الاعلان عن تأسيس المجلس النسائي النقباوي!!
بقلم : انصاف ابو شارب ... 02.01.2018
اعلن مركز حقوق النساء العربيات في النقب لجمعية "إيتاخ معكِ – حقوقيات من أجل العدالة الاجتماعية" وجمعية "سدرة" النسائية في اللقية، عن تأسيس المجلس النسائي النقباوي بحضور العشرات من نساء قرى النقب المختلفة. المجلس سيعمل على دمج النساء العربيات البدويات في مراكز صنع القرار وضمن الحلبة السياسية، بغية تعزيز تمثيلهن وإسماع صوتهن في الحيّز العام، الذي تمّ حتى الآن إقصاؤهن منه.
يتطلع المجلس إلى تشجيع الحضور النسائي في مراكز صنع القرار، على صعيدي السلطات المحلية ولجان القرى غير المعترف بها والاطر السياسية المعروفة. وإلى تحقيق رؤيا البرنامج الساعي لإحلال التغيير وتمثيل النساء عبر ترشحهن في انتخابات السلطات المحلية. تغيير يتجاوز كونهن منتَخِبات فقط للمرشحين الرجال، لتصبحن مرشحات ومنتَخَبات في انتخابات السلطات المحلية القادمة في نهاية 2018؛ ومن خلال ذلك، تغيير الواقع الحالي الذي يخلو كلّية من نساء عضوات مجلس محلي أو بلدي، الى جانب عدد ضئيل جداً منهن كمديرات أقسام غالبا تتعلق بشؤون النساء.
وقد شاركت في انطلاقة المجلس النسائي عايدة توما سليمان ووصفتها بخطوة غير مسبوقة وهامة جدا. وعلى النساء ان يكن حاضرات وفي صلب الحدث وكل حدث، والقصد ان تكون المرأة موجودة وواعية لما يحدث ايضا فكريا. على المرأة ان تكون لها كلمة واضحة في طرح الحلول في القضايا المركزية، مثلا في قضية العنف المستشري وايضا في الحق على المسكن وهدم البيوت، وهي جزء من التغيير وعلى المرأة أن تختار بكامل إرادتها وحريتها من يمثلها في الانتخابات وتنتخبه.
كما وشارك النائب يوسف العطاونة الذي بارك على انطلاقة المجلس النسائي النقباوي ووصفها بالخطوة الجريئة. وأبدى استعداده لدعم المجلس النسائي، وأكد على الحاجة الماسة للالتفاف والتلاحم رجال ونساء لمواجهة سياسات الدولة العنصرية وبالذات في النقب والتحديات الاجتماعية الذي يفرض العمل والنضال المشترك.
*نبذة عن مشروع "أنتِ في صلب الحدث"
لا شكّ، أن حقيقة عدم وجود أية إمرأة عربية لغاية العام 2017 كعضوة مجلس محلي أو رئيسة سلطة محلية، تستدعي التوقف وإجراء تغيير جهازي شامل. منذ عامين، بدأ البرنامج النسائي الطلائعي "أنتِ في صلب الحدث"، الذي عمل على تأهيل واعداد نساء عربيات من النقب للالتحاق بالميادين العامة والاندماج بمناصب وفعاليات ضمن الحلبات الجماهيرية والسياسية والإجتماعية.
لقد ضمّ المشروع ما يزيد عن 250 امرأة من 10 قرى معترف بها وغير معترف بها، إضافة لمدينة رهط، شاركن بحلقات دراسية حقوقية أكسبتهن معلومات أساسية وأدوات تؤهلهن للقيام بأدوار قيادية داخل مجتمعاتهن. لاحقاً، تمّ اختيار حوالي 100 امرأة منهن وجرى تأهيلهن للقيام بخلق ميادين نسائية آمنة (كاللجان النسائية) التي تفسح المجال أمام العمل النسائي وإسماع الصوت الأصيل المباشر من المصدر دون أية وساطات. كما وبُذلت جهود عديدة لتشييد بنى تحتية داعمة للنساء داخل الهيئات والمؤسسات المختلفة في المجتمع المحلي، وذلك لتمكينهن من المشاركة الفعالة في الحياة العامة، على المستويين المحلي والقطري.
وقد قادت المشروع والاعلان عن تأسيس المجلس النسائي كل من المحامية إنصاف أبو شارب، مديرة مركز حقوق النساء العربيات في النقب- جمعية "إيتاخ معكِ – حقوقيات من أجل العدالة الاجتماعية" والسيدة أمل النصاصرة مديرة جمعية سدرة النسائية من اللقية.
المحامية انصاف أبو شارب: "إطلاق مجلس النساء البدويات هو حدث تاريخي محرّك بالنسبة لكل امرأة بدوية في النقب والمجتمع البدوي بشكل عام. سيعمل هذا المجلس بمختلف القرى والمؤسسات بغية تحقيق التمثيل الذي يليق بالنساء البدويات في كافة المواضيع والقضايا المتعلقة بهن".
"من غير المعقول أن تبقى أبواب السلطات المحلية موصدة أمام النساء، لذا جاء المؤتمر من أجل إزاحة المعيقات والأفكار المسبقة فيما يخص قدرة النساء على المشاركة في اللعبة السياسية. إننا على يقين بأن كل المشاريع والقرارات التي تشارك بها النساء داخل السلطات المحلية والتي يتم العمل عليها من وجهة نظر جندرية، ستحقق أهدافها بشكل أفضل لصالح المجتمع ككلّ. كما أن هذا الأمر سيعزز الديمقراطية ويساعد على إنجاح أعمال السلطات المحلية والبلدات ككل".
أمل النصاصرة، مديرة شريكة لجمعية "سدرة" النسائية -اللقية: "لا يمكن التسليم بوجود عدد ضئيل من النساء مديرات أقسام أو أعضاء لجان مختلفة في السلطات المحلية، وفي العموم نجدهن في المناصب والأقسام المتعلقة بالنساء، كالرفاه الاجتماعي وروضات الأطفال والطفولة المبكرة. ولا يمكن أيضاً إصلاح المجتمع وتحقيق تطوره وازدهاره من دون الإعتراف بأهمية مشاركة المرأة العربية في هذه السيرورة من داخل السلطة نفسها".
www.deyaralnagab.com
|