نور الدين محمود و صلاح الدين الأيوبي مجاهدان من عصر الحروب الصليبية!!
بقلم : الديار ... 11.01.2015
صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع– كتاب " نور الدين محمود و صلاح الدين الأيوبي فارسان مجاهدان من عصر الحروب الصليبية (1146- 1193م )"، أعد الكتاب : ا.د. محمد مؤنس عوض أستاذ تاريخ العصور الوسطي بجامعتي عين شمس و الشارقة، يقع الكتاب في 263 صفحة من القطع الكبير يتطرق الكتاب إلى حياة كل من نور الدين محمود و صلاح الدين الأيوبي وخرجت الدراسة بالنتائج التالية: أولا: تأكد لنا أن هناك تلازماً بين تاريخ كل من نور الدين محمود، و صلاح الدين الأيوبي ، ولا يكتب تاريخ الأخير دون ذكر الأول الذي يعد أستاذه و مكتشفه ، والذي دفعه نحو عالم السياسة ،و الجهاد بعد أن تدرب لديه ،و اكتسب الخبرات العديدة التي هيأته لكي يقوم و معه المسلمون بدور بارز في ساحة الجهاد ضد الصليبيين .
والأمر المؤكد ،أن دور صلاح الدين الأيوبي ،هو المكمل ، والمتمم لدور أستاذه ،ولذلك فإن التركيز علي الخلافات بين الرجلين ، والتي سعى المستشرقون و الباحثون الغربيون إلي إبرازها من أجل تحقيق أهداف لا تخفى علي أحد .
لا يعبر عن واقع تاريخي معاش، وعلينا دوماً إبراز التاريخ كعنصر تحفيز حضاري لإثارة الصراعات و الانقسامات التي لا يستفيد منها سوى أعداء أمتنا و ما أكثرهم !!.
ثانيا: أتضح لدينا أن هناك دور" فريق العمل " في أمر الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين ، وهكذا فإن الدراسات التي تركز علي دور الفرد القائد فقط بمعزل عن المجموع البشري المهيأ أصلاً لصنع التاريخ - ، لا تعبر بصدق عن طبيعة حركة المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي الذي ابتليت به المنطقة منذ أخريات القرن الحادي عشر الميلادي .
هكذا علينا إدراك جماعية القرار السياسي و الحربي لدي المسلمين في ذلك العصر و البعد عن الطابع الفردي الذي تحرص المصادر علي إبرازه خاصة تلك التي كتبها المؤرخون الرسميون الذين سعوا إلي إظهار دور القائد الفرد بمعزل عن دور القائد الفرد بمعزل عن القائد الأصلي الحقيقي الفعلي في صورة الشعوب الإسلامية التي ساهمت بدورها الريادي البارز في سبيل مواجهة الغزوة الصليبية الشرسة التي استهدفت منطقتنا في العصور الوسطي .
ثالثا: أكدت الدراسة علي أن هناك دوافع متعددة من وراء السياسة الخارجية لنورالدين محمود سواء الدوافع الدينية و السياسية أو الاقتصادية ومع ذلك ؛ علينا ألا نقف عند الدوافع الدينية فقط، ونجعلها هي الوحيدة من وراء الجهاد ضد الصليبيين ، وإذا كانت المصادر العربية المعاصرة تبرز ذلك الجانب فقط ، وتظهر لنا نور الدين محمود علي أنه رجل الجهاد ، إلا أن علينا إدراك منظومة الدوافع المشتركة و المتعددة التي وقفت من وراء توسعاته الخارجية .
لا نغفل في هذا الصدد أن المؤرخ العراقي البارز ابن الأثير الجزري ( ت 1232م ) الذي عاش في كنف الزنكيين حرص كل الحرص علي إبراز الجانب الديني لنورالدين محمود خاصة من خلال كتابه " الباهر " الذي غلبت عليها الناحية الدعائية ، ولذا علينا ألا نسير وفق رؤية ذلك المؤرخ الذي يعد من كبار مؤرخي الإسلام في العصور الوسطي .
