أحدث الأخبار
الأحد 05 أيار/مايو 2024
11005 1006 1007 1008 1009 1010 10111122
أصغر خياط بدار للأيتام في بغداد يعد كسوة العيد ليتامى عراقيين!!
14.10.2013

جاءالعيد ليفرح به الجميع وليلبسوا الجديد وليجتمع فيه الكبير مع الصغير ويتبادلون التهاني ويمنحون الاطفال مبلغا من المال كهدية العيد التي تفرح الكبير قبل الصغير ولكن الأهم من العيد الفترة التي ما قبل العيد بأيام عندما يتوجهون الكبار مع الصغار الى الاسواق والمحلات لشراء ملابس العيد.ولكن هذه الفرحة تكاد تكون ليست في متناول اليتامي المحرومين من حنان الأم والاب، وخصوصا بعد تزايد أعدادهم يوما بعد يوم في العراق نتيجة الإرهاب والعنف الذي لا يرحم هذا البلد.حيدر حميد جبر ، طفل يبلغ من العمر 15 عاما، كان ينام في الشوارع ويبيع المناديل الصحية وأشياء بسيطة حتى يسترزق منها، بعدما فقد والداه في انفجار وتوفيت والدته عقبه، الامر الذي أدى إلى بقائه يتيم الأم والاب ، أما الباقي من الاهل والاقرباء، فلم يضموا حيدر إلى منازلهم لقسوة ظروف بعضهم وفقدان الآخرين الرحمة نتيجة لقسوة الايام التي رأوها من الحروب والاحتلال والارهاب.حيدر، الخياط الماهر في “دار الود للايتام”، وسط بغداد، روى لنا قصته المأساوية من بدياتها قائلا: “توفي ابي وانا في السابعة من عمري، ولم يكن لنا معيل مع والدتي وظروفنا المعيشية كانت قاسية، وعقب سنة، فقدت والدتي ايضا بسبب المرض، فلم يبق لي أحد في هذه الدنيا وأنا صغير العمر، وعقبه تركت المنزل ولجأت الى الشارع، حيث كنت ابيع المناديل الصحية والعلك (اللبان) قرب نقاط التفتيش والمناطق المزدحمة بالسيارات ، وفي الليل أختار مكان آمن في الشارع وأنام على الارض، وذات يوم شاهدني صاحب هذا الدار للايتام وجلبني الى الدار، تعرفت على زملائي اليتامى هنا واصبحنا عائلة واحدة وأنا في الدار منذ سبعة أعوام”.وأضاف حيدر أن صاحب الدار يحب المساعدة كثيرا و”علمنا على الخياطة والحاسبات والحلاقة كي نكون اصحاب مهن تنفعنا في حياتنا، وأنا كانت هوايتي الخياطة فتعلمتها بدورة لثلاثة اشهر أعده لنا خياط من هذه المنطقة”.وأشار حيدر إلى أنه يدرس في الدوام المسائي بالمدرسة حتى يحصل على شهادة من اجل الدخول الى الجامعة، وقال: “أحببت مع اقتراب العيد ان اساعد اليتامى الذين في الدار وفي المدرسة وأدخل الى قلوبهم الفرحة، فقمت بخياطة كمية من الملابس ليس لأيتام الدار فقط ولكن لأيتام المدرسة أيضا، وتعمدت أن تكون ذات الألوان التي من الممكن الاستفادة بها ايضا للزي المدرسي ، فقمت بخياطة القمصان ذات اللون البيض والبناطيل ذات اللون السود حتى يتم ارتدائها عقب العيد في المدارس. أنني أحب هذا الدار كثيرا الذي أوانى من الشارع وقسوة الظروف المعيشية”.كسوة العيد الذي خيطها الخياط الماهر حيدر مع مجموعة من تبرعات أخرى من أهل الخير، تم توزيعها على يتامى الدار ويتامى أخرى من زملائهم في المدارس العراقية مما أدى إلى رسم الفرحة على وجوه هؤلاء الاطفال المحرومين من حنان الوالدين ورعاية المسئولين في العراق.يذكر أن ملجأ “دار الود للايتام” فتحه رجل أعمال عراقي يدعى هشام الذهبي بنفسه عام 2003 عقب الاحتلال الامريكي للعراق، ولا يحصل على اي اموال من أيه جهة نظير مراعاة 35 يتيما بالدار، جمع غالبيتهم من الشارع وهو يتكفل بتربيتهم ودراستهم بالاضافة إلى انه متفق مع اساتذة في الموسيقى والرسم بالاضافة الى خياطيين وطباخين وحلاقيين ماهرين يأتون الى الدار ويقدمون دروس تعليمية الى هؤلاء اليتامى حتى يصنع منهم رجال يعتمدون على نفسم في الحياة القاسية بالعراق.وتشير تقديرات جماعات حقوق الإنسان الى أن العراق فيه زهاء أربعة ملايين و500 ألف طفل يتيم، كما تشير تقديرات الحكومة الى أن زهاء 500 ألف طفل يعيشون في الشوارع ولا عائل لهم!!

1