لاتبكوا مرة واحدة!!
بقلم : حسن العاصي ... 22.02.2017
منذ كنت أتوسد
كف الفجر الأعلى
الممتد مثل أرجوحة
أسفل الظلال
لأستوطن صهوة الحدقة
كانوا يخرجون من دم المدينة
زهراً وصلاة
يشبهون مسافة الجرح
والحزن المعلق كالمشانق
ثكالى اعتصمن بمحراب الموت
بصراخ يئد البكاء
مثل قصائد متقرحة
وصغار تفصل بينهم
فجوات الوجع
كأنهم سيل عصافير جارف
والرجال أكفان ترقد دون وداع
فتحتُ وجه الطيور الغافية
فوق المدينة المكبلة
فهطل المطر
قالت سبع نسوة
إنه ريح الموت
والراحلون دم مسفوح
حد الهاوية
ابذروا لون الحشرجة
على سياج الوادي
ينبت فوق جلد الدروب
عشباً وأحلاماً
قطعت من لحمي
ليف لضفر الصبح
تواتر البكاء
دون رائحة الصراخ
أقامت النسوة شعائرالجنازة
دفقة دفقة
والصغار أحضروا الآيات
قالت العجوز
لاتبكوا مرة واحدة
حتى تتوالي الطيور
في السهل الغربي
أجري بعيداً نحو طوفان التراب
كنت أتبعثر في توحدي
كنت أحصّن نفسي من الجنون
لكنني جُننت كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك
www.deyaralnagab.com
|