تفاحة أدم المحرمة!!
بقلم : رابعة الختام ... 20.02.2017
المرأة إن لم تجد الحب والسعادة فكيف لها أن تمنحهما لغيرها، على الأقل من باب فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن النساء كالزهور لا ينشرن شذى عطرهن الفواح إلا إذا ارتوين حتى التشبع.
رومانسيتنا سلوك طبيعي يمكننا تعديله بسهولة، فهو ليس فعلا لاإراديا تمارسه النفس رغما عنا، ولكنه فعل نابع من قلوبنا ويمكننا اكتسابه من الغير أو تعويد أنفسنا عليه، وتقويمه إذا حاد عن الهدف، وغيّر طريقه، وتحولت بوصلته.
مشاهد مكررة في البيوت الآن أن تجد الزوج يمسك بهاتفه النقال أو جهازه الذكي وكذلك الزوجة والأبناء. الجميع مشغول بهاتفه المحمول، ومحادثات طويلة، كثيرة، متشعبة، ومتنوعة في عالم افتراضي لأشخاص افتراضيين. رجل يتحدث لامرأة قد تفوقها زوجته جمالا وأناقة ورومانسية، يبثها أشواقه ويحدثها عن أحلامه وغده، هاجرا زوجته لخدمة الصغار ومتطلبات البيت والتزاماته. للأسف هو يهجر جنة قطوفها دانية ويتبع هوى النفس البشرية التي تنظر للشجرة الوحيدة المحرمة ثمارها عليه، ويترك باقي أشجار الجنة وأطايبها كمن يقضم تفاحة آدم المحرمة.
الجميع مذنب، فلا أبرئ أحدا، ولا أستثني أحدا، وليس الزوج وحده الملام ولكن الزوجة أيضا على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه الرجل وتجاه نفسها قبله. التجديد من الداخل والخارج يجب أن يكون عادة بشرية وسلوكا ننتهجه كل فترة ونداوم عليه، نجدد من دمائنا، نستعيد رومانسيتنا البعيدة، كما نغير أماكن قطع الأثاث ونعيد تنسيقها كل فترة، علينا أن نعيد تنسيق علاقتنا مع شريك الحياة ونضفي عليها بعض البريق، نعيد إشراقها وألقها.
منذ فترة طويلة ومع ضغوط العمل والحياة، ومسؤوليات البيت، وإدمان زوجي لعمله تسرب الملل لحياتي حتى أصبح حديثي لزوجي وأبنائي مقتضبا ردا على أسئلة مقتضبة بدورها. صرنا لا نجتمع إلا وقت تناول الطعام، وحتى هذا التجمع سرقه تفاوت مواعيد دروس الأبناء، أصبح المنزل أشبه بفندق ينام فيه أغراب لا تجمعهم غير مائدة الطعام ونادرا شاشة التلفزيون. شعرت بشيء من التحدي، حاولت تجديد خطاب العشق والهيام لزوجي واستعادة رومانسية أيام زواجنا الأولى. وفي الحقيقة لم يكن هدفي الحفاظ على البيت والأبناء على الرغم من نبل الهدف، ولكن استعادة لسعادتي فأنا أستحق السعادة، فالمرأة إن لم تجد الحب والسعادة فكيف لها أن تمنحهما لغيرها، على الأقل من باب فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن النساء كالزهور لا ينشرن شذى عطرهن الفواح إلا إذا ارتوين حتى التشبع.
وما العيب في أن تبعث الزوجة لزوجها برسائل الحب والغرام، لماذا لا أراسل زوجي بأرق وأرقى الكلمات، أن أشعره بأنه وسيم، رائع، مرغوب فيه، لماذا ننتظر حدثا كارثيا لإظهار مشاعر الحب والغرام، كمرض أو غيره، ليس من الضروري أن تحدث زوجك امرأة أخرى حتى تشعرك بإمكانية إحياء مشاعره من جديد، أو أنه محط أنظار أخريات.
ليس من الضروري أن نعرف قيمة من هم في حياتنا ممن هم خارج الدائرة، لماذا نحتاج دائما إلى من يشير لنا إلى من يستحق الاهتمام. بداية الأمر قابل زوجي أفعالي بالتعجب والدهشة، ولكنه استعذبها وراقه الأمر كثيرا.
الغريب أن بعض الأزواج يراسلون نساء على مواقع التواصل الاجتماعي ويبدأون علاقات قد تصل للحب والغرام والهيام، تاركين أسرهم وبيوتهم تغط في سبات عميق، يمارسون رومانسية بعيدة المنال ويزهدون في ما بين أيديهم.
لو أملك لنشرت دعوة خاصة وهمست في أذن كل زوج وزوجة باستعادة رومانسية جميلة وتجديد الحديث مع شريك الحياة ربما بكلمة أو رسالة أو وردة حمراء، تكون رسولا يستطيع البوح بما يعجز اللسان عنه أو يتكاسل في النطق به.
كاتبة من مصر ..المصدر العرب
www.deyaralnagab.com
|