أحدث الأخبار
الأحد 05 أيار/مايو 2024
1 2 3 41122
“بابا نويل” يظهر بين “ركام الحرب” في غزة!!
25.12.2014

غزة/علا عطاالله/:لم يُصدّق أطفال حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، ما تراه “أعينهم”، وهم يشاهدون “سانتا كلوز″ والمعروف بـ”بابا نويل”، يتجول ببذلته ذات اللونيْن الأحمر والأبيض، في شوارع الحي الذي لا تزال تتراكم في طرقاته ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، من ردمٍ وحطام.ولم يهبط “بابا نويل” كما هو معتاد، من مداخن مدافئ المنازل، تاركا “المفاجآت”، تحت “شجرة الميلاد”، إذ قرر هذه المرة أن يفتح أكياس الهدايا من فوق الركام، ويوزعها على الأطفال وجها لوجه.وتحلّق الأطفال، وهم يصرخون فرحا، حول صاحب اللحيّة الناصعة البياض، الذي لم يكن في حقيقة الأمر سوى الشاب الفلسطيني المسلم، سامح وادي (27 عاما).
وقرر وادي، “الحاصل على شهادة في تكنولوجيا المعلومات”، أن ينتحل شخصية “سانتا كلوز″، ليبعث الفرح، في نفوس أطفال قطاع غزة، المحرومين من السعادة والحياة الطبيعية كباقي أطفال العالم كما يقول لوكالة الأناضول.ولم يكن يعني الأطفال في حي الشجاعية، هوية “بابا نويل” كثيرا، فكل ما كان يشغل بالهم، هو تلقي الهدايا، والتقاط الصور، وهو ما يُفسره “وادي” بشغفهم للتفريغ النفسي بعد الحرب الإسرائيلية، وبفعل قسوة ظروف قطاع غزة المحاصر للعام الثامن على التوالي.
ويرى وادي في “سانتا كلوز″، شخصية قادرة على إدخال الفرح، والسرور في نفوس الصغار والكبار معا.وتابع:” بابا نويل، شخصية ارتبطت بأعياد الميلاد، ورأس السنة، كما أنها رمز للسلام، وجميع الأطفال في العالم خاصة الفقراء والمحرومين ينتظرون العجوز الأبيض، ليقدم لهم الهدايا، وفي غزة الأطفال يشعرون باليأس والإحباط، وهذه مناسبة للترفيه عنهم”.
وشنت إسرائيل، في السابع من يوليو/ تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، وأسفرت عن مقتل ألفي فلسطيني بينهم أكثر من 570 طفلاً بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.كما وتسببت الحرب بإصابة 11 ألف فلسطيني، بينهم 3 آلاف طفل تقول منظمات حقوقية إن بينهم ألف باتوا في إعاقة دائمة.وحذرت، تقارير أممية، من مستقبل قاتم ينتظر 400 ألف طفل (في غزة) أصيبوا بصدمة، جراء الحرب الإسرائيلية.
وتجول الأطفال الفرحين بـ”سانتا كلوز″، بصحبته، في شوارع الحي، وهم يراقبون بسعادة “رنين جرسه”.ويتمنى وادي، أن يزور “بابا نويل” المتمثل وفق قوله بـ”شخصيات السلام”، و”قادة حقيقيين بارزين” قطاع غزة، ليغدقوا على أطفاله، الهدايا وما يحتاجونه من مأوى ومأكل، وأن يلبوا كافة أمنياتهم.وأضاف، أنّ صغار غزة، يحتاجون دعما معنويا، كي ينسوا آلام واقعهم، وظروفهم المعقدة، ورؤية هذا المشهد كفيل بإضحاكهم.“وبابا نويل” أو “سانتا كلوز″ هو شخصية ترتبط بأعياد الميلاد عند المسيحيين، معروفة غالباً بأنها رجل عجوز سمين، يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء، وكما هو مشهور فإن بابا نويل يقدم الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.غير أن تلك الشخصية ارتبطت وفق روايات عالمية للأطفال، بأنها رمز لإسعاد الفقراء، والمحرومين خاصة من الأطفال حول العالم.
وفي قطاع غزة، نادرا ما تظهر شخصية “بابا نويل”، إذ تغار العائلات المسحية إلى بيت لحم، وهناك يحتفلون بأعياد “الميلاد المجيدة”، ويتلقون الهدايا من سانتا كلوز، الذي يتواجد بكثرة.
وغادر قطاع غزة أمس الثلاثاء قرابة 500 فلسطيني من الطائفة المسيحية، حصلوا على تصاريح من سلطات الاحتلال الإسرائيلية، تسمح لهم بدخول مدينة “بيت لحم”، عبر معبر بيت حانون (إيرز)، للاحتفال بأعياد “الميلاد المجيدة”.وستكون ذروة أعياد الميلاد مساء اليوم الأربعاء 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حيث يقام قداس منتصف الليل في ساحة “كنيسة المهد” بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من الوزراء من دول عربية وأجنبية، وآلاف الحجاج المسيحيين.ويحتفل المسيحيون ليلة اليوم(الأربعاء)، حسب التقويم الغربي بـ”عيد الميلاد”، فيما تحتفل الطوائف المسيحية في السابع من يناير/ كانون الثاني المقبل حسب التقويم الشرقي.وأعداد المسيحيين في قطاع غزة قليلة جدا، رغم مكانتهم التاريخية، حيث تقدر أعدادهم بنحو ألفي مسيحي فقط من أصل حوالي 1.8 مليون نسمة هم سكان القطاع.ويتبع نحو 70% من مسيحيي غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في مدينة القدس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.وتسبب صاروخ إسرائيلي، في مقتل مواطنة مسيحية، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، وإصابة ابنها بجروحٍ جعلته قعيد كرسي متحرك.

1