رشاد أبو شاور.. "وداعاً يا ذكرين"!!!
بقلم : يوسف الشايب ... 21.10.2024
توفي الروائي والقاص الفلسطيني رشاد أبو شاور، في العاصمة الأردنية عمّان، مساء 28 ايلول (سبتمبر) 2024، بعد صراع مع المرض، وفق ما أعلنت صفحة "أصدقاء رشاد أبو شاور" الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث نعاه عديد الأدباء والمبدعين الفلسطينيين والعرب.
ونعى الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطنيّين الراحل أبو شاور، في بيان له، مساء أمس، واصفاً إياه بـ"رأس رمح الثقافة الفلسطينية المقاومة"، لافتاً إلى أنه عاش عمره المديد مناضلاً "منتمياً لقضية شعبه، ومنفاحاً باليقين المستحق، وعناد الثابت، أن فلسطين رجعة الحياة للعاشقين"، كما وصفه بيان الاتحاد بـ"الأستاذ، والمناضل، والأديب والروائي الفذ، والأب الروحي لجملة من الأدباء والأصدقاء، الذين اكتشفوا سحر فلسطين" من رضابه الأدبي.
وأبو شاور، قاصّ وروائيّ فلسطيني يعيش في الأردن، من مواليد العام 1942 في قرية ذكرين المهجرة التابعة لمحافظة الخليل، بحيث انتقل بعد نكبة العام 1948، رفقة أسرته، إلى مخيمات النويعمة وعين السلطان في أريحا، ثم انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينيّة، وانتقل للعيش في بيروت، وشَغل مناصب عدّة في مؤسّسات منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وأبرزها عمله نائباً لرئيس تحرير مجلّة "الكاتب الفلسطيني" الصادرة عن الاتّحاد حتى العام 1982.
انتقلَ أبو شاور بعد رحيل القيادة الفلسطينية عن بيروت إلى دمشق وأقام فيها حتى العام 1988. ثم انتقل للعيش في تونس وعمل مديراً لدائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية بتونس حتى العام 1994، حيث عاد إلى العاصمة الأردنية عمّان وأقام فيها.
مُنح أبو شاور عضوية اتحاد الكتّاب الفلسطينيين في القاهرة العام 1969، وأسهم في تأسيس الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين في بيروت، وانتُخب عضواً في أمانته العامة لدورات عدة.
وكان أبو شاور فاز بجائزة دولة فلسطين التقديرية عن مجمل الأعمال، أرفع جائزة في فلسطين للإبداع عن العام 2019، حيث رأت لجنة التحكيم، وقتذاك، منحه إياها باعتباره أحد أبرز الكتاب والروائيين الفلسطينيين الذين رافقوا الثورة الفلسطينية من بداياتها الأولى، وعايشوا انتصاراتها وانكفاءاتها في مراحل الأمل والنكوص، وجعلوا من صيرورتها مصدراً للإبداع والثقافة المقاومة، وهو بذلك يرقى إلى مصاف الكتاب الذين تركوا بصمات واضحة على أدب المقاومة والثقافة الوطنية الفلسطينية بشكل عام.
وأشارت اللجنة إلى ما أثمرته هذه التجربة الغنية في صفوف الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية العديد من الروايات والمجموعات القصصية والكتابات النثرية والمقالات السياسية والثقافية خصوصًا رواية "العشاق"، واعتبرت من بين أهم مئة رواية في العالم العربي، وإلى أنه حاز على جائزة "محمود سيف الدين الإيراني" المرموقة للقصة القصيرة، بالإضافة إلى ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية وإدراجها في أنطولوجيا الأدب الفلسطيني، وأنه صاحب فكر وقلم يكرسهما لخدمة القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً وثقافياً من خلال كتاباته ومقابلاته وعلاقاته الواسعة عربياً ودولياً، ما جعله واسع التأثير ومتواصل العطاء في هذا المضمار.
وحصل أبو شاور على "جائزة القدس" للعام 2015 عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، "تكريماً لمسيرة تقدر بنصف قرن من الكتابة التي شملت المؤلفات الإبداعية والدراسات الأدبية".
وصدرت له عن الهيئة العامة السورية للكتاب، العام الماضي، طبعة جديدة من رواية "وداعاً يا ذكرين"، التي صدرت طبعتها الأولى عن دار "الآداب" البيروتية في العام 2016. وتسلّط الرواية الضوء على نكبة فلسطين وما عاناه الشعب الفلسطيني الذي خاض الانتفاضات والإضرابات والثورات من أجل التحرير.
