النقب : بلدية رهط : أزمة مستمرة واتّهامات مُتبادَلة وأيام حتى اللجنة المعينة!!
بقلم : رأفت أبو عايش ... 25.06.2019
أيام معدودة تفصل ثاني أكبر مدينة عربية في البلاد عن حل مجلسها البلدي المنتخب، والوصول إلى لجنة معينة تدير المدينة بقرار من وزارة الداخلية الإسرائيلية، مع انتهاء المهلة المعطاة لإقرار ميزانية المدينة للعام 2019، والتي تنتهي في الثلاثين من الشهر الجاري. ويعيش الشارع الرهطاوي حالة من التوتر مع وصول المفاوضات بين الأطراف السياسية في المجلس البلدي إلى طريق مسدود، بعد فشل التصويت للمرة الرابعة على ميزانية البلدية في جلستها الاستثنائية، التي عُقِدت مساء يوم الأحد الماضي.
ورغم تدخُّل أطراف من المجتمع العربي في النقب، ومدينة رهط، مُمَثَّلين بلجنةِ وفاقٍ بلدية لتقريب وجهات النظر ودرء خطر اللجنة المعينة عن المدينة، إلا أن المداولات الأخيرة بين الأطراف وفشل التصويت على الميزانية البلدية للمرة الرابعة، تنذر بحلّ المجلس البلدي وتعيين لجنة من قِبَل وزير الداخلية.
عضو بلدية رهط، سلمان العتايقة
وعن الوضع الحالي والطريق المسدود للوصول إلى اتفاق في بلدية رهط، قال عضو بلدية رهط، سلمان العتايقة، من تحالف "رهط بلدنا" المعارض لـ"عرب 48 ": "على الطرفين في المجلس البلدي تقديم التنازلات قبل وقوع الكارثة والحوار المباشر وجهًا لوجه لا فيسبوكيًا وفي بيانات، إن أسوأ الأوضاع التي بالإمكان أن تحل على مدينة رهط هي إدارتها عبر لجنة معينة وإحضار أجندة التهجير الحكومية إلى قلب البلدية. رأينا هذا في جلسة التخطيط البلدي الأخيرة والتي لولا يقظة أعضاء البلدية لكانت مدخلًا لِتهجير عائلات عربية من قراها وإدخالها إلى داخل مسطح رهط. على أعضاء البلدية الوصول إلى إتفاق في الجلسة القادمة وتقديم المصلحة العامة على الخاصة والمسؤولية تقع على الجميع لمنع الخطر المحدق بنا".
بدوره قال رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان لـ"عرب 48" إننا "عملنا جاهدين منذ بداية انعقاد المجلس البلدي لمنع الوصول إلى نقطة اللاعودة ودرء التهديد لمستقبل المدينة وحرية القرار الرهطاوي، وتعاملنا مع مطالب المعارضة بنديّة وبالجدية المستحقة من طرفنا، ولم نترك أي حجة لأطراف المعارضة، وكان جلّ هدفنا تحقيق آمال الشارع الرهطاوي بعدم خسارة مصير مدينته، وتنازلنا عن الكثير حتى وصلنا إلى استعدادنا لإعطاء أكثر من 70% من الملفات والنيابات والكثيرون رأوا أننا نتنازل عن الكثير إلا المعارضة برئاسة طلال القرناوي، التي لم تقبل التصويت على الميزانية حتى اللحظة".
وقال أبو صهيبان: "عرضنا المناصفة في النيابات والقائم بأعمال وعرضنا الشراكة في ملفات الهندسة وملامح المدينة والمركز الجماهيري وغيرها حتى وصلنا إلى عرض المناصفة في جميع الملفات حسب طلبات المعارضة، باستثناء ملف التربية والتعليم، ولكن هذا لم يُرضِ الطرف الآخر الذي نادى بالمناصفة، وظلَّ توجه طلال القريناوي لإفشال التصويت على الميزانية وعدم التعاون حتى وصلنا إلى مراحل الخطر الحالية ونرى لجنة معينة أمامنا".
وأضاف أبو صهيبان: "تقدمنا بطلب إلى وزير الداخلية لتمديد فترة المفاوضات بين الأطراف للوصول إلى اتفاق وعدم حل البلدية، ولكن طلال القريناوي اعترض حتى على هذا الطلب، فهل من يعترض على تمديد فترة الحوار لمنع مجيئ لجنة معينة إلى البلدية، يريد الوصول إلى اتفاق أم يريد تفكيك البلدية؟".
