أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 أيار/مايو 2024
1 2 3 41123
جزيرة صير بني ياس الإماراتية سفينة نوح الحامية للبراري العربية !!
06.02.2015

الجزيرة تتمتع بطبيعة فريدة فهي تقدم منظرا رائعا من الوديان والصخور الملحية والشواطئ وتشكل إضافة مهمة للمشهد السياحي الإماراتي
أبوظبي - جزيرة صحراوية تجول فيها بحرية آلاف الحيوانات البرية وتكون بمثابة “سفينة نوح” للحفاظ على التنوع البيئي الخاص بالجزيرة العربية. هذا كان مشروع مؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد لصير بني ياس، الذي بات اليوم وجهة إقليمية للسياحة الطبيعية.
تقدم جزيرة صير بني ياس الإماراتية والتي تحمل اسم القبيلة التي ينحدر منها حكام أبوظبي ودبي، منذ فتحت أمام الزوار قبل ست سنوات، لمحات من السفاري الأفريقي ومن الصحراء والبحر في آن واحد، كما أنها موطن أقدم دير أثري مسيحي من زمن ما قبل الإسلام، ولبقايا نشاط بشري يعود إلى آلاف السنين.ورغم تمتعها بمطار خاص وبأربعة منتجعات فخمة، تحافظ الجزيرة في جميع تفاصيل إدارتها على طبيعتها الفريدة، فهي بعيدة كل البعد عن ناطحات السحاب في دبي وأبوظبي وعن الطرقات المزدحمة ومراكز التسوق.
وتقع الجزيرة قبالة سواحل إمارة أبوظبي على بعد حوالي 170 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الإماراتية، وتبلغ مساحتها 87 كيلومترا مربعا. وعلى امتداد التلال والوديان والرمال، لا شيء إلا أسراب المها العربية وطيور الصحراء، وبعض الزرافات والغزلان البرية والفهود التي أدخلت للحفاظ على التوازن الطبيعي.وعلى أرض الجزيرة، أقامت الحيوانات لنفسها مواطن طبيعية بمساعدة من الإنسان الذي يتدخل لاستدامة الحياة خصوصا في أوقات الحر وشح المياه. وتطور الجزيرة شركة التطوير والاستثمار السياحي التابعة لحكومة أبوظبي.
وقال مدير العمليات في جزيرة بني ياس، ماريوس برينسلو، “إن الجزيرة كانت فكرة ومشروعا للراحل الشيخ زايد في مطلع السبعينات، وفي 1971 بدأ الشيخ زايد بجلب الحيوانات إليها وبتحويل المكان إلى محمية طبيعية، والفكرة كانت إقامة سفينة نوح للحياة البرية العربية يقدمها لشعبه”.ومع الوقت، تكاثرت الحيوانات وترسخ التوازن الطبيعي، وبات عدد الحيوانات على الجزيرة اليوم 13500. ويعيش على الجزيرة 25 نوعا من الثدييات و170 فصيلة من الطيور التي يزور بعضها الجزيرة موسميا.وأبرز الحيوانات التي تعيش حرة في الجزيرة، المها العربية التي تحوي الجزيرة 500 منها ويستفاد منها لإعادة إطلاقها في محميات أخرى، ومها سميتون التي انقرضت لفترة وغزلان الجبال وغزلان الصحراء، وجميعها حيوانات من بيئة الإمارات الطبيعية.
كذلك تجول في الجزيرة زرافات وفهود وقع جلبها للحفاظ على التوازن البيئي. ومع كل تلك الحيوانات وتفاعلها في ما بينها، تتيح صير بني ياس لزائريها أجواء سفاري شبيهة بالسفاري الأفريقي.وقامت حكومة أبوظبي بتهيئة الجزيرة منذ عقود، إذ تمت زراعة 2.5 مليون شجرة شكلت بيئة مناسبة لاستدامة الحياة البرية.وقال برينسلو “نحن نقوم بالإشراف على هذه العملية كل يوم، وقد نجحنا”.من جانبها، شددت فاطمة المطوع، مسؤولة العلاقات العامة في شركة التطوير والاستثمار السياحي، على الطابع المراعي للبيئة ولكل النشاطات الإنسانية في الجزيرة، مشيرة إلى أنه يتعيّن على كل سائح أو زائر أن يزرع شجرة قرم أو مانغروف، وإذا تخلف عن ذلك، تقوم إدارة الجزيرة بذلك نيابة عنه.كذلك كشفت عن كنز من نوع آخر في الجزيرة وهي الآثار بالغة الأهمية. وقالت المطوع “في عام 1992 بدأنا بعملية الحفر والتنقيب عن المعالم الأثرية وتم اكتشاف 36 موقعا أثريا من أهمها الدير المسيحي الذي يعود إلى 600 ميلادي”. واعتبرت أن “هذا دليل على تعدد الثقافات وتنوعها في الجزيرة وأنها كانت مسكونة من الإنسان قبل أكثر من 7500 سنة”.
والدير الذي يعود على الأرجح إلى رهبان من الطائفة النسطورية، غير الاعتقادات السائدة سابقا عن مدى تمدد الوجود المسيحي في الجزيرة العربية قبل الإسلام.
ويمكن الوصول إلى الجزيرة بحرا أو بواسطة الطائرة عبر رحلات جوية من أبوظبي ودبي، فيما تستضيف منتجعاتها اجتماعات مغلقة ذات طابع دولي مثل “منتدى بني ياس” الذي يضم وزراء خارجية ومسؤولين كبارا ويعقد بعيدا عن الإعلام.وفي كل الأحوال، فإن جزيرة صير بني ياس تقدم إضافة مهمة للمشهد السياحي الإماراتي القائم بشكل أساسي على سياحة الفنادق الفخمة والتسوق والمطاعم.وقال مارك اليتر، مدير المنتجعات الأربعة التي تديرها شركة “انانتارا” التايلاندية على الجزيرة، “إننا نقدم فرصة سياحية فريدة في الإمارات”. وأضاف “إذا نظرنا إلى دبي نرى المدينة الدولية الحديثة، وإذا نظرنا إلى أبوظبي، فهي المدينة التي تركز على الثقافة والسياحة التاريخية، أما صير بني ياس فتقدم منظرا رائعا من الوديان والصخور الملحية والشواطئ والناس يقدرون كثيرا هذه البيئة الطبيعية”.

1