أحدث الأخبار
الأحد 19 أيار/مايو 2024
وكر شرم الشيخ والحساب المفتوح مع "حماس" منذ عام 1996 وحتى العدوان على غزه 2008 !!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 10.1.09

[مقدمه : منذ اغتيال واستشهاد المهندس يحيى عياش عام 1996 وانعقاد مؤتمر شرم الشيخ ل"مكافحة الارهاب" في نفس العام وحتى العدوان الجاري على غزه2008 والحرب مفتوحه بين حلف وكر شرم الشيخ من جهه وحماس والمقاومه الفلسطينيه ككل والقوى الوطنيه العربيه والاسلاميه من جهه ثانيه..]..
خرجت حركة حماس الى النور والعلن لاول مره ابان الانتفاضه الفلسطينيه الاولى اللتي اندلعت في ديسمبر 1987, حيث اعلن الشيخ احمد ياسين في السادس من ديسمبر 1987 تأسيس حركة المقاومه الاسلاميه[ حماس] اللتي كانت اهم نقاط برنامجها التأسيسي عدم الاعتراف باسرائيل, واعتماد الكفاح المسلح كأسلوب مركزي في تحرير فلسطين, حيث برز فيما بعد دور الجناح العسكري التابع لحماس واالذي اطلق عليه اسم "كتائب عز الدين القسَّام", وهي الكتائب التي باشرت عملها العسكري ضد اسرائيل ابان الانتفاضه الاولى, وكانت الى حد ما السبَّاقه في استعمال سلاح الاستشهاديين والسيارات المفخخه ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي [ لايمكن سرد وحصر تاريخ حماس والانتفاضات الفلسطينيه في مقاله واحده, ونحن نحاول هنا سرد اهم المحطات التي قادت الى العدوان الاسرائيلي الراهن على قطاع غزه], حيث برز في استراتيجية استعمال الاستشهاديين والسيارات المفخخه دور شاب فلسطيني يانع, احتار الاسرائيليون في معرفة هويته واسمه الحقيقي حيث تكبد الاسرائيليون في تلك الفتره خسائر فادحه في الارواح وملأ الرعب والخوف قلوب الاسرائيليين جراء العمليات الاستشهاديه اللتي كانت تستهدفهم كرد على الجرائم الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني ابان انتفاضة 1987, وهذا الشاب الفلسطيني الصانع للمفخخات والاستشهاديين ظل شبه مجهول الهويه والاقامه بالنسبه للاسرائيليين حتى بداية التسعينات من القرن الماضي وهو ليس احدا اخر غير القائد البارز في كتائب عز الدين القسام المهندس يحيى عياش صانع الحقائب والسيارات المفخخه والاستشهاديين الذين كبدو اسرائيل خسائر فادحه وخلقوا معادلة التوازن في الرعب والردع مع الجيش الاسرائيلي الذي كان يفتك بالشعب الفلسطيني ابان انتفاضة 1987 التي استمرت حتى عام 1993 حتى مجئ سلطة اوسلو الى مناطق الضفه والقطاع , وهي السلطه التي قطفت نتائج الانتفاضه الفلسطينيه قبل ان تُينع لابل كانت في عجله من امرها في عقد الاتفاقيات التفريطيه مع اسرائيل خوفا من تنامي سلطة حماس وسحبها للبساط من تحت اقدام منظمة التحرير الفلسطينيه كقائده وممثله وحيده للشعب الفلسطيني[ الاسرائيليون ومعهم الانظمه العربيه وامريكا كانوا جميعا يهولون من تنامي دور حماس لتشجيع النهج الاستسلامي في منظمة التحرير على المزيد من التنا زلات خوفا من ان تستلم حماس" بعبع حماس" قيادة مناطق الضفه والقطاع بدلا من منظمة التحرير بقيادة ياسر عرفات],, وهي السلطه ايضا اللتي اخذت على عاتقها تحجيم دور حماس في مناطق الضفه والقطاع ومنِع اي شكل من اشكال الكفاح المسلح ضد اسرائيل بعد عام1993 !!
ظل الحكام العرب ومن بينهم ياسر عرفات يرون في يتسحاق رابين شريكهم الحبيب في السلام وذلك بالرغم من تاريخ رابين الحافل بجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني[ رابين هو صاحب مقولة نظرية عدم ابقاء حجر على حجر في القرى الفلسطينيه العربيه اللتي طُرد منها الشعب الفلسطيني عام 1948, وهو الذي اصدر الاوامر للجيش الاسرائيلي بمحو اثار اكثر من 450 قريه فلسطينيه عام 1948, وهو الاب الروحي للاستيطان الصهيوني في مناطق الضفه والقطاع],, وحين اغتيل رابين في الرابع من تشرين الثاني عام 1995, قامت الدنيا ولم تقعد في معاقل النظام العربي حزنا على رابين وشارك العديد من الدول العربيه في جنا زة رابين,, وظل عرفات[ بعد ان قدم العزاء لعائلة رابين في بيت رابين] يندب حظه العاثر ويكيل المديح لشريكه حتى قضى نحبه واستشهاده في باريس عام 2004 متاثرا بحصار وسم شركاءه في السلام ابناء عمومة... شريكي ...شريكي التي طال ما تغنى بها اباعمار!!
