من قصص الفجر..أزهار اللوز …!!
بقلم : سليمة ملّيزي ... 12.02.2024
تنفس الصبح برائحة الأقحوان والبنفسج ، والندى ينثر رذاذه على حبوب الطلع التي. بدأت تبرز براعمها. معلنة قدوم الربيع ،..هناك في سفح التلّة كانت أزهار اللوز الوردية اللون كجسد. نورا الغض، يتلألأ من بعيد. يحضنه تارة ضباب فاتر ، بلون القطن ، وتراك ينقشع الضباب ، ويتلاشى مع هبوب رياح عذبة تنعش الروح ، هدوء يشعر بالطمأنينة يعم القرية هدوء يخترقه آذان الفجر ، حيا على الفلاح الصلاة خير من النوم ، الذي ينبعث من المسجد الوحيد في القرية ، صياح الديكة معلنة عن فجر جديد .. ومن بعيد نهيق الأحمرة .. وتبهج القلب تغاريد الطيور التي تسافر للبحث عن القش لبناء أعشاشها. لموسم التزاوج .. ورائحة الخبز الطازج تحفز الفلاحين لتأهب للعمل في الأرض ، وورائحة الندى الذي يغطي وريقات الخميلة كلألأ تتراقص ألوانه الفضية من بعيد.. وهناك بين القرية صوت خرير الماء من النهر الذي يمر على جنابات القرية ، الذي يتدفق من جبل سيدي ميمون الذي تلفه عمامة من الثلج وكأنه شيخ يحرص القرية ، مما زاد القرية جمالا .. نهض سي الطاهر ارتدى برنوسه الأبيض. تناول قهوته على صخرة تطل على القرية. وهو يتأهب. للذاهب. إلى (الجامع )..
قال. وهو يحمل عصاه ويلف جناح البرنوس على كتفه : ابشري. يا جميلة اليوم الاحتفال بختمه حفظة القرآن الكريم، يجب أن اشتري للفائزين هدايا لتشجيعهم على استمرار حفظ القرآن الكريم
ردت عليه. جميلة وهي تلف ( الغرا يف ) في قطعت قماش : جميل .. تفضل يا سي الطاهر هذا الغرا يف الساخن بالعسل والسمن سيفيد الأطفال .. وفقك الله.
تنحنح قائلا : أحم .. بارك الله فيك طول عمرك امرأة أصيله .. سلام .. وهم بالخروج ..
كانت فرحة الأطفال بالهدايا لا توصف ، تكريما لهم على جهدهم في العلم وحفظ القرآن الكريم .
السادسة صباحا 11 ديسمبر 2015
هوامش : 1 الغرا يف أكلة تقليدية تحضر بالسميد والسمن والعسل .
2 البرنوس لباس تقليدي يلبسه الرجل وينسج من الصوف
www.deyaralnagab.com
|