يا طير الطاير سلم على ليفنه!!
بقلم : سهيل كيوان ... 15.08.2013
إذن ستبدأ الجولة الثانية مما يسمونها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وهي في غاية التوتر، سوف تبدأ باحتجاج وغضب إسرائيلي عنيف وكاسح هذه المرة، بسبب ‘عدم تنفيذ السلطة الفلسطينية لإلتزاماتها’، ستبدأ المفاوضةُ الإسرائيلية تسيبي ليفنه بهجوم على الوفد الفلسطيني لتحشره في الزاوية، ليقف عاجزًا عن الرد، سوف تُحرجه أمام الراعي الأمريكي، تسيبي ليفنه لن ترد على تحية ‘صباح الخير’ توطئة للهجوم، يحييها كبير المفاوضين الفلسطينيين ب-صباح الخير-، وستكتفي بإيماءة نذير ووعيد من رأسها وملامحها، وهذا سيدخل كبير المفاوضين وكذلك أصغرهم في حالة من التوتر الشديد، فما الذي أزعل الإسرائيليين!! وسيدرك الفلسطيني الذكي أنها حربٌ نفسية بلا شك،لأن المفروض وحسب المعطيات على أرض الواقع أننا نحن الذين يجب أن نزعل… وكشرتها لن تخيفنا… هم يبنون المزيد من الوحدات السكنية في أرضنا ثم يزعلون بدلا من استرضائنا، فنحن الذين يجب أن (نبوّز) ونتدلل عليهم، ولكنهم مكشّرون على الصبح بوجوهنا.. (عالم زبالة لا يريدون سلامًا ولا قرف يقرفهم).. ولكن رغم هذا، يجب أن نصبّح عليها مرة أخرى كي يفهم الراعي الأمريكي أن صدورنا أوسع مما يظنون بكثير، وأننا مستعدون لامتصاص الإهانات مهما كانت، لأننا نطمح حقا بالسّلام، وهدفنا ليس سوى السلام…
كبير المفاوضين- صباح الخير مرة أخرى سيدة ليفنه…
ليفنه- ‘هل يعقل أن تجلسوا معنا على مائدة مفاوضات بهدف مصالحة تاريخية بين الشعبين بينما أنتم تنشدون من ورائنا لصفد والناصرة وعكا وحيفا ويافا!.. هل تحسبون أننا غافلون عن فنونكم وأغانيكم وبرامجكم التحريضية! إنّه تحريض على القتل.. هذه جريمة.. كأنكم تبحثون عن حجة لتخريب المسيرة السلمية..
- هل تمزحين سيدة ليفنه؟
- إسمع هنا لا يوجد مزاح… هذا تحريض لإبادة شعب… وأنت تعرف كم نحن حساسون لهذه القضية …..
- عن ماذا تتحدثين؟
- عن أغنية محمد عساف..
- تقصدين تلك الأغنية البريئة الساذجة…
- بريئة وساذجة! أغنية يُذكر فيها أسماء صفد وطبريا وعكا وحيفا والرملة وغيرها… لم نتوقع هذه الطعنة منكم، أنتم لا تفهمون معاناتنا، نحن نقف بصعوبة أمام شعب إسرائيل الذي تعرفون عناده، لنقنعه بضرورة وجدوى العودة إلى المفاوضات، عدنا رغم الألم، عُدنا وأطلقنا سراح ستة وعشرين سجينًا أمنيًا من قتلة أبنائنا، وها أنتم تردّون علينا ببصقة على وجوهنا وتحرجوننا بأغنية من طراز الدمار الشامل، شعبنا ليس غبيًا، وسيفهم أن النوايا ما زالت قائمة لإلقاء اليهود في البحر! لقد ارتددتم عقودًا إلى الوراء، عدتم لخطابات أحمد سعيد، نحن نحتج بشدة، وندعو الراعي الأمريكي بأن يتدخل لوقف هذا العدوان، لقد عدنا إلى زمن التهديد بإبادة إسرائيل.. أنتم تقفون حيث يقف روحاني ومحمود أحمد نجادي وآية الله ونصرالله وحماس والجهاد..!