من هنا وحتى نحاول ربط الامور وسردها وعودة الى حماس, كان اغتيال المهندس يحيى عياش[ عدو رابين رئيس وزراء اسرائيل حتى اغتياله في عام 2005] في صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م على يد اسرائيل بمثابة الفتيل الذي فجر الصراع على مصراعيه بين حماس واسرائيل من جهه وبين حماس والسلطه الفلسطينيه التي حاولت تدارك نتائج هذا الاغتيال حفاظا على وجودها وخوفا من اسرائيل التي تعرضت الى سلسلة من الهجمات نفذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد تجمعات واهداف إسرائيلية ردا على اغتيال القائد في كتائب القسام الشهيد يحيى عياش, وهي الهجمات اللتي هزت اسرائيل وهيبة السلطه الفلسطينيه في ان واحد مما جعل مصطلح " مكافحة الارهاب الفلسطيني" يتداول علنية من قبل السلطه الفلسطينيه واسرائيل في ان واحد و مع تنسيق مسبق مع النظام المصري وحسني مبارك وكلينتون!... لاحظوا معنا: انها تقريبا المره الاولى الذي يندرج فيها الكفاح المسلح والنضال الفلسطيني ضد اسرائيل تحت تسمية بند "مكافحة الارهاب", ولذلك جاءت دعوة حسني مبارك وبمباركة عرفات لمؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الارهاب في الثالث عشر من مارس لعام 1996,, حيث شارك كلينتون وشيمعون بيريس ورؤساء اوروبا والعرب, وشاركت السلطه الفلسطينيه متمثله في ياسر عرفات في هذا المؤتمر الذي كانت اهم مقرراته وقراراته في البيان الختامي هي "مكافحة الارهاب" العربي و الفلسطيني المتمثل في حماس ودعم ما يسمى بعملية السلام, ولكن اللافت للنظر في هذا المؤتمر هو دعم مؤتمر شرم الشيخ لشيمعون بيرس ضد بنيامين نتنياهو في الانتخابات الاسرائيليه انذاك, وبيرس هذا لم يتأخر كثيرا وفي خلال شهر ما بعد انعقاد مؤتمر شرم الشيخ قام بالعدوان على لبنان متسلحا بقرارات شرم الشيخ " محاربة الارهاب في لبنان".... حيث ارتكب شيمعون بيرس مجزرة قانا الاولى في 18 ابريل عام 1996,, وكما هو جاري في عام 2008 والحرب على غزه ,, شن شيمعون بيرس حربه على لبنان حتى يزيد من شعبيته وحظه بالفوز في الانتخابات الذي فاز بها فيما بعد بنيامين نتنياهو اللذي شن هو بدوره حربا ضروسا على عرفات والشعب الفلسطيني حتى جاء في عام 1999يهود باراك مدعوما من انظمة الحكم العربيه والسلطه الفلسطينيه ليفتك بانتفاضة الاقصى 2000 ومن ثم خلفه شارون 2001 ليكمل طريق القتل والفتك بالشعب الفلسطيني!!
