“جذور فلسطين” يفوز بجائزة أفضل كتاب عربي في معرض الشارقة!!
بقلم : الديار ... 08.11.2013
أبوظبي ـ فلسطين، والبحث عن الجذور، وحلم العودة إليها وإن بعدت 64 عاما و6 ألاف ميل، وتطلبت رحلة على علو 30 ألف قدم، هي محاور رواية الكاتب الفلسطيني محمد مهيب جبر التي فازت بجائزة أفضل كتاب عربي بمجال الرواية في معرض الشارقة للكتاب في دورته الثانية والثلاثين.“6000 ميل” هو اسم الرواية، وهي المسافة التي تفصل بطل الرواية، بيت مارتينيك، المقيم في المارتينيك بجزر الكاريبي عن موطنه الأصلي الذي هجره والده قسرا منذ 64 عاما بسبب النكبة عام 1948.
ينقل الكاتب للقارئ حزن الشعور بالغربة، والحنين إلى الوطن، حتى وإن كان لم يعرفه أبدا وكأنه طفل تم تبنيه، ولا يهدأ حتى يتعرف على أبويه الطبيعيين، مهما كان أهله بالتبني رحيمين به ومحبين له، ومهما أدت الظروف إلى طمس هويته الأصلية، وهو ما يرمز إليه اسم البطل المماثل لاسم بلد المهجر.
يصل بيت مارتينيك، إلى الستين من عمره دون أن يعرف وطنه الأصلي، ولا اسم عائلة والده التي ينتمي إليها، فيقرر العودة إلى فلسطين في رحلة للبحث عن الذات، ومحاولة للتصدي إلى محاولات طمس الحقائق، وتلاشيها من الذاكرة.فوالده فلسطيني دافع عن وطنه ضد المحتل، ولكن النكبة اضطرته إلى الرحيل تقذفه الأقدار إلى جزر المارتينيك دون أن يتسنى له أخذ أي أوراق رسمية تدل على هويته بعدما أطلق سراحه في صفقة لتبادل الأسرى بعد أن اعتقل وهو يدافع عن قريته.
ويقرر بيت مارتينيك أن يقطع نحو 6 آلاف ميل، هي المسافة بين جزر المارتينيك وفلسطين ليعرف نفسه ومن يكون والمكان الذي جاء منه والده، واسم عائلته قبل أن يموت.يقرر العودة رغم أنه لا يعلم عن قريته سوى الجزء الأول من اسمها، وهو “بيت” الذي يتضح له أنه بداية أسماء قرى فلسطينية كثيرة دمرها الاحتلال ومحاها تماما من على وجه الأرض.
وتكثيفا للمواقف الدرامية، يتصادف أن يكون مقعد البطل بجوار إسرائيلي يدعى أوري ليفي، لتصبح الرحلة في الطائرة المعلقة على علو 30 ألف قدم واهتزازها، نظرا لدخولها في منطقة مطبات هوائية، رمزا لاهتزاز صورة الوطن في الذاكرة وفي الواقع، حيث ينتظر الشعب الفلسطيني حلاً دوليا لقضيته، بينما تعمل دولة أخرى بكل السبل، بما فيها التزييف التاريخي، على ترسيخ وجودها محل دولتهم وثقافتهم.
ودور الأم في “6000 ميل” مخالف تماما لدورها المعتاد في الروايات الفلسطينية، فهنا لم تحفظ الأم الأجنبية سامنتا الذاكرة، ولم تحافظ على الأصول والجذور، فهي لم تحفظ اسم عائلة الأب الأصلية ولا اسم قريته، بخلاف الأم التي ترمز في أعمال الأدباء الفلسطينيين إلى فلسطين، التي تحفظ التراث وتحميه من النسيان ومن الضياع بسبب التهويد في الداخل وطغيان ثقافة وعادات بلد المهجر في الشتات.
وتقدم الرواية، التي نشرت هذا العام من “دار الجندي” للطباعة والنشر بالقدس، توثيق تاريخي وثقافي لمعاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة والعذاب الذي عاشه، ولا يزال يعيشه، من نجوا من الموت، ومن طردوا من أرضهم، ومن بقوا في الوطن.
يشار إلى أن الكاتب محمد مهيب جبر مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصدرت له رواية العام الماضي بعنوان “90-91″، كما في تقرير على سكاي نيوز عربية.
www.deyaralnagab.com
|