طورت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطة مفصلة لهجوم الكتروني واسع ضد البنية التحتية والدفاعات الجوية وانظمة النقل والاتصالات الإيرانية ولكن محور الخطة التى تدعى « نيترو زيوس» كان بالتحديد استهداف موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، المدفون على عمق كبير داخل جبل يقع بالقرب من مدينة قم المقدسة.وكشف فيلم وثائقي تم عرضه في مهرجان برلين السينمائي، هذا الأسبوع، ان الخطة شملت مجموعة من الأهداف عبر الشبكة الكهربائية الإيرانية وقد تم اقرارها في وقت مبكر من ولاية أوباما، وكانت تكملة لعملية «الألعاب الأولمبية» في عام 2010 والتى نجحت في تدمير ما يصل إلى ألف جهاز طرد مركزي في موقع نووي مستقل باستخدام فيروس كمبيوتر يدعى « ستكسنت».ووفقا لصحيفة « نيويورك تايمز» التى عاينت الدقة في جوانب الفيلم من خلال تقارير خاصة فقد تم التخطيط لبدء عملية « نيترو زيوس» في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش ولكن لم يتم تشغيلها إلا عندما دخل اوباما البيت الأبيض في عام 2009. وجاء التخطيط للعملية وسط مخاوف متصاعدة حول قدرة إيران على صنع سلاح نووي ومخاوف في واشنطن من احتمال توجيه اسرائيل ضربة من جانب واحد على المنشات النووية الإيرانية لمنع طهران من صنع القنبلة.وووصف البرنامج الوثائقي «زيرو دييز » الخطة بانها اكبر واعقد خطة حرب الكترونية في تاريخ الولايات المتحدة.وبحسب ما ورد في البرنامج فقد شارك الالاف من المسؤولين العسكريين ورجال الاستخبارات في التخطيط للعملية التى كلفت مئات الملايين من الدولارات.وطرح موقع فوردو الإيراني تحديات كبيرة امام الاجهزة الاستخبارية الأمريكية والاسرائيلية بسبب هيكله القوى وموقعه الغائر في اعماق الارض، وقد تم حقن الفيروس « ستكسنت « في المنشأة عن طريق استخدام ما يدعى « زيرو دييز «، وهي عملية تستغل العيوب التى لم تكن معروفة في السابق في التعليمات البرمجية للكمبيوتر من اجل التلاعب بالبرامج وبالتالي نشر فيروسات تصيب اجهزة الطرد المركزي باعطال خطيرة واضرار كبيرة خارجة عن نطاق السيطرة.ويتناول الفيلم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في السنوات التى سبقت الاتفاق النووي في الصيف الماضي وتطوير فيروس « ستكسنت « وهو من اخراج اليكس غيبني الحائز على جائزة الاوسكار.وقال مسؤولون أمريكيون انه قد تم تهميش العملية بسبب التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران في حين كشفت مصادر اسرائيلية بان العملية فشلت بسبب تصرفات متسرعة وتشويشات متعمدة من قبل اسرائيل كانت تهدف بوضوح إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران.!!