أحدث الأخبار
السبت 18 أيار/مايو 2024
استهداف المشروع الوطني الفلسطيني من خلال اكذوبة جهود "السلام" اوالحرب على "الارهاب" !!

بقلم : د. شكري الهزَّيل ... .13.10.07

هُناك من نهج او اساليب واضحه ومُتَكَّرِره لا تَتَحَدَّد بالزمان ولا بالمكان، وهي امور شبه عادة ومسلكية روتينية مُطلقة ومُستمرة منذ عقود كثيرة تُجري عليها الصهيونيه والإمبريالية الامريكية من فترة الى أخرى بعض التكحيلات والتَغييرات الشكلية في الخطاب السياسي وادوات التنفيذ والتطبيق لتِتلائم مع طبيعة المكان والحدث والاهداف الامبريالية، ولكنها حافظت وتُحافظ على فحواها مُنذ قرون، وتُؤكد على كَينونة الفكر "الاستعماري" التَخريبي والإجرامي. ولرُبما في كثير من الاحيان لا تؤكد الامبريالية كينونة نهجها واساليبها فحسب، لا بل تتَخَطَّى هذه الكينونة نحو التكثيف المُبرمَج لأساليب وادوات القمع والظُلم والنفاق والكذب الاعلامي وقلب الحقائق الى حَد الحديث عن "السلام" و"الارهاب" بصورة تضليليه ووَقِحة وهَمَجية من جهة وبِإستخفاف صارِخ ومُبرمَج للعقل البشري بشكل عام والعقل العربي بشكل خاص من جهة ثانية، وبالتالي التناقض التناحري بين الواقع على الارض ومسلكية الامبرياليه والصهيونيه العالميه حيث ان الشعب الفلسطيني للمثال يُذبح يوميا منذ عقود وحتى يومنا هذا ولا يحرك احد ساكنا لابل ان مُقرِر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية يتهم الامم المتحده بالانحياز لإسرائيل والصمت المبرمج على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني لابل يتهم مقرر الامم المتحده ايضا امريكا بالتغطيه على جرائم اسرائيل وتعطيل دور الامم المتحده!!... امريكا راعية السلام المزعوم والداعي لمؤتمر واشنطن تُزكي الجرائم الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني ومن ثم تتحدث للتسليه عن السلام ومشاريع السلام الذي حفي لسان كبير """ المفاوضين الفلسطينيين" بالحديث عنه وتسويقه من خلال لقاءات وهميه وتضليليه بين عباس امريكا واولمرت امريكا وعبدربه جنيف في الوقت الذي يُحاصَر فيه الشعب الفلسطيني ويُُجوع في الضفه والقطاع لابل يصمت العالم والعباسيون ومندوبيهم في لبنان على تدمير مخيم نهر البارد الفلسطيني بشكل تام!!... الدمار بايادي عربيه واسلحه امريكيه!!:: وسلامة تُسلم عقولكم ياعرب!!: هذا هو السلام الامريكي والاسرائيلي المعروض على الفلسطيني وهو : ملاحقة الفلسطيني اينما كان واينما تواجد من غزه ومرورا بالضفه والعراق وحتى نهر البارد في لبنان اللتي صمتت على تدميره هيئة الامم الامبرياليه وعرب الرده وفلسطينيي دايتون!! وهل يبرر وجود حفنه من مقاتلي " فتح الاسلام" تدمير نهر البارد بهذا الشكل الشامل والهمجي والاجرامي؟؟ وما الفرق بين الذي جرى في مخيم جنين عام 2002 ومخيم نهر البارد في عام 2007 ؟؟ ولماذا يٌقتل الفلسطينيون في حي البلديات في العراق في الوقت الذي تقع فيه قاعده عسكريه امريكيه على بعد امتار من هذا الحي؟... اسرائيل اولا وامريكا اولا وليس ثانيا هما من هدرا الدم والحق الفلسطيني, وادوات التنفيذ بالاضافه لاسرائيل وامريكا كانت وما زالت إماعربيه قذره او فلسطينيه خائنه!!
