نفهم لنفعل!!
بقلم : مها صالح ... 01.08.2017 في داخل كل إنسان خلايا نائمة وخلايا نشطة, لكن في هذا التوصيف لن آخذ المعنى الطبي لهذه المسميات وإنما الوصف الإيجابي والسلبي.وسآخذ على عاتقي الإيجابية والموضوعية في الطرح. نكون أو لا نكون, إضافة أو نحصى عددا كأي كائن بالحياة. نحفز ما بداخلنا أو نثبطه تبعا للمكان أو الأشخاص. تساؤلات لا تنم عن فلسلفة الحياة لكن حقنا بفهم عميق لدواخلنا التي تجعلنا مؤهلين لمجابهة الحياة بطاقة لن تخذلنا وإن استراحت إستراحة المحارب.
الخلايا النشطة هي المحفزات لأداء وظيفة أو دور معين في شتى المجالات بصورة تليق بالمنصب والمكان الذي يتواجد فيهما الشخص, أو الإبداع في منحى آخر قد يكون في الفن بأنواعه الأدب,الشعر,الوظائف العملية, أو الصحافة. ففاعلية هذه الخلايا التي تفرز في داخلها هرمون يدعو إلى المثابرة وإحباط أى محاولة للكسل أو التراخي من حيث الأداء أو خلق إبداع قد يكون كامن في داخلها لتشعل ثورة وبركان وتطلقها للعنان وتحولها إلى كائن حي قد تكون شعلة تضيء عتم الجهل والإنغلاق, أو مبدأ يتوارثه الأجيال نحو التقدم والإنفتاح, أو منهج علمي قائم على أسس سليمة تدرس في الجامعات ويكون هو الأساس في وضع أول لبنة لإنشاء أجيال تفهم لغة الحوار وتقبل باختلاف الآارء.
الخلايا النشطة يجب أن تبقى مشحونة بالطاقة الإيجابية والتي يدخل في تكوينها الغذاء السليم, والعادات اليومية الصحية الخالية من كولسترول الركود العقلي والبدني كى لا نثبطها بالوجبات الذهنية السطحية السريعة والتي لا تعطي للعقل فرصة للخلق والإنجاز, أو التحرر من قيود الروتين الذي يولد الملل والإنخراط في عالم لا هوية له سوى انه موجود بلا وجود مؤثر وفاعل.
وجود الإنسان الفاعل في المجتمع ضرورة تحتم علينا جميعا أن نأخذ بيده ونشجعه لا أن نحبطه ونكسر أجنحته إذا تعثر في تحليقه, لأنه المطلوب ليس الكمال في صورته أو تصرفاته. لا مخلوق على وجه الأرض يدّعي الكمال وإنما المحاولة للصعود من كل كبوة وهنا يكمن صقل هذا المخزون حتى يلمع لا نحته حد الإختفاء وإلا لا نكون نميز الخطأ لنتعلم الصواب أو نقوّم الإعوجاج لنرى الإستقامة. "العثرات يـُعلّمن الخطوات"
الحياة محطات ودروب, صعود وهبوط, سوادها قد يكون شدة لنشعر بالرخاء بياضها قد يكون موتا لنقدر الحياة, مرارتها قد تكون محنة لنتلمس السعادة, حلاوتها قد تكون فرطة تنسينا آلام الفقراء. لا مجال إلا أن نكون معتدلين حتى لا نقع, أسوياء حتى لا نألم الآخرين, أقوياء حتى نحمي ضعفاءنا.
شرنقاتي الفكرية في طور البلوغ والتحول إلى فراشات كى تنثرن في كل بيت تزورهن جرعات أمل لتمحون الألم, وإن أخفقن فيكفيهن شرف المحاولة ومن ثم الإستعداد لجولة جديدة لكسر الجمود الإرادي أو اللاأرادي وخلق حلبة صراع ضد عبثية الوجود لصنع قيمة للوجود وأننا نستحق الحياة.
لندع الخلايا نائمة فقط في الحالات التي يمر ويشعر بها بني البشر كجزء من تكوينا الإنساني والتي نضطر في أحيان كثيرة إلى ممارستها بداعي رد الكيد أو الغضب او في حال الحزن , الكره, والعداء للآخر والذي يأتي نتيجة عدة إختلافات إما جغرافية أو ديمغرافية.
لا يسعني في الختام إلا أن أحث على بذل الجهد قدر المستطاع لإنعاش ما هو بداخلنا من طاقة إيجابية بما يفيد الفرد والمجتمع, وننكر ما ينقص قدرنا وقيمتنا ووجودنا كبشر أنعم الله عليهم بالعقل.
www.deyaralnagab.com
|