عود على بدء وتحديدا الى فترة مابعد مؤتمر الشيخ 1996, حيث تعرضت حماس الى حملة اجتثاث واجراءات اقصاء شديده من قبل السلطه الفلسطينيه واسرائيل في ان واحد طالت قيادات حماس العسكريه والسياسيه في فلسطين والمهجر وشملت إبعاد 400 من قيادات حماس المهمه[ قادة الصف الاول] إلى جنوب لبنان واعتقالات واسعه في صفوف الحركه ولا ننسى بالطبع ان الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركه كان اصلا محكوما ومعتقلا في اسرائيل منذ العام 1989 و اطلق صراحه في العام 1997 بعد محاولة اغتيال مشعل في الاردن ومن ثم اغتالته[ الشيخ ياسين] اسرائيل في ال22 مارس لعام 2004 . ومن قبله تمت تصفية العديد من قادة حماس من امثال المقادمه وشحاده, وفيما بعد اغتالت اسرائيل عبد العزيز الرنتيسي واسماعيل ابوشنب وغيرهم من القيادات العسكريه والسياسيه المهمه في حماس,.... بمعنى بسيط ومنذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ عام 1996 وحتى يومنا هذا تمت تصفية الاكثريه الساحقه من مؤسسي وقيادات حماس لابل ان السلطه الفلسطينيه والنظام المصري قد ساهما في محاولة ضرب البنيه التحتيه لحماس وخاصة العسكريه منها, وهذا مايفسر اليوم وابان العدوان على غزه 2008 دعم النظام المصري لسلطة عباس والدايتونيين اللتي اقصتهُم حماس عن غزه في صيف عام 2007 لابل ان االنظام المصري يدعم تسيفي ليفني وباراك في عدوانهم الجاري على غزه بهدف ضرب حماس وزيادة حظوظ فوز تسيفي ليفني في الانتخابات الاسرائيليبه من خلال هدر الدم الفلسطيني في غزه...... مبارك وعباس وليفني وباراك وامريكا بالطبع يحاربون حماس اليوم تحت بند محاربة " مكافحة الارهاب" المنبثق عن مؤتمر شرم الشيخ عام 1996,, وبالمناسبه ايضا هذا الفريق نفسه ومن ضمنه شارون المجلوط هو الذي حارب انتفاضة الاقصى والمقاومه الفلسطينيه في الضفه عام 2002, وهو الفريق نفسه الذي تأمر على عرفات وحاصره حتى موته عام 2004,,,,, وهو الفريق نفسه تقريبا اللذي زج بحماس في فخ الانتخابات التشريعيه 2006 وحصارها مع الشعب الفلسطيني فيما بعد بهدف تعريتها سياسيا وعزلها .. وهو الفريق تقريبا نفسه الذي يشن اليوم 2008 العدوان على غزه بحجة محاربة حماس ووقف الصواريخ الفلسطينيه ومحاولة اعادة الدايتونيين والسلطه الفلسطينيه العباسيه الى غزه!!
اليوم وبعد مرور 12 عاما على انعقاد مؤتمر شرم الشيخ" لمكافحة الارهاب" المشؤوم يستانف حسني مبارك وعباس واسرائيل حملتهم العسكريه والسياسيه تحت بند " مكافحة الارهاب" مدعومين من قبل جورج بوش والنظام العربي ,حربهم ضد حماس والشعب الفلسطيني في غزه, ورغم ان مياه كثيره جرت واحداث كثيره حدثت منذ العام 1996[ انتفاضة الاقصى,, حروب لبنان, وفاة عرفات والشيخ ياسين,, احتلال العراق, واحداث اقليميه وعالميه كثيره لاتحصى ولا تعد ] الا ان اهم هذه الاحداث هو فوز حماس بالانتخابات الشرعيه وطردها لعباس من غزه عام 2007 , ومن ثم حصار غزه واختلاق النظام المصري عنوة ازمة معبر رفح بهدف دعم عباس والزعم بشرعيته, وعدم شرعية سلطة حماس, وبالتالي ماهو جاري اليوم من عدوان على غزه يندرج في اطر الحساب المفتوح بين فريق وكر مؤتمر شرم الشيخ منذعام 1996 مرورا بحرب بوش على الارهاب, وحتى تذرع اسرائيل في عدوانها الجاري على غزه عام 2008, بانها تحارب الارهاب الفلسطيني المتمثل في حماس وصواريخ المقاومه في غزه...!!
واخيرا وليس اخرا لابد من ذكر هذه الملاحظه والمفارقه وهي: ان الشعوب العربيه لم تستوعب بعد ان من يحكمها من حكام وجيوش تابعه هم حكام مُعاديين وجيوش نظاميه تابعه ويقفون جميعا في صف معسكر الاعداء والجاري في غزه كان منطلقه وقاعدته وكر شرم الشيخ1996,, والذي جرى في العراق2003 كان منطلقه شرم الشيخ, والذي يجري اليوم في غزه هو عدوان حلف شرم الشيخ على الشعب الفلسطيني.. والمفارقه ان الشعوب العربيه ما زالت تطالب الانظمه والجيوش العربيه المعاديه والمسانده للعدوان الاسرائيلي,, بنصرة غزه...!!.. ببساطه : لاجدوى من الانظمه والجيوش العربيه وعلى الشعوب العربيه اذا ارادت ان تنقذ نفسها حاضرا ومستقبلا وتنصر ذاتها وفلسطين:: ان تسعى لتشكيل جيشها العربي بديلا لماهو موجود من جيوش انظمه عربيه خائنه..هنالك جولات من العدوان القادمه:: إما تشكيل جيش عربي شعبي[باشكال وطرق كثيره] يدافع عن فلسطين والعرب,,, او البقاء في دائرة الندب واستجداء جيوش عربيه مروضه وخائنه...بالمناسبه النظام المصري ليست وحده متواطئا في العدوان على غزه لابل اكثرية الانظمه العربيه تشارك اليوم في العدوان.. وكر شرم الشيخ ووكر الرياض!!

كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع , ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه