أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 أيار/مايو 2024
1 2 3 41123
لبنان: تعدّدت الروايات حول أسباب ضرب رستم غزالي… والأكيد أنه في المستشفى!!
09.03.2015

بيروت :انشغل اللبنانيون بمتابعة الأنباء الواردة حول وضع رئيس شعبة الأمن السياسي في نظام الرئيس السوري بشار الأسد رستم غزالي الذي كان قبل العام 2005 رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان، وحاكماً فعلياً للبنان بعد مقتل سلفه اللواء غازي كنعان في عملية انتحار ملتبسة.
والأكيد أن غزالي موجود في أحد المستشفيات في العاصمة السورية بعد تعرّضه لضرب مبرح من رجال مخابرات تابعين لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة.لكن الروايات تعددت حول أسباب الخلاف الذي أدى الى ضرب غزالي.فالرواية الاولى تقول إن غزالي رفض تسليم بيته في قرية «قرفا» في درعا إلى قوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله لنصب مدفعية ودبابات داخله لضرب مقاتلي المعارضة نحو القرية، ثم حرقه بعد ذلك بشكلٍ علني في تحدٍّ واضح للأوامر الموجهة إليه، وإيصال رسالة من قبل غزالي بأن بيت اللواء رستم لا تدخله قوات أجنبية.وقد أعقب ذلك توجيه شحادة إهانات الى غزالي ساخراً من رجولته خلال اتصال هاتفي، فتحداه غزالي بأنه سيذهب إلى وسط مكتبه في منطقة كفرسوسة بدمشق لـيدعس على رأسه ويثبت له أن رجل.وفور وصوله إلى مكتب شحادة قوبل بالمواجهة من 8 عناصر تابعين لشحادة على باب المكتب، وتلقفوه بالضرب المبرح ليسحلوه بعدها والدم يسيل منه إلى داخل المكتب حيث بصق رفيق شحادة عليه، وأمر عناصره بأخذ غزالي إلى المستشفى.
الرواية الثانية أوردتها قناة «الجديد» وفيها أن رئيس شعبة الامنِ العسكريِّ رفيق شحادة أمر بتوقيف عدد من مهرّبي المازوت الى مناطقِ المسلحين المعارضين لقاء قبض خمسة أضعاف سعرِها، ليتبيّن أنّ هؤلاء من المحسوبين على غزالي من منطقة قرفا القريبة من مسقط غزالي ودرعا. وعلى الاثر اتّصل الأخير بشحادة ليتطوّر الحديث الى كيل من الشتائمِ والتهديد بالقتل. ثم استدعى غزالي رئيس جِهازِ الأمنِ السياسيِّ في طرطوس العميد عدي غصة، وهو شقيق زوجة شحادة. ولدى دخول الأخيرِ الى مكتبِه لوّح له غزالي بمسدسٍ قائلاً له «روح خبّر صهرك انو بدي فرّغو براسو».
ثم ركب غزالي سيارته بعد كلامه الأخير، وزنّر نفسه بحزام ناسف مُتجهاً الى مكتب شحادة في كفرسوسة.
وهنا أشارت تقارير الى وجود مديرِ مكتب الوزيرِ السابقِ وئام وهاب في مكتب شحادة لحظة وصول غزالي، وهو ما نفاه وهاب في وقت لاحق ساخراً.
وما إن دخل مبنى مكتب شحادة حتى أطلق جِهاز كشف المتفجّرات عند المدخل إنذاراً فطلب أحد الحراسِ إلى غزالي التوقّف للتفتيشِ، إلاّ أن غزالي ردّ بأن انهال عليه ضرباً قبل أن يقبِض عليه بقية الحراس ويكتشفوا أنه مزنّرٌ بحزام ناسف.
وقد كّبّلت يدا غزالي ورجلاه واستُدعيت فرقة الهندسة التي فكّكت الحزام، ليجري ادخال غزالي الى مكتب شحاده حيث تعرّض لضرب مبرحٍ وسُحل من المكتب باتجاه المستشفى وهو مدمّى.
والى هاتين الروايتين هناك بعض من قال إن نظام الرئيس الاسد قد يكون حاول اغتيال غزالي، فيما ذكرت رواية أخرى إن غزالي أصيب في ساقه وعينه اليسرى جراء انفجار قنبلة في درعا.
بموازاة ذلك، فإن ما اثار الاهتمام هو ما جاء في مقال الاعلامي الفرنسي جان فيليب لوبيل الذي نشره على صفحته الالكترونية وعلى موقع «ميديا بارت» تحت عنوان «ظلال زيارة البرلمانيين الفرنسيين الاربعة الى سوريا ولقاء بشار الاسد»، حيث جاء فيه ان «مصادر في المخابرات السورية أكدت واقعة أن خالد شحادة، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية، دعا رستم غزالي الى اجتماع أمني. ولدى وصوله، تم نزع سلاح حراسه وتم ربطه وتعذيبه ورميه أمام مستشفى الشامي في دمشق وهو بين الحياة والموت. وعلى الفور ارسل ثلاثة أطباء من مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في بيروت، موالون للحليف المسيحي لحزب الله، العماد ميشال عون، أحدهم اختصاصي في أمراض القلب، وآخر في الأمراض العصبية وثالث في حالات الطوارئ، الى سوريا من اجل انقاذه».
وقد نفى التيار الوطني الحر هذه الواقعة ولفت في بيان صادر عن لجنة الإعلام في التيار الوطني الحرّ الى أنه «بدايةً، على الرّغم من عدم صحّة المعلومة المتعلّقة بالعماد عون، نودّ أن نذكّر بأنّ العماد عون ليس منوطاً به السماح أو منع أطباء عن معاينة مريض، فلا هو المسؤول عنهم مهنياً، ولا هو مرجع طبي يستشيرونه عند القيام بعملهم».
وأضاف البيان انه «بعيداً من السياسة وبصرف النظر عن صحّة ما ورد في الرواية، وانطلاقاً من علامتي الإستفهام والتعجّب في العنوان، نقف مذهولين أمام استغراب وكالة إعلاميّة كالمركزية، قيام طبيب بمعالجة مريض، أيّ مريض، انطلاقاً من واجبه المهنيّ والإنساني، وعملاً بالقسم الذي يؤدّيه الطبيب، كلّ طبيب، بعيداً عن آرائه السياسية، قبل مزاولته للمهنة».
وتابع البيان أنه «بعد قراءة الرواية كاملة، نستغرب عنونتها بتفصيل جدّ بسيط مقارنة بغيره من التفاصيل «الدسمة» الواردة فيها، وكأنّ كلّ ما يهمّ الوكالة هو زجّ إسم العماد عون على صفحاتها، لغايات يعرفها القيمون عليها أكثر من غيرهم».
وقال البيان «بالعودة إلى كون الأطباء موالين أو غير موالين للعماد عون، وبغضّ النظر عن دقّة التفاصيل الواردة في المقال، وبغضّ النظر أيضاً إن كان هناك أطبّاء آخرون من توجّهات سياسيّة أخرى، يهمّنا التّأكيد على افتخارنا بأطبّاءٍ كهؤلاء، استطاعوا تغليب واجبهم الإنساني والمهني على مشاعرهم الخاصة، في زمنٍ سقطت فيه القيم الإنسانية لتسوده نزعة الأحقاد الشخصيّة، ونقدّمهم مثالاً يُحتذى به لأبناء تيّارٍ يرى في سلوكهم نهجاً وجب اعتماده في كلّ المجالات، وعلى رأسها مجال الإعلام، لبناء الأوطان».

1