logo
1 2 3 41058
صحافة : “واشنطن بوست”: على إدارة بايدن الانتباه لمحور بكين- موسكو.. وشي يستخدم الورقة الروسية ضد أمريكا!!
26.03.2023

دعت صحيفة “واشنطن بوست”، في افتتاحيتها، الولايات المتحدة لأن تكون واعية وحَذِرة من محور بكين- موسكو. وقالت إن القرار الأمريكي الزلزالي، في السبعينات من القرن الماضي، لتطبيع العلاقات مع الصين ورَفْع الحظر عن بيع الأسلحة الحساسة للصين عُرف “بلعب الورقة الصينية” بهدف إحباط الاتحاد السوفييتي. إلا أن زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ هذا الشهر إلى موسكو، والتي استمرت ثلاثة أيام، أظهرت أن شي مستعد للعب الورقة الروسية لوقف المحاولات الأمريكية الهادفة لمحاصرة الصين واحتواء صعودها العسكري والاقتصادي.
وترى الصحيفة أن التحالف المتزايد بين أكبر المتحدين الإستراتيجيين لأمريكا يحمل إمكانية حرف النظام الدولي بطريقة عميقة، كما فعلت الولايات المتحدة قبل نصف قرن. وعليه، يجب أن تكون أمريكا ونخبتها السياسية جاهزة للرد.
وتشترك الصين وروسيا بنفس المخاوف، ومحاولات تطويقهما من الولايات المتحدة والناتو. وترى روسيا في توسّع حلف الناتو شرقاً كتهديد وجودي عليها، وكان هذا السبب الرئيسي وراء قرار فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا، العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، تخشى الصين من محاولة الولايات المتحدة خلق مظلة جديدة، وهي “ناتو إندو- باسيفكي”، عبر عقد سلسلة اتفاقيات أمنية من الفلبين إلى أستراليا.
علاوة على ذلك، تشترك روسيا والصين في الموقف المزدري للقيم الديمقراطية الغربية والنظام العالمي القائم على القوانين وتهيمن عليه الولايات المتحدة. فالنظام الذي تدعو إليه الصين وروسيا مبني على الثقة بالنظام الديكتاتوري.
وعندما التقى الزعيمان، هنّأَ بوتين شي على انتخابه لولاية ثالثة غير مسبوقة، ورد شي بأنه يتوقع فوز بوتين في حملته الانتخابية عام 2024.
وهناك مسألة أخرى تتعلق بملكية روسيا أكبر مخزون للأسلحة النووية، إلى جانب الصين التي تملك ثلث ترسانة العالم النووية. وتعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية لكي تعدل المستوى مع الترسانة النووية الأمريكية، وخلال العقد المقبل.
وباتت موسكو الشريك الأصغر في شراكة “بلا حدود” بين البلدين، فهي تحتاج إلى الصين كي تشتري نفطها وغازها وحبوبها نظراً لإغلاق الأسواق الأوروبية أمامها والعقوبات التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها في أوروبا وأماكن أخرى ضدها، وهي بحاجة لإمدادات من البضائع الغربية التي اختفت من رفوف المحلات.
وواصلت الصين إمداد روسيا بالطائرات المسيرة وقطع المسيرات وأشباه الموصلات، ولا توجد تقارير عن تزويد موسكو بأسلحة فتاكة، وهو أمر حذرت إدارة بايدن بكين بأنه سيكون تجاوزاً للخط الأحمر. ورغم الموقف المؤيد لروسيا، هناك إشارات عن لعب الصين دور صانع السلام، فبعد نجاحها في الصفقة السعودية- الإيرانية، سافرَ شي إلى موسكو ومعه خطة السلام المكونة من 10 بنود لوقف الحرب في أوكرانيا، وتبين لاحقاً أن الخطة ليست سوى مجموعة من الدعوات المبتذلة للحوار وضبط النفس. ولم يظهِر شي اهتماماً بزيارة كييف ولقاء الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي، كما فعل الرئيس جو بايدن والرؤساء الآخرون.
وقام رئيس الوزراء الياباني فوميو كاشيدا بزيارة مفاجئة في نفس الوقت الذي زار فيه شي موسكو. وقالت الصحيفة إن الرئيس بايدن أطّرَ الحرب في أوكرانيا بأنها “معركة بين الديمقراطية والاستبداد، وبين الحرية والاضطهاد، وبين نظام يحكم بالقوانين وآخر تحرّكه القوة الغاشمة”. ورغم صحّة حجّته إلا أن كلامه لديه محدودية لإقناع شي الذي يحاول الترويج لفكرة أن الديمقراطية على الطريقة الغربية لم تعد مهمة، أو عفا عليها الزمن.
وربما اقتنع شي من خلال تذكيره بضرورة الاهتمام بمصالحه واستخدام علاقة الصداقة مع بوتين، لكي ينهي الحرب. فالتجارة والعلاقات الاقتصادية الصينية مع أوروبا تظل أهم من تلك التي مع روسيا.
ويجب أن يذكر بهذا في كل لقاء مع مسؤول أوروبي، بدءاً من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي سيتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي الدورية هذا العام، وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، الذي سيزور الصين الشهر المقبل. وعلى الأوروبيين إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى شي وضرورة استخدام نفوذه مع بوتين لوقف النزاع وعدم تعزيز الاقتصاد الروسي.


www.deyaralnagab.com