعية.
إننا، وبينما نهنئ أنفسنا، نهنئ أيضا اخوتنا في عبلين والقدس، ومن كل فلسطين والعالم، ونجدد شكرنا لرأس الكنيسة الكاثوليكية الذي رأى أن يكرم امرأتين من فلسطين، من بناتنا. ونسأل الله أن يهدينا جميعا ويسدد خطانا ويأخذ بأيدينا لنحقق العدل والسلام والطمأنينة، لنا في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم كله.

1