بطبيعة الحال فأن جهود "السلام" من وجهة نظر امريكية وصهيونية تتطلب أن تُكَذِب كأنسان عربي أو أيا كان ما هُو حاصِل من مجازر صهيونية يوميه بحق الشعب الفلسطيني وماجرى في نهر البارد والعراق وحصار غزه ,,, ويتطلَّب الامر ان تتبع النمط المقلوب و ان تَعتَبر هذا الدم الفلسطيني الأحمر مُجرَّد ماء او كذبة فلسطينية مَصبوغة باللون الاحمر. وهؤلاء الأطفال المُضرَّجون بالدم وأولئك البشر المُجزَّرون إربا وقِطعا مُجرد فيلم هوليوودي أمريكي عنيف ولا علاقة لَهُ بالواقع وبـ"الاجتهاد" الإسرائيلي والأميركي في جهود "السلام" التي تعيشها على جلدها غزه ونابلس وجنين وعامة ربوع الوطن والمهجر الفلسطيني. وكذلك يعِيشُها الفلسطينيون الذين تَتستقبلِهُم الحواجز العربيه والاسرائيليه با"لحلوى والترحِيب" وتتركهُم اشهر و ساعات طويلة يَتَمَتعون بـ"حُرية الانتظار" أو الاعتقال الطَوعي والزج بهُم في "المُنتزهات والغُرَف" المُكيَّفة التي أقامَتُها اسرائيل والانظمه العربيه لِعموم الشعب الفلسطيني في أطر سَعيها وجهودها المُضنيه من أجل "السلام"، ومن اجل أن نرى بالمقلوب ما جري ويجري في غزه والضفه بعيون صهيونية وامريكية... لابل نرى الفلسطيني عالقا على معبر رفح يموت ولا يشفع له نظام عربي عميل بالعبور حين تأمُره امريكا واسرائيل بزيادة عذاب الفلسطينيين ضمن "" جهودالسلام""" المزعوم والحرب على "الارهاب" بالمقلوب!!
بطبيعة الحال: عليك ان تًَصدِق او لا تصَدِق! وان تَكون عاقِلا اوغيرهذا!.. هذه هي تماما جهود "السلام" كما تَراها او لا تَراهَا في لقاءات اولمرت وعباس وتصريحات كبير المفاوضين الفلسطينيين[ من الافضل لو اسموه بمُختار المفاوضات او عراَب الوهم!!].. بطبيعة الحال يجب ان نُصدق ايضا: ان هذا الدهس والهَرِس الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني كان ومازال يُستَعمَّل فقط من أجل جهود "السلام" الاسرائيلية والامريكية وضمن إستراتيجية "استخدام القوة المُناسبة" و"حق الدفاع عن النفس"! التي منحها راعي "عملية السلام" لاسرائيل، بمعنى ما يجري في الاراضي الفلسطينية هُو ليس استخدام للقوة المُفرطة وليس هجوم وليس مذبحة ولا حصار ولا تجويع ولا منع الناس من الصلاه في المسجد الاقصى في شهر رمضان!,,, لا بل فقط "جهود سلام" امريكية واسرائيلية!!!!؟ وهذا هو قَدَّركُم على الأرض ياعرب!! او هذه بالفعل طِينَتَكُم ومِلَّتَكُم الصامتة التي أعادتكُم الى زمن الأصنام وعبادة ً صَمتَكُم وجَلادِيكُم!!.. هذا هو بالفعل الكذب والاستهتار الذي يمارسه كبير :"المفاوضين الفلسطينيين" وعرَّاب جنيف عندما يصرحون للصحافه بامكانية السلام وتشكيل لجان مشتركه مع اسرائيل ورفض التفاوض مع حماس في غزه كما يتمنى ويطالب ايهود اولمرت!!