كبير المفاوضين مندهشا وقد تغير لونه -ما الذي أسمعه؟! بعد كل التنازلات تشبيهننا بهؤلاء المتطرفين الذين لا يخفون رغبتهم بإزالة إسرائيل!
- وما الفرق بينكم؟ واحد يهددنا بالنووي وآخر يهددنا بمئة ألف صاروخ وأنتم تهددون بأغنية يا طير الطاير….
- ولكن الأغنية لا تذكر قتالا أو تحريرًا، هي دعوة للطير الطاير وليس للطائرات الحربية.. بأن تسلّم على الديرة..
- وما هي هذه الديرة؟ لماذا داخل الخط الأخضر.. لماذا الكذب واللف والدوران؟
- الديرة يعني دار دور دارة… هذا مجرد حنين، لا تحاسبونا على الحنين…
- حنين إلى صفد في أقصى الشمال وإلى حيفا وعكا ويافا على الساحل والناصرة والقدس، ديرتكم هذه ليست على حدود سبعة وستين، ماذا أبقيتم لنا! هذا يعني ببساطة أنكم ما زلتم تعتبرون كل ‘أرض إسرائيل’ وطنًا لكم، وتطمحون للعودة التي تعني نهايتنا، أنتم تعدون لنا نكبة جديدة! أليس في قلوبكم رحمة، لقد آن الأوان لتجنح قلوبكم للسلام!
الراعي الأمريكي يهز رأسه موافقًا – صحيح صحيح جدا، آن الأوان لترقّ قلوب الجميع للسلام…
كبير المفاوضين الفلسطيني مخاطبًا الأمريكي- إنها تبالغ..هذه ليست سوى أغنية لا تعني شيئًا على أرض الواقع..
ليفني للراعي الأمريكي- إنهم يرقصون ويدبكون عندما يسمعون هذا الكلام، وهناك متطرفون يأخذون هذا الكلام على محمل الجد ويحاولون تطبيقه على أرض الواقع والنتيجة أعمال إرهابية.. هذه الأغنية خرق لإتفاقات أوسلو التي تنهى عن التحريض للعنف في الفن والأدب والإعلام!
-هذه أغنية تراثية لا نستطيع منع الناس من غنائها!
-تراثية؟ وهل التحريض على القتل والتهجير صار تراثا…
- أي قتل وتهجير يا سيده ليفنه… صحيح نحن نغني وندبك، ولكن أنتم تبنون الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات بالآلاف، والمستوطنون يعتدون على البشر والحيوان والشجر يوميًا، نحن الذين علينا أن نحتج على هذا بنائكم غير المشروع، بل كنا نفكر بتجميد المفاوضات، ولكننا لا نرضى بأن نحرجكم أمام الأوروبيين، ثم أنكم أدخلتم عددا من المستوطنات إلى دائرة الأفضلية القومية لدعمها ماليًا، فماذا يعني هذا؟
ليفنه- صحيح نحن لا ننكر هذا، فنحن مسؤولون عن مواطنينا حتى لو كانوا في آخر الدنيا، نحن دولة تحترم المواطن، نحن لا نهمل أحدًا، وهؤلاء المستوطنون فقراء ليس لديهم مصادر معيشة، وعلينا نحن واجب تأمين احتياجاتهم وحمايتهم، ولكننا لا نحرّضهم على القتل… أنتم تحرّضون بينما نحن نطلق سراح من قتلوا أبناءنا لأجل دفع عملية السلام… وماذا فعلتم أنتم؟ غناء تحريضي.. سنعلّق المفاوضات حتى وقف أغنية يا طير الطاير ومنع بثها تمامًا….
- وماذا مع الوحدات السكنية التي تزداد يوما بعد يوم! متى سيتوقف هذا التوسع الإستيطاني غير المشروع…
- إخجلوا وأوقفوا التحريض وحاسبوا من يغني ‘يا طير الطاير’…
الراعي الأمريكي – حسنا أين المشكلة في إقناع عساف بوقف الغناء التحريضي، إنه شاب طيب…
كبير المفاوضين – لا مشكلة سيدي مع عساف، إنه شاب مهذب ومسالم، المشكلة أصلا مع فضل شاكر الذي طلق الفن وصار متطرفًا…
www.deyaralnagab.com
|