logo
أشعارٌ محكومةٌ بالشَغف!!1
بقلم : نمر سعدي ... 29.04.2015

خدَرُ الحُب
أخدِّرُ بالحُبِّ روحي لأكتبَ
لا شيءَ أصعبُ من أن تكونَ بلا امرأةٍ
بابتسامتها وبحزنِ يدَيها
تربِّي نوارسَ عينيكَ أو تشتهي
خدرَ الصبحِ فيكَ
ولا بحرَ أقربُ منها إليكَ
ولا رملَ أقربُ منكَ إليها
انتبهْ لحفيفِ حدائقها في المساءِ الشتائيِّ
خذ حبقَ الوقتِ من يدها
لا أصابعَ عذَّبها النايُ أعذبُ من فمها
حينَ يبكي على زهرةِ اللوزِ
خذني إليكَ تقولُ ولكنها ليسَ تعني
يراودها يأسُها الوحشُ عن نفسها
وهيَ لا تتمنَّعُ منهُ
انتهى اليومُ دع قلبَها أيُّها الحزنُ
كيْ تستردَّ المجازَ من الحلمِ
كيْ تشربَ الآنَ قهوتها
ثمَّ تنهضُ محفوفةً ببياضِ الشموسِ إلى شأنها
لا قصائدَ من جسدِ الماءِ أغربْ
أُخدِّرُ بالحُبِّ روحي وأذهبْ.
**********
روحٌ في البحيرة
هاتي فراشاتِ النهارِ وكفكفي عني كوابيسي
لعلَّكِ تنصتينَ الى يديَّ وتفهمينَ بكاءَها الرعويَّ
روحٌ في البحيرةِ أنتِ.. أوفيليا التي يبكي عليها الماءُ..
وحدي في القصيدةِ مثلَ قلبِ الشاعرِ المدفونِ حيَّاً..
كنتِ صندوقَ الحنينِ ومعجمَ الأسرارِ
فيما كنتُ أصرخُ كلَّما تهوي
أصابعُك المضاءةُ بالزنابقِ في الظلامِ أمام عيني
كفكفي حزني الجميلَ بما توهَّجَ فيكِ من حسنٍ حزينْ
من أيِّ بئرٍ جاءَ هذا الحزنُ يا أمَّ البنينْ؟
********
ّقبسٌ من الرؤيا
قبَسٌ من الرؤيا
يقولُ عليكَ أن تحيا
بلا ندَمٍ وجوديٍّ السؤالِ
وأن تكونَ يداكَ هاتفكَ الذكيَّ
وربَّما حاسوبَكَ الشخصيَّ..
بوصلتينِ للقلبِ المعذَّبِ
شبهَ نائمتينِ ليلاً في مهبِّ الريحِ
في زمنِ الحداثةِ والجمالِ
فلن تموتَ لأجلِ لاشيءٍ وبالمجَّانِ
حرقاً خلفَ قضبانِ البرابرةِ الحقيقيينَ
لن تجدَ الظلامَ متى انتبهتَ
ولن تكونَ ضحيَّةً عبثيَّةً
في رحلةٍ جويَّةٍ لسمائكَ الأولى
ومنخوبَ الجبينِ أو الضلوعِ بطلقةٍ خرقاءَ
والمحكومَ بالإعدامِ قربَ البحرِ
في أجواءِ رومانسيَّةٍ
لا شيءَ ينقصها سوى السينما
وايقاعِ الدمِ الحافي على جمرِ الحياةِ
ولن تموتَ سوى على أعلى صليبٍ
ناضحٍ بمرارةِ العطرِ المفخَّخِ والمصفَّى
من يدِ امرأةٍ أطحتَ بقلبها الأعمى
وأنتَ إلى نبوَّتكَ الأخيرةِ
أو بطولتكَ الأثيرةِ
يا ابنَ دمعتكَ الكبيرةِ ذاهبٌ
في منتهى هذا السرابِ الآدميّْ.
********
لغةٌ في الأصابعِ
ستنقصهُ لغةٌ في الأصابعِ
كيما يفسرَّ ما فيهِ من قلقٍ عاشقٍ
وسحابةُ صيفٍ ليغفو قليلاً
ويرتاحَ من تعبٍ كافرٍ آخرَ اليومِ
فيما تسائلُ عاشقةٌ نفسَها
وهي تكتمُ حُبَّاً جديداً بسريَّةٍ مُعلنةْ
مَرَّ من دونِ أن يتمرأى بعينيَّ شخصٌ غريبٌ
فماذا وجدتُ به دونَ كلِّ الرجالِ إذنْ؟
فهو في نزقٍ دائمٍ
هل وجدتُ حنانَ أبي مثلاً؟
أو روائحَ طفليَ؟
لا لستُ أدري..
وجدتُ أنايَ على راحتيهِ
ولم أجدْ الحبَّ فيهِ ولا لعنةَ الأمكنةْ.
********
علَّمتني كما لم تعلِّم سوايَ
ليسَ في يدها قبضُ ماءٍ ولا خمرةٌ
بل رمادُ الخطيئةِ أو جمرةُ الفاجعةْ
وأنا لم أكن مرَّةً قيسَ
كي أتحلَّق حولَ خلاخيلها
وأبوسَ السهامَ المضيئةَ تلكَ التي
قدَّتْ القلبَ من قُبُلٍ
والتي علَّمتني( كما لم تعلِّم سوايَ)
قراءةَ سفرِ المزاميرِ والجامعةْ