وكشف أبو شاور على غلافها الخلفي عند صدورها: "شغلتني الرواية هذه على امتداد أعوام، بل عقود، منذ اتخذت الكتابة خياراً.. اعترتي الرغبة بكتابة عمل روائي يقدم للقارئ العربي مسببات نكبة العرب في فلسطين، ليس من قبيل التأريخ الجاف، ولكن عبر تقديم حياة ومعاناة العرب الفلسطينيين، الذين خاضوا الانتفاضات، والإضرابات والثورات. في فلسطين (سورية الجنوبية) كما كانت قيادات تلك الثورات توقع بلاغاتها بها".
وأضاف: "ولدتُ في القرية التي تحمل روايتي هذه اسمها (ذكرين) في منتصف حزيران العام 1942، وفي ذاكرتي، منذ تفجرت الحرب في العام 1948، وحتى اليوم ما زالت مشاهدها في ذاكرتي... ما زلت أتذكر تفاصيل قريتنا، وحقولها، وآبار مياهها. ومدرستها المتواضعة، وبيادرها، ووجه أول شهيد سقط دفاعاً عنها. ليست روايتي هذه توثيقاً لسقوط القرية، ولكنها تطمح أن تكون سيرة لرحلة آلام عرب فلسطين، سواء في الحقبة العثمانية الممتدة لأربعة قرون، أو زمن الانتداب البريطاني راعي المشروع الصهيوني.. أتمنى أن تضيف روايتي معرفة بجوهر مأساتنا كعرب في فلسطين، وأن تلهمنا، وتدفعنا للبحث عن أسباب نهوضنا كعرب. بحيث ننهض مما نحن فيه، ونفتح دروباً لمستقبل يليق بأمتنا، ويحقق لنا الانتصار والخروج من زمن التخلف والتبعية والتمزق"، خاتماً: وداعاً يا ذكرين! ولكن بعد الوداع لا بد من لقاء، وعودة إلى ذكرين. لهذا كتبت روايتي هذه وغيرها".
كما صدرت له في العام 2019 رواية بعنوان "ترويض النسر"، عن دار الشروق للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، وقال إنه حملها وتنقل بها من دمشق إلى تونس إلى عمّان، وهجس بها سنوات، وعكف على كتابتها طيلة العام الذي سبق نشرها.
وسبق أن قدم للمكتبة العربية أعمالاً قصصية قصيرة من أبرزها: "ذكرى الأيام الماضية" (1970)، و"بيت أخضر ذو سقف قرميدي" (1974)، و"مهر البراري" (1974)، و"الأشجار لا تنمو على الدفاتر" (1975)، و"عطر الياسمين" (1978)، و"بيتزا من أجل ذكرى مريم" (1981)، وغيرها، فيما صدر له مجلد الأعمال القصصية في العام 1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
وكانت "أيام الحرب والموت" (1973)، روايته الأولى، تلتها عديد الروايات، من بينها "البكاء على صدر الحبيب" (1974)، و"العشاق" (1978)، و"الرب لم يسترح في اليوم السابع" (1986)، و"الموت غناء" (2003)، وغيرها، إضافة إلى مقالات "آه يا بيروت" (1983).
*المصدر : المنصة
**تنوية : تاسف صحيفة ديار النقب ورئيس تحريرها لتأخرها في نقل خبر رحيل الاخ الكبير الكاتب رشاد ابوشاور.الذي رافقنا في ديار النقب منذ زمن طويل.وداعا ابا كنعان الفلسطيني الاصيل.اعرف ان قلبك لم يتحمل احداث غزة .لقد فقدت مراسلاتك وسط زحمة الاحداث وعلمت برحيلك بعد كل هذا العطاء الباقي الحي.عزاءنا لعائلتك ولكل فلسطين.. والى جنات الخلود ايها الفارس المترجل لتوه عن صهوة جوادة بعد رحلة عطاء زاخرة وغنية بالعطاء الادبي والسياسي والوطني. اسف صديقي رشاد في عدم علمي برحيلك..دوما كنت انتظر مراسلاتك وكتاباتك وفي هذة المرة تأخرت المراسيل وتساءلت اين عزيزنا رشاد لم يكتب منذ فترة..سالت عنك وصدمت برحيلك وعدم علمي بالخبر بعد عدة اسابيع..يؤسفني رحيلك وقلبك يشتعل على غزة..نعم لقد رافقت القضية وكنت وستبقى من هاماتها العملاقة.. انعيك بحزن كبير وغصة في روحي. تخنقني العبره.سنفقدك وسنفتقدك دوما ايها الطيب.. وداعا ايها الطيب...
د.شكري الهزَّيل
رئيس تحرير ديار النقب
صفحة الكاتب رشاد ابوشاور في ديار النقب..مقالات.ادب وثقافة
https://deyaralnagab.com/main.php?content=25&bereich=8&id=2182
www.deyaralnagab.com
|