دكتوراه في السباكة!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 25.11.2021
المئات من سكان قطاع غزة، وربما الآلاف منهم حصلوا على شهادة الدكتوراه، وفي كافة التخصصات، ومن هؤلاء من يجد عملاً، ومنهم من ينتظر، وربما يوجد عشرات آلاف الشباب الحاصلين على شهادة الماجستير، وفي مجالات شتى، أما حملة شهادة الليسانس فقد تجاوز مئة وثمانين ألفاً من الشباب والصبايا، معظمهم ينتظر فرصة عمل بطالة، لا علاقة لها بتخصصه.
ولم ينتبه كل أولئك إلى أن النجاح في الحياة ليس قرين النجاح في الدراسة، وأن تحقيق الشهادة العملية أهم بكثير من تحقيق الشهادة العلمية، رغم أهمية الدراسة، وأهمية الشهادة العلمية، إلا أن الشهادة العملية في الحياة هي عنوان النجاح.
في قطاع غزة لو فتشت عن معلم بناء مبدع وفنان في عمله، ستجده مشغولاً، وعليك الانتظار عدة أيام حتى يصلك الدور، وكذلك إذا أردت معلم تبليط، فلا تجد إلا أنصاف العارفين بالحرفة، أما المبدعون في مجالهم، فلا تجد لديهم الوقت، ويعملون أكثر من 12 ساعة يوماً، وأجرتهم عالية، هذا ينطبق على معلم القصارة الفنان، والحداد المبدع والنجار الحرفي والميكانيكي، وحتى فنانة الكوافير، كل أولئك المبدعين في عملهم مشغولون، ولبعضهم ارتباطات مع الزبائن لأيام قادمة، ذلك الانشغال لا يعني أن قطاع غزة لا يشكو من البطالة الزائدة، فهناك المئات من أصحاب الحرف والمهن الباحثين عن فرصة عمل، ولا يجدونها، لأنهم غير مبدعين، فالناس وفق التجربة تفتش عن الحرفي المبدع.
وفي كل مجال عمل تجد المبدع، فهناك الطبيب المبدع، والمدرس المبدع، والمهندس المبدع، وهناك صاحب الحرفة المبدع، وهؤلاء المبدعون مجموعة قليلة تعد على الأصابع، ومطلوبون للعمل على مدار الساعة، وإذا احتجتهم في مهمة، عليك أن تنتظر، وأن تحجز لك مقعداً في غرفة الانتظار، لأنهم مبدعون في عملهم، فصاحب المصلحة ينتظر كفاءة الحرفي ومعرفته الفنية بالعمل، ولا ندامة في ذلك، فمهنة السباكة على سبيل المثال، والتي تبدو بسيطة وغير معقدة، وسهلة إلى الدرجة التي يمكن أن يقوم بها أي حرفي، تكتشف أن لها تعقيداتها، وأن الذي ينجح في هذا المجال قد أكرمه الله بالإبداع، كما حدثني السباك مؤمن طلبة، أحد المبدعين، والحاصل على شهادة الدكتوراه العملية في هذه المجال، قال ببراءة: أنا أضع روحي في العمل، أنا لا أعمل لأقبض الأجرة فقط، أنا أسعد حين أنجح في حل مشكلة سباكة تصعب على غيري، لقد تعلمت من التجربة، أن كل مشكلة في العمل، يوجد لها حل!
شهادة الدكتوراه لمن حصل عليها في إحدى العلوم الإنسانية لها قيمتها، ولكن شهادة الدكتوراه لمن حققها في ميدان العمل لا تقل أهمية، وأزعم أن غزة التي تشبعت من حملة شهادات الدكتوراه في كافة التخصصات، لما تزل جائعة إلى حملة شهادات الدكتوراه العملية في كافة الحرف، غزة بحاجة إلى نخبة المبدعين الذين حصلوا على أعلى الشهادات من خلال خبراتهم العملية، وتجاربهم الميدانية.
