أحدث الأخبار
الاثنين 29 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
زبائنها من السيدات فقط وتمنع دخول الرجال : شابة فلسطينية تتحدى الفقر والبطالة بافتتاح محل بقالة صغير!!
01.12.2013

تقرير :أسامة الكحلوت غزة..لم تعد الكثير بعض المهن في قطاع غزة حكرا على الرجال ، فقد اقتحم النساء الكثير من المهن التي يحتكرها الرجال ولكن ليس من باب الرفاهية والرقى ولكن من ضيق الحال وسوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.الفقر والبطالة كلمتان خفيفتان ولكنهما كفيلتان بان تدمر اسر وتغلق بيوت وتشرد عائلات ، ولكن تحدى هذه الظروف ليس سهلا وخاصة على فتاة تحاول أن تنشل أسرتها من الفقر والبطالة التي تسيطران على قطاع غزة بعد اشتداد حدة الحصار المفروض على القطاع ، وارتفاع مخيف في نسب الفقر والبطالة .فأينما نسير في شوارع القطاع نشاهد كافة المحلات التجارية والبقالة وبيع المواد الغذائية يديرها الرجال ، ولكن أن ترى شابة في عمر الزهور تدير محل بقالة ومواد غذائية فهذا شئ جديد .
نسرين دبو " 30 عاما " شابة غزية يحركانها الأمل والطموح في مستقبل أفضل ، فبدأت نقطة التغيير لديها بعد ضيق الحال على أسرتها واشتداد حدة الفقر والبطالة ، لتفكر في مهنة تساعد نفسها وأسرتها على العيش بكرامة بعيدا عن الحاجة وسؤال المؤسسات الخيرية .وعن فكرة محل البقالة تقول نسرين " رغم ازدحام السودانية المنطقة السكنية التي اقطن بها لاحظت عدم وجود محلات مواد غذائية تخدم وتلبى حاجة المشترين فبدأت الفكرة تراودني لأقرر أن افتح محل بقالة في إحدى غرف منزلنا المطلة على الشارع "
وتابعت " استدنت بعض المبالغ القليلة لأبدأ بشراء بعض الرفوف الخشبية وشراء المواد الغذائية بالمبلغ الذي استدنته ، حتى أصبح مشروعي جاهزا ، وافتح أبواب بقالتى من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة ليلا ".وتتفرغ نسرين للعمل داخل البقالة نظرا لأنها غير متزوجة ، وتمر في ظروف معيشية صعبة ووضع اقتصادي سيئ وتعيل أسرتها المكونة من والدها المريض وأم تحاول قدر استطاعتها إسعاد ابنتها بمساعدتها في مشروعها الصغير ، فتقف إلى جانب ابنتها لتحسين ظروف حياتهم .وتضيف نسرين " لا أبيع إلا النساء والفتيات ولا يدخل البقالة رجال أو شباب لتستطيع المشترية اخذ راحتها في المكان وتأخذ وقتها في شراء ما ترغب واسعارى مناسبة للجميع وبإمكان النساء أكل ما تشتريه داخل المكان ، كما يفعل الرجال في محال المواد الغذائية التي يديرها الرجال ".وعارض الكثيرون فكرة نسرين بفتح محل البقالة وكان أولهم شقيقها الأكبر لأنها فتاة وحفاظا على سمعتها ، ونظرا لعادات مجتمعنا وتقاليده فهذه المهنة فقط للرجال لأنها تستدعى التعامل مع كافة فئات وشرائح المجتمع المحيط ، إلا أنها أقنعته بالفكرة وأكملت مشوارها .ولا يوجد داخل منزل نسرين اى أجهزة كهربائية أو تلفزيون نظرا لظروفهم الصعبة ، فتقوم على تنظيف البيت والمحل من الصباح لتحاول أن تكسب اكبر قدر ممكن من المال ليساعدها في شراء الكثير من الأجهزة اللازمة للبيت.ونجحت في محلها تدريجيا وأضافت " بحمد الله تطورت في عملي واشتريت رفوف اكتر وجلبت بضاعة أكثر من الربح القليل واشتريت ثلاجة لجلب اكبر عدد ممكن من الزبائن وليستمر مشروعي في النجاح ، لأرها مستقبليا مليئة بالبضائع إن شاء الله ".
وتبيع يوميا باجمالى مبلغ 100 شيكل وتربح من هذا المبلغ 5 بالمائة وقالت " اتصل في التجار والبائعين عبر الهاتف ويأتي بالبضاعة ويقوم بإنزالها على باب المحل ، بعدما أعطيه ورقة مدون عليها كل الطلبات ، وأتعامل مع كافة الشركات الكبرى في القطاع واشترى المنتجات المحلية ". وتنظم عملها ووقتها في البيت والمحل محاولة إرضاء أهلها ومساعدتهم ، وإرضاء الزبائن بتوفير كافة احتياجاتهم داخل محلها الصغير ، وتساعدها في رعاية أهلها والاهتمام بمنزلها شقيقتها المتزوجة حيث تسكن بجانب منزلهم .وتتذمر نسرين من التعامل ب " الدين " حيث قالت " لا يعجبني هذا الأسلوب في التعامل لاننى أريد تسديد ثمن البضاعة باستمرار لان رأسمالي قليل وتأجيل الدفع لنهاية الشعر يعنى ذلك إفراغ المحل من البضائع ، وأتعامل ب " الدين فقط مع فئة قليلة جديدة اعرفهم جيدا ملتزمون في السداد "
وتتمنى من الله أن يوفقها في عملها وتوسيع المحل لترتاح من هموم وأعباء الاستمرارية في العمل ، وتنقل حياتهم نقلة نوعية للأفضل .وتمثل نسرين بهذا العمل الامراة المكافحة التي تتحدى الفقر والبطالة لتعيش بكرامة ، في حين توجد ألاف الأسر التي تأثرت نتيجة قلة فرص العمل وسيطرة الفقر والبطالة على القطاع بانتظار حلول في الأفق تخفف حدة الوضع الاقتصادي السيئ .وتمكنا من مقابلة نسرين وإجراء هذا التقرير بمساعدة زميلة صحفية ، نظرا لأنها تمنع دخول الرجال إلى محلها.!!

1