من هنا لابد من القول ان الاحتلال والاستعمار الصهيوني الجاري في فلسطين منذ بداية القرن الماضي وحتى يومنا هذا قد اجرم بحق الشعب الفلسطيني تاريخيا وجغرافيا وسياسيا, وقام بارتكاب شتى انواع الجرائم بحق الانسان الفلسطيني بدءا بتشريد اكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه، ومرورا بارتكاب مئات المجازر بحقه، وحتى فرض الحصار وزرع الدمار وسياسة العقاب الجماعي كما هو جاري اليوم في مناطق الضفه والقطاع.. إلا انهُ في المُقابل، وخلافا لما خَططت له الصهيونية الاستيطانية والإحلالية لم يذب الشعب الفلسطيني في المهجر، ولم يُروض من بقي في الداخل، لا بل ان الشعب الفلسطيني خاض، ومازال يخوض، اطوَّل معركة وطنية، ونضال قادته الشعوب ضد الاحتلال والاستعمار، مع اخذ بالحسبان نوعية وشكل الاستيطان والاستعمار الاسرائيلي الذي يختلف عن انواع واشكال الاستعمار الكلاسيكي, بمعنى ان الاستعمار الصهيوني لم يَشأ استغلال فلسطين اقتصاديا واستراتيجيا فحسب، لا بل ايضا جاء لطرد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمحاولة ترويضه واحلال المُستعمرين الصهاينة جُغرافيا وديموغرافيا مكان الشعب الفلسطيني وعلى طول وعرض فلسطين التاريخية.... لم يتبقى من سلام عباس وكبير " المفاوضين" الفلسطينيين سوى امكانية ان ينضم الاثنان كأعضاء للكنيست الاسرائيلي حتى يمارسوا عملهم من البرلمان الاسرائيلي في القدس المحتله بدلا من زيارتها وترسيخ احتلالها باعتبار اسرائيل كون القدس عاصمتها الابديه...!!!
لم تستطِع الحركة الصهيونية لاسباب سياسية وظروف اقليمية وعالمية بِِإخلاء فلسطين التاريخية في عام 1948 وما بعد هذا من تاريخ من كامل الشعب الفلسطيني الذي ظَل يُمارس الكفاح والنضال بكل اشكاله اينما تواجد سواء في الوطن او المهجر والشتات, ورغم ان الشتات والمخيمات الفلسطينية عانت الويلات من اسرائيل ومن الدول العربية "المُضيفة" إلا أن المخيمات واللاجئين شكلوا تاريخيا اهم ركائز المقاومة الفلسطينية بكل اشكالها، وذلك بالرغم ما تعرضت له مخيمات اللاجئين من مآسي ومجازر على مدى عُقود كثيرة بعد النكبة الفلسطينية, وبالتالي شكل الصمود الفلسطيني في المهجر بالاضافة الى تواصله مع صمود االداخل لطمة تاريخية قوية للمشروع الصهيوني ومشاريع التوطين والترويض التي تحطمت على صخرة حفاظ الفلسطيني على هويته الوطنية والتاريخية والتمسك بحق العوده وحقوق الشعب الفلسطيني, الا انن الان امام حاله فلسطينيه شاذه تحاول تجزئة المجزء وتفتيت المفتت من خلال التهويل وعزل غزه عن الضفه بالاضافه الى عزل كامل القضايا الفلسطينيه المترابطه الى حد لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعب الفلسطيني!!.. الذين يفاوضون في القدس ويلتقون بالاسرائيليون هناك يستهترون استهتارا صارخا بمكانة القدس كمدينه محتله ويسعون سواء شاءؤوا او لم يشاءوا الى ترسيخ مكانة القدس كعاصمة دولة اسراويل!!... هؤلاء يساهمون في فرض سيطرة اسرائيل على الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني وهي السيطره التي بدأتها الصهيونيه الامريكيه والاسرائيليهً بالتطهيرالعرقي وطرد الشعب الفلسطيني، ومرورا بفرض الاستيطان والوقائع على الارض، وحتى طرح التصورات والمؤتمرات الوهميه لحل القضية الفلسطينية في أطر ومُساندة قوى إقليميه وعالميه مُتامرة ومُتكالبه على قضية الشعب الفلسطيني ومُنحازه لصالح المشروع الصهيوني الهادف على كل الاحوال ضرب المشروع الوطني وتشوية صورة الحق والنضال الفلسطيني المشروع.
