الجزائر: جدل بسبب كتاب يروّج لأحد «الخونة» الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي!!
بقلم : الديار ... 24.02.2017 أثار كتاب صدر في الجزائر بخصوص حياة «الباشاغا بن ڤانة» وهو أحد الذين خانوا الجزائر وتعاونوا مع الاستعمار الفرنسي، خاصة وأن صاحبة الكتاب، وهي حفيدته، نجحت في إصدار الكتاب في الجزائر، بل و«تسللت» لتكون ضيفة برنامج في تلفزيون حكومي، قبل أن يتدخل وزير الثقافة ليلغي عملية بيع بالتوقيع كانت صاحبة الكتاب ستنظمها في إحدى مكتبات العاصمة.
وكانت الكاتبة فريال فيرون حفيدة «الباشاغا» بوعزيز بن ڤانة قد أصدرت كتاباً عن جدها الذي يعتبره المؤرخون «حركيا»، أي أحد الذين خانوا الجزائر ووقفوا إلى جانب الاستعمار. وكان بن ڤانة الذي حصل على لقب «باشاغا» الذي كانت الادارة الاستعمارية تمنحه لمن يتعاون معها، أحد الذين أمعنوا في تعذيب المقاومين الجزائريين للاستعمار لما كان رجاله يلقون القبض عليهم، إذ كان يقوم بقطع آذانهم وحلق لحاهم ويرسلهم إلى القادة العسكريين الفرنسيين، وهو تصرف لم تكن حتى الإدارة الاستعمارية تقوم به. واختارت فريال فيون لكتابها عنوان « سي بوعزيز بن ڤانة آخر ملوك الزيبان».
والغريب أن الكاتبة استضيفت في برنامج على تلفزيون حكومي، ويتعلق الأمر بقناة «كنال الجيري» ( الناطقة بالفرنسية) وذلك للحديث عن كتابها والترويج له، ومن ثمة تبييض صورة الباشاغا. وقد أثار خبر استضافتها في تلفزيون حكومي جدلا واسعا، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر الأمر فضيحة مدوية، في انتظار الإجراءات التي ستتخذها السلطات حيال مسؤولي التلفزيون الذين قاموا بدعوة الكاتبة.
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي من جهته سارع لاصدار تعليمة منع بموجبها الكاتبة فريال فيون من تنظيم عملية بيع بالتوقيع لكتابها، التي كان من المفترض أن تقوم بها في إحدى المكتبات في العاصمة الجزائرية. كما ألغى عدد من مسؤولي المؤسسات الثقافية عمليات البيع بالتوقيع التي كانت مبرمجة، مثل تلك التي كانت ستنظم في قصر أحمد باي في مدينة قسنطينة.
وكان بوعزيز بن ڤانة أحد المسؤولين المحليين قبل دخول الاستعمار الفرنسي، ولما استولى الفرنسيون على مدينة قسنطينة بعد مقاومة شرسة، التحق بن ڤانة سنة 1839 بالاستعمار الفرنسي، وحصل بعدها على لقب «باشاغا» من الإدارة الاستعمارية، وعين قائدا عسكريا على منطقة بسكرة، وقد شارك بقوة في قمع المقاومة الجزائرية، بل أمعن في تعذيب المقاومين الجزائريين الذين كان ينصب لهم كمائن لإلقاء القبض عليهم، مثلما كان الحال بالنسبة لفرحات بن سعيد أحد قادة المقاومة، ويقوم بعد ذلك بجمعهم وقطع آذانهم وحلق لحاهم وإرسالهم الى القادة العسكريين الفرنسيين الذين كان يتعامل معهم.
من جهتها بررت الكاتبة فريال فيرون ما نشرته بخصوص جدها، إذ اعتبرت أن المؤرخين كانوا قاسين في تصنيف جدها كخائن، وأنه لا يمكن فصل تلك الأحداث عن سياقها التاريخي.
وأضافت الكاتبة في حوار مع موقع «كل شيء عن الجزائر» أن الباشاغا بن ڤانة أُجبر على التعامل مع الإدارة الاستعمارية، وأنه قبل الاستسلام قاوم الاستعمار الفرنسي، ولكن هذا الأمر مسكوت عنه في كتب التاريخ.
وشددت على أنها قررت نشر الكتاب لان هناك الكثير من المغالطات بشأن عائلتها والدور الذي لعبته خلال فترة الاستعمار الفرنسي، موضحة أن الكثير من الأمور المنسوبة الى بن ڤانة هي مجرد أكاذيب، وهناك معلومات صحيحة، لكن كل هذا منزوع من سياقه، وبالتالي لا يمكن أن يعطي صورة حقيقية عما جرى، مع الإشارة الى أنه لا يمكن كتابة التاريخ بسطحية ولا بإخراج الأحداث عن سياقها التاريخي.
www.deyaralnagab.com
|