صحافة: نيويورك تايمز: حزب الله يمارس لعبة توازنات في حرب غزة وبانتظار خطاب نصرالله!!
01.11.2023
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن موقف حزب الله من العدوان الإسرائيلي على غزة. فبعد سنوات من التحضير للحرب مع إسرائيل، يبدو الحزب موزعا بين الحفاظ على مصداقيته كحامٍ للفلسطينيين، وتردده في جر لبنان إلى حرب شاملة.
وفي التقرير الذي أعدته ماريا أبي حبيب وبن هبارد، قالا فيه إنه في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الإسرائيلية إلى غزة بهدف تدمير حماس، يراقب العالم عن كثب ما يجري على الحدود الشمالية، حيث تخوض القوات الإسرائيلية مناوشات مكثفة مع عدو قوي، وهو حزب الله.
ووجد الحزب نفسه في موقع غير مريح منذ هجوم حليفته حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، وبعد سنوات من التحضير للمواجهة، يجد الحزب نفسه موزعا بين الدفاع عن الفلسطينيين، وجر لبنان إلى حرب شاملة كما فعل في 2006.
وقدم الحزب نفسه، على مدى أربعين عاما من وجوده، كحامٍ للبنان وحركة مقاومة ضد إسرائيل تدعم الدولة الفلسطينية، لكن بعد 3 أيام من التوغل الإسرائيلي في غزة، وزيادة حصيلة الضحايا الفلسطينيين عن 8000، فقد كان رد الحزب مثيرا للقلق ومنضبطا.
ويشير الموقف المتوازن لحزب الله، إلى دوره الكبير في لبنان، كأكبر قوة سياسية وعسكرية، مما يعني أن الحكومة اللبنانية لا تستطيع السيطرة على قراراته التي تؤثر على البلد. وكذلك يعتبر حزب الله أكبر قوة من القوى التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط، وهو يوحي بأن قرارات الحزب تتجاوز الحدود اللبنانية.
والسؤال المطروح، هل يمكن للحزب الحفاظ على سمعته كطليعة المقاومة في وقت تتقدم إسرائيل بمناطق واسعة من غزة؟ و
يمكن لحزب الله الذي كانت آخر مواجهة له مع إسرائيل في 2006 الضغط على دولة الاحتلال وجيشها متورط في غزة، إلا أن ما يمنعه من دخول المواجهة هي حسابات لبنانية وإقليمية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله أبو حبيب قوله: “كل لبنان بمن فيهم حزب الله، لا نريد الحرب… هناك ضغوط غربية على حزب الله لألا يدخل الحرب، وتحاورنا مع حزب الله، وانطباعي أنهم لن يبدأوا حربا، ولكن هل ستبدأ إسرائيل الحرب؟ نحتاج لضغط مساو عليهم أيضا”.
وضغط الأمريكيون وإن بشكل خاص على الإسرائيليين لعدم ضرب حزب الله بطريقة تغرق المنطقة في حمام دم. وقال وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر: “لا نبحث عن تصعيد في الشمال”، مضيفا أن حزب الله قد يقرر التصعيد وسترد إسرائيل. وأكد: “نأمل ألا يرتكبوا ذلك الخطأ… لقد ارتكبوا خطأ، كما اعتقد في 2006، وأعتقد أن زعيم الحزب قال إنه لو عرف الرد الإسرائيلي، لما بدأ ذلك، وصدقني، فإننا سنجعل رد 2006 يشبه لعبة أطفال”.
ويقول أبو حبيب إنه لو ساء الوضع في غزة وصعدت إسرائيل في الشمال، فلن يكون أمام حزب الله إلا الرد. وقال بعض قادة حماس إنهم توقعوا أكثر من الحزب. وقال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، خالد مشعل، إن حلفاء الحركة الإقليميين يمكنهم دعم جهود الحرب أكثر “عندما ترتكب جريمة كهذه في غزة، هناك حاجة للأمور العظيمة”، و”لكن علينا أن نشير إلى لبنان وحزب الله”.
ولدى الحزب قدرات عسكرية متطورة، خاصة منذ حرب 2006، ويقدر أن لديه 150000 صاروخ. وتقول مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي الشرق الأوسط: “حزب الله اليوم في وضع يستطيع فيه التسبب بألم لإسرائيل لو اختار دخول الحرب”، مشيرة إلى أن ساحة الحرب التي يختارها الحزب قد تكون متنوعة وليس بالضرورة لبنان.
وظل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله هادئا منذ 7 أكتوبر، ومن المتوقع أن يلقي خطابا يوم الجمعة. وقال مسؤول على علاقة مع الحزب إن خطهم الأحمر هو تدمير حماس، وإنهم سيدخلون الحرب لو كانت حماس في مرحلتها الأخيرة، لكن هدف إسرائيل هو تدمير حماس.وقال دبلوماسي في بيروت إن الحزب يخبر شركاءه أن حماس في وضع جيد وليست بحاجة للمساعدة في الوقت الحالي.
www.deyaralnagab.com
|