لم يتعرض المشروع الوطني والحق الفلسطيني الى تَشويه وتزييف تاريخي وسياسي من قبل اسرائيل المُحتلة والمُستعمرة للأرض الفلسطينيه فقط, لا بل الانكى ان اياد عربية و فلسطينية تَّّدعِي القيادة والشرعية الفلسطينية قد إمتدت وساهمت بشكل مُباشر وغير مُباشر في قلب الحقائق وتزييف التاريخ والتعاريف بتعريفها للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني مما يتناسب مع مصالح الصهيونية الاسرائيلية والعربية والعالمية والصهيونية الفلسطينية الناشئة بين لحم وعظم الشعب الفلسطيني , وبالتالي ومن المؤكد ان "المشروع الوطني ومشروع السلطة الفلسطينية" شيء والمشروع الوطني الفلسطيني الحقيقي والتاريخي شيء آخر وفحوى أُخرى تختلف تماما عن مشروع "وطني" مُهَجَّن ومُزَيّف طرحته وتطرحهُ ثُلَّه من الفاسدين المُرتبطين بنظام عربي عميل وخائن يتنكر لكل ماهو حق عربي وفلسطيني من جهة ومُوالي لكل ماهو امريكي واسرائيلي من طروحات هادفه لقضم وتقزيم قضية الشعب الفلسطيني من جهة ثانية.... ايهما افضل واشرف ان يتفاوض عباس مع حماس ؟؟ ام ان يتفاوض عباس مع اسرائيل اللتي لا تخفي فرحتها وسرورها بماجرى في غزه ورام الله ووتتمادى في ظلم وتعذيب الشعب الفلسطيني !!
قد يدّعِي البعض القاصر وطنيا وتاريخيا ب" واقِعية" او "براغماتية" مايُطرَح على الشعب الفلسطيني من حلول ومن تَزييف تاريخي انتهازي ووقح, وقد يظن البعض المُّضلل ان تعريف الفلسطيني والشعب والمشروع الوطني الفلسطيني اصبح حِكرا على اصحاب" مناصب" مُنصَبَّه او نَصَبَّت ذاتها في أطر جغرافي وديموغرافي وسياسي محدود يعيش فيه جُزء قليل من الشعب الفلسطيني على جُزيئات جُغرافيه مُجزَّأة تتحكم بوجودها وحُريتها دبابات الاحتلال الاسرائيلي وتُؤثر فيها سياسة ونهج فلسطيني حليف لنظام عربي كانت وما زالت دوما قِبلته الاولى واشنطن وقبلتهُ الثانيه تل ابيب والسؤال المطروح هو: ماهو الفرق بين المشروع الوطني الفلسطيني وبين مشروع "وطني" تجاري ومُنحَرِف تاريخيا ومَوبوء بأفة الفساد والعجز السياسي والتبعيه والانبطاحيه؟
الجواب على هذا السؤال يبدا بالقول ان الشعوب هُزِمَت و تُهزَم في كثير من الاحيان فقط من داخلها وليست من قِبَل أعداءها, بمعنى ان التاريخ يُعلمنا أن المُستَعمِر راهن دوما على خَلق قوى داخليه من الشعوب المُستَعمَرَه حليفه لَهُ او قريبه من سياساته وطروحاته السياسه وذلك من خلال الاغراءات والامتيازات الاجتماعيه والاقتصاديه اللتي يُقدمها المُستَعمِر لشريحة او افراد داخل المُجتمع الواقع تحت الاحتلال والاستعمار من جهه والعمل على ابراز واهمية الدور القيادي لهذه الشريحه داخل الشعب والمُجتمَع المُستهدَف من جهه ثانيه وبالتالي تَبرُز هُنا ظاهِرة العَمَالَه الموضوعيه وعلاقة التبعيه الاقتصاديه بين شريحه من الشعب المُستعمَّر والمُستعمِر مُهمتها [اي الشريحه] الترويج لِحلول وطروحات القوه المُستَعمِره او العمل على ترويج التضليل الاعلامي حول الحقوق الوطنيه والشرعيه بِما يتناسب مع مصالح وارتباطات هذه الشريحه[ بالمناسبه: في تاريخ الاستعمار كان دوما وُجود اوخَلق لهذه الشريحه!] مع المُستعمِر وحُلفاءه الاقليميين والعالمييين.... وللمثال لا للحصر نجح الاستعمار الفرنسي في فتره ما في الجزائر ليس في تَجنيد العُملاء الإسمِيين فقط لابل نجح في خلق شريحة قِياديه من العُملاء الموضوعيين الجزائرين الذين كانوا يُناصرون الحلول الجُزئيه للقضية الجزائرية التي تَضمَن في النهاية دوام تواجد وسلطة الاستعمار الفرنسي في الجزائر!! وما يجري في العراق وامريكا وعملاءها لخير دليل على نهج الاستعمار والاستكبار نحو الشعوب المُحتله!!