واضحٌ شغفي مثلُ شمسِ الضحى
ودمي مثلُ ضحكةِ ليلى الطفوليةِ النبرِ
لا يرتدي الأقنعةْ
********
سمكٌ طائرٌ
لها الآنَ أكتبُ لكنها ليسَ تدري
لمن أكتبُ الآنَ هذا الكلامَ البسيطَ..
فهل فكَّرتْ أنني قد نسيتُ إنارةَ وحدتها بالقصائدِ
أو بشموعِ دمي..
أو ضَللتُ طريقَ الرجوعِ الى قلبها..؟
وأنا لا بشيءٍ أفكِّرُ إلا بدمعةِ طفلٍ
ستقهرُ أعتى الطغاةِ..
لها الآنَ أكتبُ وهي بنسيانها المرِّ تشطبُ
كلَّ أغاني الحياةِ
تفكِّرُ قلبي تغيَّرَ والقلبُ في يدها
طوعَ نيرانها وهواها
تربِّيهِ وردةَ فلٍّ على مهلها تتفتَّحُ
أو قُبلةً في الشفاهِ
جاءَ من نسلها سمكٌ طائرٌ في الفضاءِ
وأسرابُ طيرٍ تجوبُ المياهْ
********
من أورثني سواهُ هذا الشغف؟
في القفصِ الصدريِّ
طيرٌ طائشٌ أعمى.. سرابيٌّ..
أنينُ البحرِ في أصدافِ عينيهِ
وفي رملِ شراييني وفي احتراقهِ الأزرقِ
من أورثني سواهُ هذا الشغفَ الناصعَ
أو شرارةَ الغوايةِ الأولى
بكاءَ الجسدِ.. الضلالَ في أوديةِ المجازِ
ملحاً في دمي يجهشُ
نوَّاراً غريباً كزهورِ الغيبِ في آذارَ
عشقاً غامضاً
وغيمةً بيضاءَ حولَ هالةِ اليدينِ
تيهاً في صحارى الشِعرِ
أو شبهَ حلولٍ في خواتمِ الندى الليليِّ
أو أصابعِ الرمادِ؟
لا يفضي إلى معنى
ولا يتركني أرتاحُ من طائرةٍ مائيَّةٍ في عصبي تئنُّ
أو يحملُ عني وردةَ الغبارِ أو فراشةَ الحديدِ
في ظهيرةٍ بيضاءَ...
هذا الطائرُ الشاعرُ كلَّ لحظةٍ
يطلعُ من منحوتةٍ فضيَّةٍ لامرأةٍ عاشقةٍ
في متحفِ الفنونِ
أو ينسلُّ من ركامِ فكرةٍ عن الحبِّ
ومن حطامِ ألواحِ الوصايا العشرِ
أو من دمعةِ السماءْ
********
آن سكستون
الآنَ لو صادفتُ آن سكستون تذرعُ شارعاً حذوي
فماذا قد أقولُ لها؟
تُرى سأبوحُ حينَ أرى أصابعها النحيلةَ
وهيَ تصنعُ قهوةَ الايقاعِ
أني ليلةً ما من ليالي العمرِ
وحدي كنتُ أشربُ صوتها الرقراقَ
وهو يفيضُ في اليوتيوبِ؟
هل سأقولُ في عفويَّةٍ وبجرأةٍ العشَّاقِ
كم أحببتها يوماً على عصبيَّةٍ فيها
وحزنٍ ليسَ تشفى منهُ...؟
ماذا كنتُ أطلبُ من يديها
في مهبِّ العمرِ والنوستالجيا؟
سيجارةً أم قبلةً أم نظرةً خرساءَ أم أيقونةً لفظيَّةً؟
أم يا تُرى تلويحةً لي من ضفافِ حنانها
وجنانها لجهنَّمي الحمراءِ؟
لكن آنَ ما كانت لتعبأ بي
ولو عاتبتها بلطافةٍ وبهمستينِ
على طريقتها المريعةِ في انتقاءِ الانتحارِ
وربَّما مرَّت مسارعةً خطاها
مثلَ أنثى الأقحوانِ
ولم تُعِر قلبي شعاعاً واحداً
أو تلتفتْ لي.
********
مجازُ الحنين
تقولُ لي: (كأنَّ عصفورةً
في صوتها الأزرقِ عصفُ السنينْ)
دعْ كلَّ ما في الدُرجِ من أنجمٍ
خضراءَ في الريحِ ومنسيَّةٍ
في غبَشِ الأحلامِ قد تهطلُ
حدائقُ الأشعارِ سريَّةٌ
يطلعُ منها قمرٌ مهمَلُ
أزهارهُ العمياءُ ممهورةٌ
للماءِ.. لا تزهرُ أو تذبلُ
تصيحُ بي قصيدةٌ لم يزلْ
من ألفِ عامٍ طيرُها يرحلُ
أطلق من الغبارِ مسجونةً
ضاقَ بها الليلكُ والمنزلُ
دعْ نهرَها يرقصُ ملءَ السماء
وشَعرَها في مطرٍ يوغلُ
أنا التي أصرخُ في كلِّ ما
كتبتَ.. أو أضحكُ أو أسألُ:
فراشةٌ عنيفةٌ أم يدٌ
تأكلُ من يديَّ ما تأكلُ؟
لمِّع بعينيكَ مجازَ الحنينْ
فصدأُ الحياةِ مُسترسلُ
*******

يتبع


www.deyaralnagab.com