ومع ذلك ؛ فإن رويته لا تلزمنا لأن لدينا منطق الأحداث التاريخية و طبيعة العصر التاريخي ذاته تجعلنا ندرك تعدد الدوافع لا أحادية الدافع التاريخي إدراك جذور حركة التاريخ حينذاك .
رابعاً : تأكد لنا أن الصراع العسكري ، و كذلك الدبلوماسي سارا جنباً إلي جنب في عهد كلٍ من نور الدين محمود ، وكذلك صلاح الدين الأيوبي ، ولذلك وجدنا الأول يعقد اتفاقية مع الإمبراطور البيزنطي مانويل كومنين ( ت 1181م ) في صورة اتفاقية عام1159م التي انقدت شمال بلاد الشام خاصة من التحالف البيزنطي – الصليبي في عهده ، كذلك هناك اتفاقية الرملة بين صلاح الدين الأيوبي و الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد (1189- 1199م ) ، وهكذا ؛ ندرك تماماً أن الصراع بين الجانبين لم يكن دوماً يحسم عسكرياً ،بل من خلال الجلوس للتفاوض دون إفراطا و تفريط من خلال دراسة واعية لكافة الظروف المصاحبة لعملية التفاوض بين الجانبين الإسلامي و الصليبي .
خامسا: تأكد لنا كيف أن نورالدين محمود ،وصلاح الدين الأيوبي من الممكن وصفهما- حقاً و صدقاً – بأنهما فارسا الشامصر " ،ويقصد بذلك المصطلح تلك الرابطة الجغرافية و التاريخية بين بلاد الشام و مصر عبر العصور منذ أقدم وصولاً إلي عصر الحروب الصليبية الذي شهد تكالب الأطماع الأوروبية من اجل فرض الهيمنة الاستعمارية علي خيرات و ثروات الشرق في بلاد الشام بمفردها لم تستطع تحقيق نجاحات حقيقية ضد الصليبيين ، ونفس الأمر يقال عن مصر، لكن عندما تحقق انتصار حطين الحاسم عام 1187م الذي يمثل نقطة تحول فارقة في الصراع الإسلامي – الصليبي لصالح المسلمين .
وصدر ايضا عن دار الجندي للنشر والتوزيع– كتاب "سُعُوديّات حسّان فلسطين للشاعرالشيخ سليم أبي الإقبال اليعقوبيّ" دراسة ببليوغرافيّة شرح وفهرسة الباحث الفلسطيني عبد الله حسن أبو نمر ، يقع الكتاب في 340 صفحة من القطع الكبير ،الدراسة عبارة عن مدائح شعريّة بحجم المعلّقات الجاهليّة في صالح الملوك والأمراء والولاة السعوديّين، أفرزتها قريحة شاعر فلسطينيّ من سكان اللُد توفّي عام 1941م، وهذه الدراسة فريدة في نوعها للجهد المبذول عليها، والتي لم تتوفّر بكاملها لدى السعوديّين أنفسهم. وعليها شروح وتعليقات، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ بل هناك دراسة في آخرها عن المجموعات الشعريّة وتسميتها منذ العصر الجاهليّ حتّى وصولنا إلى "السعوديّات"، وهذا النوع من الدراسة يظمأ إليها مدرّسو الأدب العربيّ في الجامعات العربيّة والإسلاميّة. وقد جاءت تسمية هذه الدراسة لكونها مجموعة قريض قيلت في حق ولاة الأمور السعوديين ، الذين اعتاد الشاعر على رؤيتهم ومدحهم خلال تأدية مناسك الحج والعمرة. تتطرق الباحث عبد الله حسن أبو نمر من خلال دراسته هذه للإجابة على أسئلة قد تعصف في ذهن القارىء ، هل لهذه الدراسة نظير في الشعر الفلسطيني تجاه قطر آخر من الأقطار العربية أو الإسلامية؟ كمصريات؟! شاميات ؟! باكستانيات؟ّ! أو حتى فلسطينيات. هذا الكتاب إطلالة إبداعيّة ، مديحيّة من ذخائر الأدب الفلسطيني في حق ولاة الأمور في المملكة السعودية المجاورة.
www.deyaralnagab.com
|