هُنالك بالتأكيد إختلاف بين شكل الاستعمار الفرنسي البائد في الجزائر وماجرى ويجري من استعمارواستكبار صهيوني في فلسطين وذلك بالرغم من ان الاستعمار الجزائري كان ايضا جُزئيا استعمار استيطاني كم هو حال الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي, ولكن الفرق هو ان الاستعمار الفرنسي لم يطرد اكثرية الجزائريين من بلادهم كما فعل الاستعمار الصهيوني الاستيطاني والإحلالي اللذي طَرد وهَجَرَّ قَسريا اكثرية الشعب الفلسطيني واستولى عمليا وسياسيا على كامل الوطن الفلسطيني , والفرق الاخر بالتاكيد الاختلاف في الظروف التاريخيه والسياسيه لِكلتا الحالتين الجزائريه والفلسطينيه, وبالتالي ما نُريد التأكيد عليه هُنا ان المشروع الوطني الجزائري انتصر في النهايه لأنهُ خَيار وإختيار شعب وقياده بينما المشروع الوطني الفلسطيني الحقيقي قَد غُيَّبَ وتعرض لاشنع انواع التَزيييف والتشويه رغم البسالة والصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني[ تعرض وما زال الفلسطينيون وطنا ومهجرا ومُخيما الى ابشع المجازر واشكال العدوان, ولكنهم لم يَحيدوا عن اهدافَهُم الوطنيه],. والمُفارقه هُنا بالتأكيد لاتكمُن في موقف اسرائيل وامريكا والامم المُتحده من المشروع الوطني الفلسطيني لابَل في موقف تلك الثُلَّه الفلسطينيه المَجلوبَه على ظهر "اوسلو" ومُشتقاتُها, وقامت بتقطيع اوصال التاريخ الوطني للشعب الفلسطيني وأصاغَت تَعاريف خاصه بها وباسرائيل حول مفهوم الوطن الفلسطيني والارض الفلسطينيه والشعب الفلسطيني الى حَد يَجعَل الكثير من الفلسطينيين لابل الملايين خارج عن تَعريفة " من هُو الفلسطيني والارض الفلسطينيه" اللذي اصاغتها أيادي صهيونيه وامريكيه وأخرجتها الى حيز التنفيذ والاعلام ايادي واقلام وافواه فلسطينيه لطالما تحدثت كذبا وتضليلا عن "المشروع الوطني الفلسطيني" ,بينما الحقيقه أن هذا المشروع الخاص بثُله تُقَلِد نفسها مَقاليد"القياده" كان ومازال مشروعا اقتصاديا ومَصلَحِيا يُمثل ويعبر عن نهج فاسد ومشروع فاسد وفاشل لِثُلّه فاسده سياسيا وتاريخيا واقتصاديا ولا يوجد لهذه الثله صِله بالمشروع الوطني الحقيقي للشعب الفلسطيني لابل على العكس فقد اصبح هؤلاء جُزء من الحِِمِِل المُلقى على ظهر جَمَل المَحامِل وهو الشعب الفلسطيني الذي كُتِب عليه قَدر المُواجهَه والعيش بين مطرقة الاستعمار الصهيوني وسندان الفساد الداخلي مع الاخذ بالحسبان ان الفساد الفلسطيني هو ظاهره مُستورده ودخيله دخلت من الخارج مع نظام كان بالاصل فاسدا ومازال وسيبقى فاسدا.....من تعلم الفساد ومارسَهُ لن يكون في يوم من الايام لامُصلِحا ولا صالحا ولن يُعبر عن مشروع وطني ولن يُدافِع عن مصالح وطنيه لابل ان هؤلاء الفاسدين يُهولون الامور ويُحاولون بشتى الطرق تشديد الحصار والخناق على غزه بحجة انقلاب حماس على الشرعيه الفلسطينيه!!!...هل انتخب الشعب الفلسطيني عباس او حتى حماس؟ حتى يكون هذا او ذاك شرعي او مرجعيه لمشروع وطني؟!!
