مصر..من ثورة "العِيش" إلى إرهاب"الكفتة" و"الكباب"..!!
بقلم : حاج محلي ... 19.09.2013
في حرب البسوس، ثأر عديّ"سالم" بن وائل التغلبي، لأخيه الملك" كليب"، حتى أباد البكريين من أبناء عمومته، وأحبّته، وأشبعهم موتا، واستعفاهم من المقام، طرائد تجوب الصحراء..!
تمادى فارس وائل في انتقامه وظلمه، وهُزم في آخر معاركه الدموية، وبكي...ويا لا فاجعة بكاء رجال أشدّاء، لا يطيقون ضيما، فينصاعون، بتكاثر المدد والعدد، لهوى النفس الأمّارة بالسّوء، وأوزار الحقد الدفين، في ردّ الحقوق، فتكون نهاية المطاف، هونا وهوانا ودموعا حارة....
هي نفس دموع المصريين اليوم، سرا أو علنا، مرارةٌ وشوك في الحلق، وحشرجة في الصوت، حصيلة استبدال الأدنى، بالذي هو أشرّ وأضرّ!
فراعنة "أم الدنيا"، وعلى الأخصّ، من غُرّر بهم من الغلابى، باسم أمن الوطن ، وسمعته، وصومعته، ليسوا أفضل حال من أبي ليل المهلهل، يبكون بصمت ، ويندبون بخفت، بعد شهرين من عرض "سُوس" مصر الجديدة، بواجهة الوجيه، والفاتح النزيه عبد الفتاح سعيد حسين خليل، ولواحقه، من رئيس مؤقت، مركون على الرّف، استجاب لرحلة المنطاد السّريّ، بلا عدل، ولا تبصر، وانتصر لشتات الفرقة "الناجية"، ورئيس وزراء حكمة، وفلسفة استراتيجية"هدنة القتل التي تجُبُّ ما بعدها"!
وزير أول من أهم مفاتيح "خارطة طريق الدم"، ومُفرّج كرب شعبه، بأخبار إنجازات بحبوحة "الفهلوة"، بمداخيل مثيرة، ترجمتها عوائد وفوائد، و قروض حسنة، لنهج سياسة إقتصاد نحر الإخوان، وكسر عظام الثوار، ولجم ألسنة الكفر، بحشود وتفويضات، يوليو وحزيران!
مُفجعو المحروسة، رأوا في استباق تسويغات عالم الإرهاب الافتراضي، بسوء الظن، وسوءة الضّن بالحق، وبتوقيعات مواثيق الشرفاء والأمناء، ما رأته وبلّورته ، وعمّمته، مستشارة الأمن القومي في إدارة بوش الإبن، الشقراء، كوندوليزا رايس، في نظام" الفوضى الخلّاقة"!
تجييش عواطف، ونكأ جراح عوزِ مفوّضِين، اقتنعوا حشوا وحضّا "إعلاميا"، أن وقت "الفول" و"الطعمية"، انتهى وإلى الأبد بالانقلاب، والدليل إسناد، وعون حكومات ديمقراطية، لحرب نشوة جماع " نشاز" الحرية والإنسانية
مقامات وفخامات وعواهل، لم تبخل بالملايير"المغمّسة" بكفتة "حامضة"، لتصنع قوارب نجاة شعب، من براثن، ومرود الجماعة"الباغية"!
مسلكية أطاحت بكرامة المصريين من عل، وغطّت على أكبر خدعة تاريخية،
هرولت فيها جموع من المصريين، وملأت الميدان، وانتظرت على موائدها البسيطة المعتادة، الكباب والأمان، فجاءها السلطان "السيسي" وحريمه الوزاري ، بغواية الإرهاب، لتلميع الصورة، وحبك الفزّورة، وتبرير الانقلاب، والاستلاب، والاحتلاب، والاحتراب، والانتداب، بشرعية نكسة حزيران!
المصريون في حيص بيص، تواصل باللّعان، وضرب بالنّعال، معالمٌ رسمت الحسرة والندم، فما عاد بالنفس، محلّ لطمأنينة أو سكينة، رغم تعهّد الفريق وركبه، باجتثاث إرهاب، حمّال أوجه، ترويجية، تضليلية، استعراضية، وبس!
عربدةُ مال، ورضاعة شحاذة ، وسؤال، امتطى بها فوارس العصر المصري المستنير، صهوة من صاروا، شياها وعُجولا، بالتماسات وعرائض تُنسب لشعب مجهول، يُكنّى الآن بالجهول، يُؤخذ بالنوايا، ويصدّق رعاة بشر، طفحوا العطايا والدولارات والملذات، وسدّوا عيون الخير، وقنوات الصرف، بعد اتساع بطون مجاريهم، أما المواطن الحالم بالغنائم والنعائم، فقد قبض"هباب" الريح ، واستأنس لغطا، غلطا، بحساسية مفرطة، لمن يهمس "لغوا"، ولو سهوا ، في ذات قداسة السيسي، فأضحى الجميع يفترقون غضبا، إذا لم يسُد المجالس، والملاعب، ببيان قولٍ، لا يخلطه قول، غير قول فصل "السيسي".؟!
الإنقلاب هو الإرهاب، هكذا يقول الفراعنة اليوم ، صراحة، و ضمنيا، خوفا من آذان الجدران، والحقيقة غير ذلك، فلو كان السيسي انقلابيا، فلماذا يسعى وبنظام قبّته الحديدية الاحترازية، في سيناء، لتحرير غزة، من مشعل وهنية وأبو مرزوق، أليس هؤلاء من انقلبوا على شرعية سلطة عباس..؟
شلة السيسي، أصلُ حرب بتراء، فلا اعتذار، ولا تعويض، ولا توبة، ولا عِيش، ولا كباب....يا خسارة ويا حيف..!
كاتب جزائري
www.deyaralnagab.com
|