logo
1 2 3 41058
صحافة : ليبراسيون: اختفاء بريغوجين يمثل تصعيدًا في حجم عمليات التطهير ويُعزز سلطة بوتين!!
25.08.2023

قالت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ إن اختفاء يفغيني بريغوجين يمثل تصعيدًا في حجم عمليات التطهير لأولئك الذين كانوا من بين الأقرب ولم يعودوا بمنأى بعد أن ارتكبوا خطأ، وهكذا يبدو أن الرئيس الروسي يضمن بقاءه في السلطة. ولكنه يهدد أيضاً بتغذية السخط الداخلي.
الصحيفة الفرنسية، أضافت القول إنه من العواصم الغربية إلى الرئاسة الأوكرانية، ومن معسكرات فاغنر الأفريقية إلى حلقات التلغرام التي يتدفق فيها مقاتلوه، إلى الصالونات الفاخرة لأقلية الأوليغارشية الروسية وقاعات مجلس الدوما، لا يبدو أن أحداً يشك في أن يفغيني بريغوجين قد دفع ثمن تمرده يومي 23 و24 يونيو الماضي. فعلى نحو غير مسبوق في عهد بوتين، هز التمرد الذي تم إحباطه بسرعة الكرملين وأذهل العالم. في ذلك الوقت، رأى الجميع بريغوجين ميتًا بين عشية وضحاها. قال جو بايدن مازحا في شهر يوليو الماضي: ‘‘لو كنت مكانه، كنت سأراقب ما آكله’’. كما أخرجت العديد من وسائل الإعلام الروسية من أرشيفاتها مقابلة تلفزيونية مع بوتين تعود إلى عام 2018، سأله فيها الصحافي “هل تعرف كيف تسامح؟” فكان رده: ‘‘نعم، ولكن ليس كل شيء’’.. ما الذي لا يمكنك أن تغفره؟ يضيف الصحافي، فيرد الرئيس الروسي: ‘‘الخيانة’’.
لم يكن سلوك يفغيني بريغوجين سلوك شخص من المفترض أن يُنسى، بل سلوك رجل ما زال واثقًا من موقع قوته، إلى حد ارتكاب خطيئة الفخر بمغادرة معقله الإفريقي إلى موسكو يوم الأربعاء، ربما للمشاركة، بحسب بعض المصادر، في اجتماع بوزارة الدفاع الروسية. فخ نصبه الكرملين، والذي كان سيستغل بعد ذلك وجود ركائز فاغنر الثلاثة في نفس الطائرة لقطع رأس قيادة ميليشيا أصبحت مرهقة للغاية، لا سيما في أفريقيا.
واعتبرت ‘‘ليبراسيون’’ أن فن التطهير تقليد سوفييتي، مضيفة أن فلاديمير بوتين يقدم لنفسه، بعد القضاء على بريغوجين، فرصة جيدة للسلطة، ويذكر أنه قبل كل شيء زعيم شلة مافيا تجعل من الولاء قيمة أساسية، والموت هو العقوبة الوحيدة لمن ينسى ذلك. وهو، الذي كان من الممكن أن يقال إنه قد أضعفه تمرد فاغنر، يُظهر أنه ما يزال يتقن فن التطهير، وهو تقليد سوفييتي مشترك مع حلفائه الصينيين والكوريين الشماليين. لا يوجد شيء مبتكر أو صعب التنفيذ، ولكنه ليس بالضرورة خاليًا من المخاطر عندما يتعلق الأمر برجل مثل بريغوجين، الذي نصب نفسه كوطني عظيم، بخطاب صادق قال فيه إن الحرب في أوكرانيا كانت سيئة الإعداد.
مع تجاوز الحرب في أوكرانيا 18 شهرًا يوم الخميس، يواصل الرئيس الروسي تصوير نفسه على أنه حصن ضد الغرب المنحط، المصمم وفقًا له على ‘‘القضاء’’ على روسيا. وهو يحث المواطنين، الذين أذهلتهم الدعاية، على دعم المجهود الحربي ضد كييف، أو على الأقل عدم معارضته. أولئك الذين خاطروا – المعارضون الديمقراطيون، والناشطون المناهضون للحرب، والمنظمات غير الحكومية – تعرضوا للقمع الشديد والوحشي، بدءًا من أوليغ أورلوف إلى المعارضين إيليا إياتشين وفلاديمير كارا مورزا، وأليكسي نافالني، جميعهم حُكم عليهم بالسجن لفترات مشددة. ولم يعد القمع يستثني الأجانب، مثل الصحافي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقل في نهاية مارس/آذار في روسيا بتهمة ‘‘التجسس’’، وهو الاتهام الذي يرفضه بشكل قاطع. مددت محكمة في موسكو يوم الخميس الحبس الاحتياطي لمراسل وول ستريت جورنال.
وتابعت ‘‘ليبراسيون’’ القول إن ‘‘هذا الإلغاء للمشهد الديمقراطي والقانوني سيستمر على الأرجح إلى ما بعد الدورة الانتخابية الحالية”، كما يتوقع ألكسندر بونوف، الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في إشارة إلى الانتخابات الإقليمية في سبتمبر/أيلول، وقبل كل شيء، إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/آذار 2024. استنادا إلى قوة المراجعة الدستورية التي تم اعتمادها في ربيع عام 2021، أصبح لدى فلاديمير بوتين الآن مطلق الحرية في الترشح لفترتين جديدتين مدة كل منهما ست سنوات، في العام المقبل ثم في عام 2030. وهو إجراء شكلي بحت، كما هو معترف به، وفي اعتراف نادر لصحيفة نيويورك تايمز، قال المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف في أوائل أغسطس/آب: ‘‘انتخاباتنا الرئاسية ليست ديمقراطية حقًا، إنها بيروقراطية باهظة الثمن. سيتم إعادة انتخاب فلاديمير بوتين العام المقبل بنسبة تزيد على 90% من الأصوات”.
واعتبرت ‘‘ليبراسيون’’ أنه مثلما سلط تمرد بريغوجين الضوء على العيوب، فإن القضاء عليه يمكن أن يترك آثارًا. ‘‘من السهل قمع الأعداء’’ ولكن الأخطر هو ‘‘مهاجمة أعدائك’’، كما يشير ألكسندر باونوف. وقالت فرانسواز توم، المؤرخة المتخصصة في شؤون روسيا، لـ ‘‘ليبراسيون’’: ‘‘مع اغتيال قادة فاغنر، يمكننا القول إن الإرهاب يتصاعد أعلى فأعلى في صرح القوة الروسية’’. وهذا مؤشر الأزمة التي تتطور داخل السلطة نفسها، ومؤشر تحلل النخب الحاكمة الروسية. العناكب بدأت تأكل بعضها البعض في الجرة، تقول ‘‘ليبراسيون’’.


www.deyaralnagab.com