أحدث الأخبار
الأحد 05 أيار/مايو 2024
نكبة العقل العربي واستراتيجية المَدْوَّر والقَفِل!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 5.5.07

حلت الاسبوع الماضي الذكرى التاسعه والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني واحتلال الارض الفلسطينيه وإقامة اسرائيل الاحلاليه والاحتلاليه على ارض ووطن الشعب الفلسطيني, ومنذ ذلك الحين عاد وأُعيد التاريخ نفسه في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني واكذوبة استقلال اسرائيل التي توحي وكأن اسرائيل هذه وشعبها المزعوم كان موجود وصاحب حق في فلسطين منذ عقود[ اسطورة واكذوبة الالفين عام] واستقلت عن احتلال او اعلنت استقلالها بشكل طبيعي دون إجرام بحق الاخرين, وتقودنا الى مقولة اكذب واكذب حتى يُصدقك الناس ضبطا كما روجت الصهيونيه بعد مؤتمر بازل 1896 لمقولة"ارض بلاشعب لشعب بلا ارض" اللتي ما زالت تعشعش في عقل الصهيونيه الاستيطانيه والاحلاليه واللتي ما زالت بدورها تمارس الاحلال والاحتلال على عرض وطول الوطن الفلسطيني!! ولو افترضنا هزَلا بكون ارض فلسطين كانت بلا شعب كما زعم الزاعمون والواهمون لتساءلنا مجازا وسخرية ان كانت القدس والناصره وعكا وحيفا ويافا وصفد والرمله والمنشيه واللجون وصفوريه ومئات القرى والمدن الفلسطينيه موجوده ومأهوله بالفلسطينيين قبل عام 1948 والاستقلال المزعوم الذي حول مدننا وقرانا الفلسطينيه العريقه الى اطلال وخراب واطلق عليها قسرا اسم مختلطه في ظل نظرية الاحلال والتفكيك والتركيب من جديد لابل المحو المبرمج الذي طال حتى مقابر وعظام الاموات من الفلسطينيين!!
والحقيقه انني كنت ارى واشاهد على التلفزه والمنابر الاعلاميه مسيرة العوده الى اللجون المهجره وتساءلت ساخرا من اين اتى هؤلاء الشباب الموشحون بالعلم الفلسطيني والسائرون الى اللجون؟؟.. هؤلاء هم الجيل الرابع ما بعد النكبه وهؤلاء من سلالة الملايين من الفلسطينيين اللتي شردتهُّم اسرائيل والامبرياليه الغربيه اللتي روجت كذبا وظلما لمقولة الارض المشاع ودعمت وما زالت تدعم الاحتلال والاحلال الاسرائيلي الذي يُمارس يوميا على الارض الفلسطينيه والشعب الفلسطيني منذ اكثر من قرن!! هؤلاء هم انفسهم الفلسطينيون من لم تراهم الصهيونيه ولم تعترف بوجودهم منذ ما قبل عام 1948 وحتى يومنا هذا!! هؤلاء هم الذين يقفون اليوم وحدهم وسط معركة الوجود بعد ان ا انتكب ونُكَب العقل العربي في زمن المبادرات التفريطيه والسقوط العربي اللذي وصل الى حد يُرسل فيه العرب الصهاينه رسائل تهنئه بمناسبة استقلال اسرائيل!!؟؟...يا عيب الشوم::: الى هذ الحد من الانحدار الاخلاقي وصل العرب وحكامهُم!!.. وأكثر:: حاكم الاردن يُصرح بان اعداء اسرائيل هم اعداءه وحق العوده غير واقعي,,,!! انضمام يبدو للوهله الاولى مجاني, ولكنه مدفوع بالدولار الامريكي!!!....حاكم مصر ومفتي الغزو والاحتلال يستقبلا رئيس حكومة عراق امريكا المالكي وكأن شئ لم يحدث في العراق المذبوح من الوريد الى الوريد لابل مشنوق على اعمدة الخيانه العربيه ونكبه العقل العربي!!!؟؟
لقد فشلت الامه العربيه فشلا ذريعا في تَحقيق الحَد الادنى من التضامن الفَعَّال او التاثير في مَجرى الاحداث في فلسطين او العراق او حتى الحد الادنى من التأثير على قرارات الانظمه العربيه الخائنه والمشاركه في جميع اشكال العدوان الامريكي على الشعوب والاوطان العربيه , والحقيقه ان هذا الفشل الرهيب والمُشين يُوضِح مدى الترابط بين ظُلم ودكتاتورية الجلاد العربي وبين الأفاق الضيِقه للوعي الجماهيري العربي اللذي دأب حُكام الرذيله والمهانه على تَحديده وإغتياِلِه موضوعيا وإدخال الشعوب في غيبوبة سياسيه وتَغييبَهُم عن ماهو جاري من احتلال وظلم ومجازر واستبداد واحتلال يصول ويجول في العالم العربي من جهه وصمت هذه الجماهير المنكوبه وطنيا وسياسيا على حُكام مأجورين يفرشون الفراش ألأحمر لاعتى الغُزاة والمجرمين بحق الشعوب العربيه من جهه ثانيه وبالتالي يبدو ان الجلاد ضَحَّى بالضحيه ونحَر أمه كامله على مذبح الوطن العربي من اجل الكُرسي وارضاءا لحليف مُجرم إستباح ويستبيح الوطن والدم العربي ليلا نهارا ويَلُغ في الدم العربي وكأنَّه يشرب نخب كأسه بهذه الهمجيه الساديه الجاريه في العراق ودم العرب المهدور والمسكوب ليس من المحيط الى الخليج فقط لابل ايضا على عرض وطول هذا العالم!!... ايتام الدنيا!!!!!!