المئات من سكان قطاع غزة، وربما الآلاف منهم حصلوا على شهادة الدكتوراه، وفي كافة التخصصات، ومن هؤلاء من يجد عملاً، ومنهم من ينتظر، وربما يوجد عشرات آلاف الشباب الحاصلين على شهادة الماجستير، وفي مجالات شتى، أما حملة شهادة الليسانس فقد تجاوز مئة وثمانين ألفاً من الشباب والصبايا، معظمهم ينتظر فرصة عمل بطالة، لا علاقة لها بتخصصه.
ولم ينتبه كل أولئك إلى أن النجاح في الحياة ليس قرين النجاح في الدراسة، وأن تحقيق الشهادة العملية أهم بكثير من تحقيق الشهادة العلمية، رغم أهمية الدراسة، وأهمية الشهادة العلمية، إلا أن الشهادة العملية في الحياة هي عنوان النجاح.
في قطاع غزة لو فتشت عن معلم بناء مبدع وفنان في عمله، ستجده مشغولاً، وعليك الانتظار عدة أيام حتى يصلك الدور، وكذلك إذا أردت معلم تبليط، فلا تجد إلا أنصاف العارفين بالحرفة، أما المبدعون في مجالهم، فلا تجد لديهم الوقت، ويعملون أكثر من 12 ساعة يوماً، وأجرتهم عالية، هذا ينطبق على معلم القصارة الفنان، والحداد المبدع والنجار الحرفي والميكانيكي، وحتى فنانة الكوافير، كل أولئك المبدعين في عملهم مشغولون، ولبعضهم ارتباطات مع الزبائن لأيام قادمة، ذلك الانشغال لا يعني أن قطاع غزة لا يشكو من البطالة الزائدة، فهناك المئات من أصحاب الحرف والمهن الباحثين عن فرصة عمل، ولا يجدونها، لأنهم غير مبدعين، فالناس وفق التجربة تفتش عن الحرفي المبدع.
وفي كل مجال عمل تجد المبدع، فهناك الطبيب المبدع، والمدرس المبدع، والمهندس المبدع، وهناك صاحب الحرفة المبدع، وهؤلاء المبدعون مجموعة قليلة تعد على الأصابع، ومطلوبون للعمل على مدار الساعة، وإذا احتجتهم في مهمة، عليك أن تنتظر، وأن تحجز لك مقعداً في غرفة الانتظار، لأنهم مبدعون في عملهم، فصاحب المصلحة ينتظر كفاءة الحرفي ومعرفته الفنية بالعمل، ولا ندامة في ذلك، فمهنة السباكة على سبيل المثال، والتي تبدو بسيطة وغير معقدة، وسهلة إلى الدرجة التي يمكن أن يقوم بها أي حرفي، تكتشف أن لها تعقيداتها، وأن الذي ينجح في هذا المجال قد أكرمه الله بالإبداع، كما حدثني السباك مؤمن طلبة، أحد المبدعين، والحاصل على شهادة الدكتوراه العملية في هذه المجال، قال ببراءة: أنا أضع روحي في العمل، أنا لا أعمل لأقبض الأجرة فقط، أنا أسعد حين أنجح في حل مشكلة سباكة تصعب على غيري، لقد تعلمت من التجربة، أن كل مشكلة في العمل، يوجد لها حل!
شهادة الدكتوراه لمن حصل عليها في إحدى العلوم الإنسانية لها قيمتها، ولكن شهادة الدكتوراه لمن حققها في ميدان العمل لا تقل أهمية، وأزعم أن غزة التي تشبعت من حملة شهادات الدكتوراه في كافة التخصصات، لما تزل جائعة إلى حملة شهادات الدكتوراه العملية في كافة الحرف، غزة بحاجة إلى نخبة المبدعين الذين حصلوا على أعلى الشهادات من خلال خبراتهم العملية، وتجاربهم الميدانية.
www.deyaralnagab.com
|