أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 أيار/مايو 2024
طرابلس..ليبيا : حرب الطائرات المسيّرة بين الإمارات وتركيا تشتعل في ليبيا !!
29.09.2019

تبدو سماء ليبيا مزدحمة اليوم أكثر من أي وقت مضى ليس بسبب كثافة الطيران التجاري بل بنوع آخر من الطائرات العسكرية الذكية المسيرة، وخصوصا الإماراتية والتركية، بينما لم يتمكن أي من طرفي النزاع حسم المعارك في جنوب طرابلس بعد مرور خمسة أشهر على بدئها.وتتبادل القوات الموالية للمشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد الذي يشن هجوما للسيطرة على العاصمة منذ الرابع من نيسان ابريل، وحكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، الاتهامات باستخدام الطيران المسيّر في شن الهجمات.وليس لدى ليبيا هذا النوع من الطائرات.وقال مبعوث الامم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في فيديو نشرته الأمم المتحدة الأربعاء إنّ ليبيا "على الأرجح أكبر مسرح لحرب الطائرات المسيّرة في العالم".ونوّه سلامة "باستخدام مكثف جدا للطائرات المسيّرة" في الاسابيع الاخيرة، مشيرا إلى انها نشرت "600 مرة في جهة و300 مرة على الجهة الأخرى" دون أن يوضح أي جهات يشير إليها.ورأى الخبير في الشؤون العسكرية ارنو دولالاند، أنه بعد "الاستعمال المكثف للطيران الحربي في بداية الحرب، خرجت معظم الطائرات عن الخدمة واصبحت بحاجة للصيانة ما اضطر الطرفان للتسلح بنوع متقدم من الطائرات بدون طيار".من جهته، يؤكد العميد المتقاعد من الجيش أحمد الحسناوي أن مشاركة طيران أجنبي مسير في المعارك الدائرة بطرابلس، ليس سرا. وقال لوكالة فرانس برس إن "سلاح الجو الليبي لا يملك على الإطلاق هذا النوع من الطائرات، بل أسطوله مشكل من طائرات تعود للحقبة السوفيتية قبل أربعين عاما".وأشار إلى أن "ليبيا لا تملك جيشا نظاميا" و"الدعم التركي للسراج والإماراتي لحفتر واضح للعيان".لكنه شدد في الوقت نفسه على أن حسم المعركة برا في غياب قوات نظامية لدى الطرفين صعب إن لم يكن مستحيلا.وقال إن "الأمر معقد وحسم معركة دون تدخل جوي فعال ليس سهلا".ويواصل الطرفان تكثيف هجماتهما بالطائرات المسيرة. وتستهدف طائرات حكومة الوفاق قاعدة الجفرة الجوية على بعد 650 كلم جنوب شرق طرابلس، التي تتخذها قوات حفتر قاعدة عمليات وإمداد رئيسية، لأنها بوابة حيوية تربط بين مدن شرق وجنوب وغرب ليبيا.أما القوات الموالية لحفتر، فتواصل ضرب القاعدة الجوية في طرابلس ومصراتة التي تبعد نحو مئتي كيلومتر شرق العاصمة.ويؤكد الطرفان في تصريحاتهما الرسمية أن ضرب القواعد الجوية بشكل متكرر يستهدف "حظائر الطائرات المسيرة الأجنبية" وإعطاب غرف التحكم التي تشغلها.وعبر سلامة عن قلقه من اتساع"النطاق الجغرافي للعنف" بتبادل الهجمات بالطيران المسير بين الطرفين للمرة الأولى عبر استهداف قاعدتي الجفرة ومصراتة الجويتين نهاية تموز/يوليو الماضي.من جهة أخرى، أشار دولالاند لفرانس برس إلى أن "تركيا صناعتها الحربية أقل ارتباطا بالمزودين حيث تصنع بنفسها، عكس أبوظبي التي تشتري الطائرات، وبالتالي باتت ليبيا مكان اختبار للصناعة التركية وبإمكانها تجربة الطائرات المسيرة الأكثر حداثة".إلا أن هذا الخبير العسكري يرى أن الطائرات المسيرة لا يمكنها إحداث فارق إذا أخفقت القوة على الارض في إحراز تقدم.من جهته، كرر جلال الفيتوري المحلل السياسي الليبي فكرة أن "دولا أجنبية تدعم الطرفين وتزودهما بهذا النوع من الطائرات"، موضحا أنه "لا يمكن تجاهل اسمي دولتي الإمارات وتركيا في هذا الأمر".وأضاف أن "الهجمات المتبادلة التي تستهدف بشكل مكثف هذه القواعد منذ نهاية يوليو الماضي، تظهر معرفة كل طرف بامتلاكه طائرات مسيرة تتحرك لضرب خطوط الإمداد وتحركات الأفراد على خطوط محاور القتال"!!


1