من وجهة نظرنا االمتواضعه لا تَملُك السلطة الفلسطينية أيَ مُقومات سياسية واخلاقية لقيادة مشروع وطني فلسطيني كانت هي نَفسُها بالاصل جُزء من تَشويه هذا المشروع تاريخيا وجغرافيا وسياسيا ناهيك عن كونَها اصبحت موضوعيا عُكاز من عكاكيز الاحتلال والفساد الاداري والسياسي في أنٍ واحد وفي المُقابل تَبدو المُعارضه الفلسطينيه بكل أطيافها عدميه وعاجزه عن طرح برنامج ترميمي وطني وفي اكثر الاحيان تدور في مدوَّر حول ردود الفعل وسياسة التَرقِيع دون ان يكون لها برنامج ومشروع وطني يَضحَد تَعاليل وحُجج نهج الفساد والعجز الفلسطيني من جهه ويقف لمشاريع امريكا واسرائيل بالمرصاد من جهه ثانيه !!
من المؤكد ان المشروع الوطني الفلسطيني يملك نَبع وصحن تاريخي غير قابل للجفاف وللنضب, والشعب الفلسطيني ورغم مُعاناته الشديده من الاحتلال والفساد فيه من العزم والاصرار والغَيَّاره من ابناءه وبناته من هُم أكثر كفاءة وقدرة على تَزويد الفانوس بزيت جديد حتى يُضيء هذا النفق وهذه الطريق الذي يُحاول سَدُها الاحتلال والفساد والعدميه السياسيه, والشعب الفلسطيني على كل الاحوال شعبا مُعَرَّف تاريخيا وله هويه وطنيه واضحة المعالم والجغرافيا والديموغرافيا واللغه اللتي تُشكل جميعها مُقومات الدوله والوطن,.. مُقومات قائمه وحاضره كل الحضور في الوجدان والذاكرة والواقع الفلسطيني... الغائب والمُغيب هُو مشروع وطني فلسطيني غير هذا القائم والمُهجَّن تاريخيا والفاسد سياسيا بكل مقوماته ورموزه, والمشروع الوطني الاصيل هو الذي يجب ان يتبناه ويقوده الشعب الفلسطيني وليست تُجار المناصب وعرَّابي سلام الوهم الذين وضعوا النضال الفلسطيني في مؤتمر الشيخ عام 1996 في اطار " الارهاب" كما اعتبرته وتعتبره اسرائيل وامريكا دوما.... منذ ذلك الحين صار الارهاب الاسرائيلي " دفاعا عن النفس" والنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي صار "ارهابا",, بمعنى واضح: منذ اوسلو عام 1993 وشرم الشيخ 1996 دخل المشروع الوطني الفلسطيني مرحلة التشويه والتقزيم والتفصيل المفصل على مقاس امريكا واسرائيل ومصالح الثله الفلسطينيه الفاسده ومن ضمنها ثلة كبير المفاوضين! الشاطر وهؤلاء الذين يحرضون على غزه هاشم زورا وبهتانا تحت حجة الانقلاب على الشرعيه ومحاربة الارهاب والسلام المزعوم!!