هنا لابد من القول ان الهزيمه والهزائم وردت ووارده في تاريخ الشعوب , ولكن ان تصبح الهزيمه تراكُمِيه ونَمطيه بهذا الشكل وهذا الواقع العربي دون ان تُخترٌق او تُخدَّش فهذه مصيبة المصائب وكارثة الكوارث ونكبة النكبات, وهذا مايعني أن الضحيه تنتظر دورها لِتقود عُنقها بذاتها الى مقصلة الجلاد الداخلي والخارجي من منطلق قناعه مُشوهه وخَنوعه وهي التسليم بثقافة وابعاد ومقومات الهزيمه كقدر مَكتوب ومَحسُوم في ظِل قناعه بقدر الهزيمه وولادة وعيش العربي تحت مطرقة حاكم مُجرم وسندان مُحتَّل غاشِم لايعنيه ولايهمِه سوى احتلال الارض ونهب ثرواتها ولا يرى في الانسان العربي سوى كائن غريب عاش ووُجد بالصدفه على ارض لايملكها ولا يملك السلطه فيها ولا يملك حتى حق العيش بِحُريه دون ان يَسوطه الوالي المحَلي ودون سلطة " المُستعمِر" المُخرِب اللذي يعتبر العرب الوافدين الى العراق أجانب بينما هو ذلك الامريكي المُجرم والفاشي والمُحتَل وطوابير من المرتزقه الاجانب اصبحوا مَحلِيين واصحاب حق في الوطن العراقي والوطن العربي ككل .!!! ... وعي منكوب الى حدود بلا حدود وبدون صادِد او مردود!!!
لم يأتي هذا الاجرام الامريكي بحق الشعوب العربيه من فراغ لابَل هو نتيجه حتميه لتراكُم الهزائم العربيه وتراكُم الخنوع والنكبه العقليه على مَدى عقود وهو اللذي سَمَح واتاح الفرصه للنظام الامريكي بذبح وتشريد الملايين من العراقيين قبل وبعد احتلال العراق ومازال يذبح ويجرح المِئات والالاف حتى يومنا هذا , ولكن هذا الذبح كان لهُ ارضيه وإسباقيه فِعليه إقتدى بها الامريكان كمثال على سلبية الموقف العربي ورُخص الدم على أهلِه وهي ارضية واقِعه يوميا في فلسطين منذ عقود ولم يُحرك العرب ساكِنا لابل سَمحت الشعوب العربيه لِحُكامها أن تُحاصر فلسطين والعراق وتُشارك على قدم وساق في ترسيخ احتلال فلسطين واحتلال االعراق اللذي يعرف الداني والقاسي أنَّهُ مُحتَّل وجريح بوقت كثير قبل انعقاد قمة الحكام في الرياض,,,,, بينما يتلعثَم الغراب عمرو موسى عندما يزل لسانه عن ماهو مُحدد لَه بكلمة الاحتلال ويعود فورا الى قوات التحالف او عندما يُروج الاعلام العربي الساقط الى " اعمال العنف في العراق او فلسطين" ويُنكِر على العراقيين والفلسطينيين حتى وطنيتهُم وحقهُم في الوطنيه ومقاومة الاحتلال!!
