أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41122
الـ"غاسباتشو".. حساء إسباني بارد يغزو العالم صيفا!!
21.08.2020

مرسية (إسبانيا) - انتشر حساء غاسباتشو البارد المصنوع من الخضار منذ عقد من الزمن في أوروبا انطلاقا من جنوب إسبانيا ويواصل غزوه للعالم الآن، وثمة ماركات كثيرة تنتجه إلا أن ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي تؤمنه ثلاث شركات عملاقة.
تغزو عشرات ملايين اللترات من حساء غاسباتشو السوق سنويا خلال الموسم الذي يبدأ بعد عيد الفصح وينتهي في سبتمبر.
وعلى ما تفيد شركة “نيلسن” لدراسات السوق، في يوليو 2020 أنتج ما لا يقل عن 32 مليون لتر منه مقابل 67 مليونا للعام 2019 بمرته.
وقد دخل الغاسباتشو إلى برادات الفرنسيين والألمان والسلوفاك والفنلنديين والأميركيين وحتى اليابانيين.
الطماطم والفلفل والخيار والبصل وزيت الزيتون فضلا عن الخل والملح هي بعض مكونات هذا المنتج الصناعي الذي له إيجابياته الصحية؛ فهو نباتي صرف ويحوي فيتامينات فيما السكر خفيف فيه وهو حساء لفتح الشهية قبل أن يكون وجبة لسد الجوع.
وهو منتج طازج أيضا إذ يحفظ بين 70 و90 يوما فقط، ما يشكل تحديا للصناعيين الذين يتنبهون كثيرا لأحوال الطقس. فعلى غرار المثلجات ترتفع مبيعات الغاسباتشو كثيرا في الصيف.
واستقطب نجاح هذا المنتج شركة “بيبسيكو” العملاقة التي اشترت العام 1999 “تروبيكانا الفاييه” أشهر ثلاث أكبر شركات لصنع الغاسباتشو.
إلا أن الشركة الأولى عالميا في هذا المجال هي “غارثيا كاريون” التي تسوق الغاسباتشو بماركات عدة على غرار “إيه.إم.سي ناتشورال درينكس” (ثالث مصدر للصناعات الغذائية في إسبانيا).
ووصفة الغاسباتشو أصلها من الأندلس، إلا أن الشركات المهيمنة على هذا القطاع موجودة في منطقة مرسية القريبة في جنوب غرب إسبانيا.
ويعتقد المؤرخون أن هذا الحساء يرجع إلى الحقبة الرومانية عندما أكل الجنود الرومان والمواطنون الإسبان مجموعة متنوعة من الغاسباتشو المكونة من الخبز والزيت والثوم والماء واللوز أو أي فاكهة جافة أخرى.
ويدعم المؤرخون هذه النظرية في المراجع في الكتب القديمة وحتى في الاسم الذي قد يرجع إلى كلمة «كاسبا» اليونانية التي تعني قطعة أو كِسرة بالنظر إلى الطريقة التي يصنع بها من كسرات الخبز، أما لفظة أتشو فقد تكون «مستعربة» لذلك يتفق الخبراء على أن غاسباتشو كان طبقا شعبيا في الأندلس.
وعلى ما أظهرت أرقام مرصد الصناعات الغذائية المرجعي في إسبانيا “أليماركت”، تستحوذ شركة غارثيا كاريون على حوالي 75 في المئة من الإنتاج العالمي مع إيرادات قدرها 119.2 مليون يورو (+12.4 في المئة) من أبريل 2018 إلى أغسطس 2019.
ووفق ما تقول مبتسمة مونيكا بيريث ألاما مديرة تطوير المنتجات والتغذية لدى “إيه.أم.سي”، “في مطلع العقد الأخير فتحت الفاييه الباب ومن ثم بدأت متاجر السوبرماركت تطالبنا بالغاسباتشو”.
وتغسل آلاف الكيلوغرامات من الخضار الكاملة وتسحق وتمرر عبر مرشحات يوميا في مصانع هذه الشركة في إسبيناردو في مرسية.
وبين الصهاريج المبردة التي تتسع لـ25 ألف لتر، تمر عربات محملة صفائح تحوي ألف لتر من زيت الزيتون البكر.
ويسكب الخليط في علب كرتونية تطويها آلات بسرعة كبيرة وسط ضجيج هائل.
وتصدر “إيه.إم.سي” إلى متاجر في فرنسا والولايات المتحدة وكندا وحتى اليابان. أما “الفاييه” فتصدر أكثر من 50 في المئة من إنتاجها، لاسيما إلى فرنسا، فضلا عن بلجيكا والبرتغال والنمسا وسويسرا وهولندا وبريطانيا.
وفي المقابل تصدر “غارثيا كاريون” خصوصا إلى البرتغال وفرنسا وألمانيا تليها بعد ذلك دول الشرق، بعد أن كانت الشوربة الساخنة أو الدافئة هي الاختيار الأمثل للمتذوق خاصة في رمضان.
إلا أن “السفير العالمي للحمية المتوسطية والحقول الإسبانية” كما يحلو للثلاثي المحتكر أن يصفه، اضطر إلى تكييف إنتاجه للدفاع عن صورته.
فالطماطم الشهية التي تغطي العلب تأتي من بيوت “في بحر البلاستيك” الممتد على عشرات الآلاف من الهكتارات الذي يفضل الصناعيون أن يسموه “بستان أوروبا”.
وأمام الانتقادات الموجهة لهذه الزراعة المكثفة، تؤكد الشركات الثلاث أنها تشتري المكونات من الإنتاج المحلي وتركز على نضارتها وقد بذلت جهودا لخفض استهلاك المياه والطاقة، كما الحال مع آخر مصنع لشركة “الفاييه” الممتد على 28 ألف متر مربع والذي استثمرت فيه الشركة 31 مليون يورو.
ويوضح فرناندو مارين روميرو المدير التجاري لشركة “إيه.إم.سي” في إسبانيا والبرتغال أن الصناعيين يطلقون العنان لمخيلتهم “لمنافسة الغاسباتشو المنزلي الصنع” مع تنويع الوصفات بإضافة إكليل الجبل أو الفراولة أو جعل الحساء أكثر كثافة وعضوية ومرفقا بالخبز.
أما الميل الأخير فيتمثل بوصفة غاسباتشو غير مبسترة مع تاريخ صلاحية أقصر استجابة للطلب العالمي على “مزيد من النضارة”.

1