أحدث الأخبار
الاثنين 29 نيسان/أبريل 2024
دمشق..سوريا : خديعة الانسحاب :إنشاء قواعد عسكرية أمريكية جديدة يثير شكوكا في حقيقة الانسحاب الأميركي من سوريا.. الانسحاب كان خديعة!!
04.11.2019

يطرح توجه الولايات المتحدة نحو إنشاء قواعد عسكرية جديدة في محافظة الحسكة أقصى شمال شرق سوريا، حيث الغالبية الكردية، نقاط استفهام كبرى حول حقيقة الانسحاب الذي أعلنت عنه الإدارة الأميركية الشهر الماضي من تلك المنطقة.ويقول متابعون للشأن السوري إن تعزيز واشنطن لقواتها في شمال وشرق سوريا وتشييد قواعد إضافية، يعزز الشكوك في أن الانسحاب لم يكن جديا، بل كان مناورة تكتيكية على ضوء إظهار تركيا نوايا جدية حينها في اجتياح المنطقة بزعم طرد وحدات حماية الشعب الكردي.وسبق أن صرح وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر خلال اجتماع مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) -الغاضبين من الانسحاب- بأن أنقرة وضعتهم في موقف صعب من خلال إصرارها على شن عملية “نبع السلام”، وهذا ما دفعهم إلى هذه الخطوة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بأن ثم تحضيرات أميركية تجري على قدم وساق في شمال وشرق سوريا لبناء ثلاث قواعد عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.الولايات المتحدة وفي ذروة صراعها مع إيران لن تسمح للأخيرة هي الأخرى بأن تبسط نفوذها على هذا الجزء الاستراتيجي من سوريا.وكان مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية قد كشف في وقت سابق أنه جرى بحث الحفاظ على وجود عسكري أميركي في القامشلي، في اجتماع بين المسؤولين العسكريين الأميركيين والمقاتلين الأكراد.وشدد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه على أن “الأميركيين أبدوا رغبة في إقامة قاعدة عسكرية في المدينة”. ونقل المرصد ومقره بريطانيا، عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن الهدف من القواعد هو الاحتفاظ بالسيطرة على المجال الجوي للمنطقة، إضافة إلى السيطرة على المنشآت النفطية.وأعلن الجيش الأميركي قبل نحو أسبوعين أنه يعزز وضعه في سوريا بأصول إضافية تشمل قوات ميكانيكية للحيلولة دون انتزاع السيطرة على حقول النفط من قبل فلول تنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها، وبالفعل جرى إرسال تعزيزات من العراق إلى محافظة دير الزور شرقا حيث توجد معظم حقول النفط السورية.وتوعد وزير الدفاع الأميركي باستخدام القوة الساحقة في حال اقتربت قوى موالية لسوريا أو لروسيا من المنطقة.بالتوازي مع ذلك نشطت الدوريات الأميركية في محافظة الحسكة التي تعد معقل الأكراد الرئيسي وحيث توجد عاصمة الإدارة الذاتية (القامشلي).ويرى محللون أن الخطوات الأميركية هي رسالة إلى كل من روسيا وتركيا تفيد بأن واشنطن لن تخلي لهما المكان، خاصة بعد اتفاق سوتشي الذي جرى التوصل إليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والذي بموجبه تم إيقاف عملية نبع السلام ضد الأكراد.وتوجه الولايات المتحدة نحو إنشاء قواعد عسكرية جديدة في محافظة الحسكة أقصى شمال شرق سوريا، حيث الغالبية الكردية، يطرح نقاط استفهام كبرى حول حقيقة الانسحابوينص اتفاق سوتشي على أن تتراجع القوات الكردية بعمق ثلاثين كلم على طول الحدود البالغ 440 كلم. ويعني تنفيذ هذا البند أن على القوات الكردية التخلي عن السيطرة على بعض المدن الرئيسية، لفائدة القوات السورية.ويقول المراقبون إن الولايات المتحدة وفي ذروة صراعها مع إيران لن تسمح للأخيرة هي الأخرى بأن تبسط نفوذها على هذا الجزء الاستراتيجي من سوريا والذي تعتبره طهران الركيزة الأساسية لمشروع الحزام الأمني الذي يمر من العراق مرورا بشرق سوريا وصولا إلى لبنان حيث ذراعها الأبرز في المنطقة حزب الله.وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “عملية تقاسم النفوذ” التي تجري في مناطق شمال شرق سوريا، في ظل التواجد الروسي والأميركي المشترك داخل المنطقة نفسها، بعد أن كانت القوات الأميركية انسحبت ثم عادت مرة أخرى، ودخلت القوات الروسية إلى المنطقة وفقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي.وفي 9 أكتوبر الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة ميليشيات سورية مواليه له، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، بدعوى تطهيرها من وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وإنشاء منطقة آمنة لأكثر من مليوني لاجئ سوري (عرب سنة) موجودين على أراضيها.وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الأكراد من المنطقة، وأعقبه اتفاق سوتشي.!!


1