وذكر أبو صهيبان أنه "منذ اليوم الأول، عقدت المعارضة التزامات بنكية بين أفرادها تصل حتى 2 مليون دولار، يلزم من يحيد عن موقف المعارضة من أفراد تحالف رهط بلدنا بدفعها، وتمنعهم اليوم من اتخاذ الموقف الصحيح وإنقاذ مدينة رهط من خطر اللجنة المعينة".
وأنهى أبو صهيبان حديثه بالقول: "سيناريو لجنة معينة هو جريمة بحقّ مدينة رهط والتي نريد لها الحرية في اتخاذ قراراتها، ووقوفها في وجه الأجندات الخارجية التي تهدد أهل رهط وقضية النقب، كما أن حل بلدية رهط أن لا يخدم أي طرف، وسوف يؤثر على مستقبلنا السياسي الكامل في المدينة، لهذا يجب تقديم التنازلات والوصول إلى نتيجة تحفظ لمدينة رهط مكانتها، ومازلنا نأمل الخير من الطرف الآخر ومن الشارع الرهطاوي بالضغط على ممثليه في البلدية لتقديم المصلحة العامة أولًا. الكرة في ملعب طلال القريناوي ومستقبل رهط نقرره باتفاقنا وعملنا المشترك".
وعن موقف المعارضة في بلدية رهط الممثلة في تحالف "رهط بلدنا"، قال الناطق باسم التحالف، المربي حسن النصاصرة، لـ"عرب 48" إن "الادعاء بأن المناصفة عرضت على تحالف "رهط بلدنا" غير دقيق، ورئيس بلدية رهط لم يقُم بالمجهود المستحق واللازم للوصول إلى اتفاق. تحالف رهط بلدنا حصل على 58% من أصوات مواطني مدينة رهط، وهو التحالف الأكبر وصاحب شرعية كاملة للمناصفة والتقسيم العادل، ولكن رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان لم يتعامل مع المعارضة البلدية بالندية التي تستحقها، ولم يرد إشراك أعضاء تحالف رهط بلدنا في أي مرحلة في إطار الشراكة الحقيقية".
وتابع النصاصرة حديثه: "حتى اللحظة لم يجلس رئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان، في أي جلسة مفاوضات مباشرة مع المعارضة، ولم يناقش طلبات المعارضة وجهًا لوجه في أي مرحلة، والمفاوضات الوحيدة التي يديرها فايز أبو صهيبان هي مفاوضات فيسبوكية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل غير جدي وغير ملائم لحجم المعارضة البلدية في مدينة رهط، بالإضافة إلى أن أبو صهيبان دعا لتشكيل لجنة تفاوض من أعضاء ومساعدين للرئيس، وليس هو المفاوض على تشكيل الائتلاف البلدي، فأي جدية هذه؟".
وأضاف النصاصرة: "رئيس البلدية خلال فترة المفاوضات سافر في إجازة إلى تركيا بدلًا من أن يعمل على تشكيل المجلس البلدي ودحر خطر اللجنة المعينة عن مستقبل المدينة، وذهب ليساعد صديقه في انتخابات بلدية إسطنبول بدل أن يعمل على تشكيل بلدية رهط، لربما على سيناريو إسطنبول أن يحدث في رهط وعلى أبو صهيبان أن يستقيل ويترك الأمر للمعارضة لمنع وصول اللجنة المعينة إلى إدارة البلدية".
وقال: "لا يريد أبو صهيبان تشكيل ائتلاف بلدي، بل إنه يعوّل على تفكيك المجلس البلدي، وإرسال أعضاء المجلس البلدي إلى البيت، وتعيين لجنة معينة من أعضاء وزاريين ظنًا منه أنه سيبقى في رئاسة البلدية دون وجود أعضاء تحالف رهط بلدنا فيها".
وختم النصاصرة: "طلبنا في تحالف رهط بلدنا المناصفة والشراكة وأعطينا اقتراحات منها أن نحصل على ملف التربية والتعليم وملف الهندسة وملف المشتريات أو ملف التربية والتعليم وملف تحسين المنظر العام للبلدة، ولم يتم التعامل بجدية مع مطالبنا، ونحن نقول إن المعارضة يمثلها 9 أعضاء في المجلس البلدي ولها كل الشرعية في مطالبها، فإما أن يمنع أبو صهيبان خطر اللجنة المعينة بالموافقة الكاملة على مطالبنا، أو باستقالتة"!! *المصدر :عرب ٤٨
www.deyaralnagab.com
|