ليس هذا فقط لابل يختبئ ما يُسمى برئيس أكبر دوله عربيه في ألأزمات وبعد ان ساعد و يُساعِد في حصار الشغب الفلسطييني و تَمرير الاحتلال الامريكي للعراق, يعود البهلوان بعد ذلك للظهور والحديث لوسائل الاعلام عن الواقع والواقعيه وواقع الاحتلال الامريكي ومُشتقاته من عُملاء ومُرتزقه مُنصبَّه ك"حكومه عراقيه" لِيدعُو رئيس مصر وبِاوامر امريكيه بضرورة دَعمِها [الحكومه المُرتزقه في العراق] وهو [اي الرئيس المصري] يعرف تماما أنَّهُ يدعُو عَمَلِيا وفِعليا لدعم وترسيخ الاحتلال الامريكي والايراني في العراق وذلك بعد ان شارك من قبل مع حُكام السعوديه ومشايخ الخليج في دعم امريكا في غزوها واحتلالها للعراق!!
لا يتوقف الامر عند ربط الشعوب العربيه انظمة الحُكم العربيه بِالمَدْوَر[ المَدور: مربَّط الخَيل ويُثبت بحلقه حديديه تدور حولها وفي مساحه ضّيِقه الخيول المربوطَه] الامريكي لابل يتعدى هذا الى إقفال القفِل على واقِع ومصير الشعوب العربيه بقسوه وبشدة الحديد والنار حتى لا يتمَكَّنوا من إيجاد مفتاح لقفل مُقَفَّل تحرسُه الرجعيه العربيه العميله بينما امريكا تتحَكَّم بالمدوَّر والمِفتاح من خلال شنها الحرب بكل اشكالها على الامه العربيه والوطن العر بي في عملية إستنزاف مُبرمجه سواء على المستوى العسكري او السياسي او الاقتصادي وحتى الهويه الوطنيه والحضاريه االعربيه اصبحت هَدَفا من أهداف الحرب الامريكيه على العرب.
لم يقتصر الامر كما هو جاري في العراق على الاحتلال العسكري وزرع الدمار لا بل ألأهَم ان الاحتلال صار وكيل شركة العراق ووصِي على الوطن العربي و العراق بشكل خاص ويَقوم بناء حيطان وجدران عازلهو بِتشغِيل شركات مُرتزقه تضم عشرات الالاف من المرتزقَّه مُهمتها مُساندة الجيش الامريكي في قَمِع الشعب العراقي اللذي كما يبدو أنَّهُ اصبح جُزء من مايُسميه الامريكان ب" الاجانب في العراق" بينما طوابير المُرتزقه التابعه للجيش الامريكي وهذا الجيش الغازِي اصبح صاحب الحق والقرار لابل نزع هوية العر اق العربيه هي الهدف الرئيسي للغزو الامريكي !! نَخشى مانَخشاه أن يتحوَل جَلب المُرتزقه بهدف القمع والاحتلال الى اسلوب استعماري امريكي جديد يُمارِسهُ الامريكان في العالم العربي رغم انَّهُم يحتكرون موضوعيا جميع الجيوش العربيه كَمُرتزقه صامته وسلبيه في موقفها من مايجري في العالم العربي!
من المؤكد ان أزمة الشعوب العربيه تأخذ اشكال كثيره ومُتعدده ولكنها أزمات مُبرمجه سياسيا وتهدف الى ارباك العرب وزرع البلبله والشك حتى في البديهيات بهدف وَضِع العرب في وضعية الضغط المُتواصل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وتَعميق أزمة الوعي والجهل حتى يتسنى للمشروع الامريكي وحُلفاءه من شبه العرب تَثبيِت الاحتلال الامريكي بكل اشكاله كواقِع مفروض يُروج لَهُ الاعلام العربي المأجور في أطُر الحديث عن "الواقِعيه السياسيه" كما يفعَل إعلام حاكم مصر وشبكة إعلام مشايخ وممالك الخليج وبالتالي ماهو جاري ومقصود هُو فرض الغُربه القسريه على العرب في عقر دارهُم واوطانَهُم وتَحويلَهُم موضوعيا وعمليا الى غُرباء وأجانب في وطنهُم اللذي تتحكم امريكا بِمدوره السياسي ومفتاح قفل وطن اصبح بِمثابة سجن كبير ومقبره للوعي والحُريه العربيه الى درجه أن يصبح الوطن العربي والعرب بِمثابة شركه وسُلعه يُتاجر بِها الامريكان وحُلفاءهُم من وكلاء عرب !! والسؤال المطروح: متى سيقتلِع العرب المَدوّر الامريكي من عُمق الوطن العربي ؟؟ وهل سَيَجِد العرب مِفتاح قفل أزمتهُم التاريخيه والسياسيه؟؟ وهَل يُعقَّل ان يُسَلم العرب رَسَنَهُم السياسي ويدفنون راسهُم في التراب الى الأبد؟ ومن سيُخرج العقل العربي من نكبته الابديه ويُحرر العرب من براثين استراتيجية المدور والقفل!!!؟