أقيم في العاصمة الأردنية عمان مساء يوم الخميس الموافق الحادي والعشرون من شهر أيلول العرض الاول لفيلم طريق بلفور في سينما الرينبو بحضور جماهيري كبير فاق ٣٠٠ شخص من كل الأعمار والمستويات بمناسبة المئوية الأولى لتصريح بلفور.
مخرج الفيلم هو "أنس الكرمي" الذي ربط عناصر الصورة والمشهد المعاصر بأحداث واسقاطات مأخوذة من التاريخ الفلسطيني. والممثلين في الفيلم هم بريطانيين "توم كولستون"، الممثل الذي لعب دور السيد جونز، الذي صرح بلقاءات صحفية سابقة عن سعادته واعتزازه بالدور الذي لعبه، موضحاً أنه اكتسب فهماً أعمق للمسار التاريخي الذي صنعه وعد بلفور، أيضا "تشارلوت ستانتون"، "جون بارثرم" إلى جانب الطفلين "هنري ليل" و"كلوي زيلكن".
وكان مركز العودة الفلسطيني قد أنتج فيلمه القصير "طريق بلفور" بهدف زيادة الوعي لدى الجمهور البريطاني بالآثار الكارثية لوعد بلفور على الشعب الفلسطيني، ضمن مساعيه لدفع الحكومة البريطانية إلى إصدار اعتذار رسمي عن الوعد، ووقف كافة مراسم الاحتفال بذكراه المئوية. ويجسد الفيلم درامياً قضية وعد بلفور الذي منحه وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" لصالح إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتدور أحداثه حول قصة عائلة بريطانية تقوم الحكومة بطردها من منزلها بالقوة بهدف إيواء عائلة آخرى مشردة، حيث تجبر عائلة "جونز" على العيش في الحديقة الخلفية لمنزلها الذي تملكه ضمن كوخ ضيق ومحاصر وتحرم من الطعام والدواء بينما تتمتع أسرة "سميث" الدخيلة بكامل المنزل ومحتوياته وتحت حراسة جنود مدججين بالسلاح، وتتزايد الاعتداءات على العائلة المالكة لسلبهم مزيداً من حقوقهم.
على هامش عرض الفيلم تم عقد جلسة حوارية بإدارة الإعلامية روان ضامن وضيوف النقاش كل من "د. أنيس قاسم" الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، وهو محامٍ بالممارسة منذ العام 1973. له عدة مؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية. بالإضافة للدكتور والمؤرخ "على محافظة". الدكتور ﻋلي محافظة أستاذ شرف في الجامعة الأردنية حصل على عدة أوسمة محلية وعالمية ولديه العديد من المؤلفات.
افتتح العرض بمقدمة من عريفة المناسبة الإعلامية روان الضامن التي لخصت تاريخ نشأة الحركة الصهيونية التي أدت الى تصريح بلفور. ومن ثم تم عرض الفيلم والذي بسط بمضمونه نشأة الإستعمار الصهيوني الذي أدى إلى وعد بلفور من خلال فكرة فيلم بسيطة جسدت واقع أليم يدركها كافة الأعمار والمستويات الفكرية والثقافية.
بعد عرض الفيلم تم إدارة نقاش على عدة محاور وكان المحور الأول من نصيب الدكتور على محافظة الذي ناقش قصة بلفور وفهم خلفياته منذ القرن التاسع عشر أي منذ بداية الحركة الصهيونية ١٨٩٧. تحدث عن فكرة الهجرة لفلسطين كغطاء ديني ثم تحولت لأهداف استمرارية. ناقش يإسهاب وعرض تاريخي مميز فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين كانت أروربية أمريكية للتخلص من اليهود في أوروبا بإيجاد وطن بديل لهم في فلسطين. المحور الآخر للنقاش مع الدكتور أنيس قاسم كان من الزاوية القانونية لتصريح بلفور وأثره على سير القضية الفلسطينية إلى الآن. تحدث عن كيف تحولت فلسطين الى وطن قومي لليهود. لا قيمة لوعد أو تصريح بلفور وقيمته تكمن باستطاعة الحركة الصهيونية تحويل نص رسالة بلفور إلى دولة لا شرعية ولا قانونية إنما استعمارية لليهود. تحدث عن كيفية إدخال وعد بلفور إلى صك الإنتداب وكيف جزأت فلسطين إلى ثلاثة أقسام لليهود،العرب،وتحويل الأماكن المقدسة تحت إدارة مستقلة. تحدث عن كيف جندت بريطانيا ٢٠٠٠٠ جندي بريطاني لقمع الثورة الفلسطينية. أضاف كيف أدى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين الى تشتت شعب فلسطين. أضاء الى أن الفكرة الصهيونية تتناقض مع أي شيء غير يهودي. لخص اتفاقيات السلام مع إسرائيل هدفها تحويل الشعب الفلسطيني إلى حارس للإحتلال.
إنتهى النقاش بعرض باور بوينت لروان الضامن لخصت فيه طرق التفاعل الرقمي والتكنولوجي في خلط الاوراق لصالح القضية الفلسطينية لكسب الدعم والتأييد العالمي. عرض الفيلم تم بالتعاون مع مركز راجع للعمل الوطني ومركز العودة في لندن.