أحدث الأخبار
الأربعاء 08 أيار/مايو 2024
1 2 3 41123
بيت الرق في توغو: قيود وأغلال من زمن العبودية !!
12.03.2015

"وولد هوم" مكان يختزل 200 عاما من تاريخ تجارة الرق المقيتة في طريقه للتحوّل إلى متحف عبر تجديده بشكل كلي.
لومي (التوغو) - الإنسانية لم تتوصل، قانونيا، إلى تجاوز تجارة العبيد وزمن الرق إلا منذ عقود قليلة لكن بقايا الاسترقاق والعبودية مازالت ماثلة في بعض الذهنيات والثقافات التي تنضح من حين لآخر بممارسات عنصرية تمثل صدى لمرحلة آفلة. التذكير بزمن الرق والعبودية مفيد لتحسس منابع السلوكيات العنصرية السائدة اليوم.
“وولد هوم”، أو “بيت الرق”، مكان يحمل في تفاصيله 200 عام من تاريخ تجارة الرق المقيتة في توغو. مبنى يختزل تاريخا بأكمله، ويستبطن روايات حزينة ويحتفظ بآثارها من قيود وأغلال وغيرها، يحلم اليوم القائمون عليه بتحويله إلى متحف يستعرض بعض الزوايا الحالكة من التاريخ التوغولي، فيكون منارة للعقول وعبرة للأجيال ووجهة للسياح.
الفكرة حسب “إيدموند آسياكولاي” مرشد “بيت الرقّ” تتمثّل في تحويل هذا المكان الذي كان يعد بمثابة “مركز لتجميع العبيد”، إلى متحف عبر تجديده بشكل كلي ليبقى شاهدا يروي للأجيال القادمة ما يمكن للإنسان أن يصنع ببشر مثله، وليستعرض إرث الرقيق وتركتهم بعد نحو 200 عام. آسياكولاي أكد، أنّ “أملنا اليوم هو أن نحوّل هذا البيت إلى متحف نعرض فيه جميع المكونات الموجودة بداخله، وجملة العناصر التي تركها تجار الرق قبل مغادرته”.
وأضاف المشرف على المكان “الحالة التي أضحى عليها هذا البيت تجعل من المستحيل أن يستخدم لعرض أيّ شيء. لدينا العديد من الأشياء المخزنة والتي لا يمكن عرضها بسبب الحالة الرثة للبناية التي ينعدم فيها الأمن”، وذلك رغم أنّ السلطات قامت بترميمه في 2006، بفضل مساعدة جمعية دولية.
وكان يطلق على “بيت الرق” بالتوغو الذي يعود إلى القرن 19 وتحديدا إلى عام 1830، “وولد هوم”، ولم يقع اكتشاف الغرض الذي كان يستغلّ من أجله هذا البيت المشيّد في الأدغال، وتحديدا في قرية كانت تدعى “أغبودرافو” تقع على بعد 35 كيلومترا من العاصمة لومي، إلا في عام 1999.
ويحوي البيت المشيد لأجل تجارة الرق بشكل غير قانوني -والذي حظرته أنجلترا (باعتبارها مستعمر التوغو) منذ 1807- على مجموعة من الأثاث المتألّف من بعض الكراسي والأرائك والطاولات تعود إلى أكثر من 200 سنة، واستخدمها الآلاف ممن وقعوا ضحايا تجارة الرق إلى حدود عام 1852.
ففي عام 1999، تمكن فريق من الأميركيين من أصول أفريقية، من نفض الغبار عن هذا المكان، وذلك خلال بحوث أجروها حول المواقع المرتبطة بتجارة الرق في منطقة أفريقيا الغربية.
وبعد بضعة سنين من ذلك التاريخ، وتحديدا في الثامن من يناير 2002، وقع إدراج “بيت الرق” على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للأماكن التي تعد “تراثا ثقافيا عالميا”، فيما تم إدراج هذا البيت في البرامج التعليمية التوغولية وأصبح قبلة للسياح لا غنى عن زيارته.

1