الشعب الفلسطيني هو الضحية الاولى للارهاب الامريكي والصهيوني وليس مصدرا للارهاب والذين يريدون محاربة الارهاب واقامة السلام عليهُم ان يعترفوا بكون امريكا واسرائيل مصدر الارهاب الاول والعائق الاول امام كل اشكال السلام في فلسطين والعالم العربي,, نحن في فلسطين لم نذهب ونحتل واشنطن ولم نرهب احدا!!... الارهاب جاءنا الى عتبة الدار والديار مع سبق الاصرار على ذبحنا وطردنا من وطننا.. نحن ايضا لم نكن طرفا في الحرب العالميه الثانيه حتى ندفع ثمن نتائجها وجرائم الغرب بحق مواطنيه!! ونحن لم نخول بلفور عام 1914 حتى يوعد الصهيونيه ويمنحها الوطن الفلسطيني... ونحن لم نوافق ولم نخول ايضا في هيئة الامم الامبرياليه المتحده بتقسيم فلسطين عام 1948 ... ولم نوافق حتى يومنا هذا على قيام اسرائيل وتدمير الوطن الفلسطيني,,,, ولكن الشعب الفلسطيني ايضا الذي يربو عدده اليوم على عشرة ملايين نسمه لم يوافق ايضا على اوسلو و لم يخول لا حماس ولاعباس وعبدربه وكبير المفاوضين بالتفاوض باسمه!!! .. جهود السلام والحرب على "الارهاب" هي بُدعه امريكيه تستهدف النضال والمشروع الوطني الفلسطيني من جهه وتهدف الى ترسيخ المشروع الصهيوني من جهه ثانيه.!!!!... يقول المثل العربي: "إذا لم تستحِ فأفعَّل ما شئت!" ويقول المثل البدوي "كُل شَاة مُعَلَّقَّة من عَرقُوبها". ويبدو أن المثل الاول ينطبق على امريك واسرائيلا، والثاني على العرب والفلسطينيين الذين تُعَلِقَهُم امريكا من عراقيبَهُم في مسلَخ مُحاربة "الارهاب" كعِرق واصِل يجب ذبحه وسلخه والحيلولة دون تكاثره وتوالِده وتَفريخِه لـ"الارهاب" الذي بات يُزعِج الاحتلالين الامريكي والاسرائيلي. والارهاب الحقيقي الذي يَحق لَه ما لايَحِق لغيره، وهُو إرهاب مُزخرف بـ"الحرية والديموقراطية" وبجهود السلام وبموجبه تحول العرب ُ قسرا الى "ارهابيين" يُذبحون في عُقر دارهُم في وضَح النهار ناهيك عن أن حق الدفاع عن النفس وعن البيت والوطن لا "يَحِق" للعرب وحتى لو حَمَلوا عصا ضد دبابة اسرائيلية في نابلس او أميركية في الفالوجة او بغداد في العراق... فهذا قََطٍعا "ارهاب" عربي! وليس "دفاعاً عن النفس" كما تَفعل اسرائيل في نابلس وغزه وكامل الوطن الفلسطيني!!.....في زمن غير المَعقول وما يجري من فرض قسري سافر لِعادية و"شرعية" حرب بوش على "الارهاب" والترويج لِدعاية "جهود السلام الامريكيه"، لا بُد من التأكيد على حقيقة ان الأمرين وجهان لِعملة واحدة من عدوان امريكي اسرائيلي على العرب. ولكن من المؤسف ان يَصِل العرب واعلامَهُم الرسمي الى هذا الحَضيض السياسي والانهيار الحضاري والاخلاقي.. ومن المؤسف القول ان جريمة الجرائم وشنيعة الشنائع هو الصمت العربي الجماهيري على ماهو جاري في فلسطين والعراق!!
واخيرا وليس اخرا يبدو جليا ومن المؤكد ان الاحتلال والفساد كانا ومازالا العدو الاول للمشروع الوطني الفلسطيني, ولكن وفي ظِل الوضع الفلسطيني الراهن وهذا التشرذم الجاري بين غزه ورام الله لا بُد من التأكيد على أن أي نظام سياسي فاسد لا يمكنه ان يُمثل او يُدافع عن مشروع وطني او مصالح وطنيه ومن المؤسف القول ان الشعب الفلسطيني بِاشد الحاجه اليوم اولا الى مشروع وطني واضح المعالم وخارج عن نطاق اوسلو ومُشتقاتها من فاسدين وعاجزين, وبالتالي اصبحت مُهمة اصلاح وترميم المشروع الوطني الفلسطيني مُهِمة مُلِحة حتى يتمكن الشعب الفلسطيني مُستقبلا من دَحر الاحتلال مع التأكيد على ان الفساد والانبطاح الفلسطيني الداخلي يُمَثِل الوجه الأخر للإحتلال الاسرائيلي!!. حان الوقت لاختيار واستعمال مصطلح كبير المناضلين والمدافعين عن المشروع الوطني الفلسطيني,, بدلا من الترويج لوهم "" كبير المفاوضين" الفلسطينيين في اطار اوسلو وفاسديها!!

الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه.