صحافة : فايننشال تايمز: قطر أثبتت خطأ المشككين ونجحت في تنظيم المونديال!!
19.12.2022
لم تتوقف الحملة الإعلامية ضد قطر بسبب تنظيم كأس العالم 2022، ولكنها استطاعت إرباك المشككين بها، والمتشككين في قدرتها عندما بدأ اللاعبون يتنافسون، والمباريات وصلت ذروتها بعد شهر من المنافسات بنهائي فرنسا والأرجنتين اليوم الأحد.
فكأس العالم الذي نظمه أول بلد عربي يعتبر الأكثر تمحيصا في تاريخ البطولة، حيث ظل الإعلام الغربي يثير قضايا مثل حقوق العمال الذين شاركوا في إنشاء البنى التحتية، إلى جانب لبس شارات المثليين ومنع البيرة في الملاعب وقضايا تتعلق بالسكن غير المكتمل ومشاكل في التذاكر الإلكترونية.
في تقرير أعده جوش نوبل وسايمون كير لصحيفة “فايننشال تايمز” قبل انطلاق نهائي كأس العالم، والحفل الختامي، قالا فيه إنه بعد الصافرة النهائية في مباراة السعودية والأرجنتين في اليوم الثالث من المباريات، شعر المنظمون بالارتياح، فقد كان هناك شيء جديد غير القضايا التي أثارها الإعلام. فعندما بدأت المباريات، كانت توقعات الذين حضروا إلى الدوحة متدنية. إلا أن التحركات في الملعب طغت على كل الكلام، فقد تبع فوز السعودية مفاجآت أخرى إلى جانب لحظات رائعة، حيث تعوّد المشجعون على وتيرة الدوحة وجوّها الكوزموبوليتي. ونقلت الصحيفة عن القطري عبد الله درويش قوله: “كنت في حالة عصبية قبل افتتاح المباريات، أي شيء صغير كان الإعلام يلتقطه” ولكن “شعرت بالراحة بعد انطلاق المباريات”.
وقدمت منافسات كأس العالم الكثير من القصص التي لا تُنسى، مثل المغرب الذي أصبح أول بلد عربي وإفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، واللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بات أول لاعب يسجل في 5 نسخ من كأس العالم. وقالت الصحيفة إن المباراة النهائية اليوم الأحد، تعد بتقديم نهاية عظيمة، حيث المواجهة بين ليونيل ميسي وكيليان إمبابي، وكلاهما زميلان في نادي باريس سان جيرمان الذي تملكه قطر.
وتقول الصحيفة إن المنظمين القطريين شعروا بالراحة للطريقة التي تكشفت فيها المباريات. وكان نظام المواصلات في الدوحة قادرا على استيعاب التدفق الهائل من الزوار، مترو الدوحة بمحطاته الـ37 محطة، وأسطول من الحافلات يصل إلى نحو 4000 حافلة. وحضر مونديال قطر أكثر من 3.2 مليون مشجع، حيث عقدت المباريات بدون أي حادث يتعلق بالسلامة.
وقال مستشار: “تشعر قطر أنها نجحت.. أثبتوا خطأ المشككين وجعلوا المنطقة فخورة.”. ولم تقدم المباريات صورة عن قطرن لكنها سرّعت بناء البنية التحتية التي كانت جزءا من دفع الحكومة لتنويع الاقتصاد وإبعاده عن الهيدروكروبون الذي يغذي ثروتها العظيمة. وقالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في جامعة كولومبيا، إن الدولة المضيفة أنفقت 200 مليار دولار جلبت “الماركة المعترف بها والاسم الذي يستحق العناء بالنسبة للقطريين”. وأضافت: “فعلوا هذا بأنفسهم بدون مساعدة إقليمية في بلد صغير جدا وهو أمر رائع”.
وقال جيانو إنفانتينو، رئيس الفيفا يوم الجمعة، إن مونديال قطر هو “الأفضل على الإطلاق” وساهم في جسر الانقسام الثقافي بين الشرق الأوسط وبقية العالم. وقال: “بالنسبة لي، كان كأس العالم نجاحا بشكل لا يصدق وعلى كل الجبهات”.
ومن الناحية المالية، وصلت مدخولات الفيفا إلى 7.5 مليار دولار، بزيادة عن 6.4 مليار دولار في كأس العالم في روسيا عام 2018. ومن المتوقع أن يزداد النمو السريع. وقدم إنفانتينو توقعات مبدئية لدورة 2026 بـ11 مليار دولار، عندما ستعقد المباريات بطريقة مشتركة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ولم تبخل بعض الشخصيات المهمة والمتابعون لمباريات كرة القدم في مديح قطر والفترة التي قضوها هناك. وقال ديفيد دين، نائب رئيس نادي أرسنال السابق، إن المباريات كانت “ناجحة جدا”. وقال للصحافيين أمام فندق ولدورف إستوريا: “يستحق القطريون الثناء بشأن الطريقة التي أداروا فيها المنافسات… لقد قاموا بعمل جيد”.
وتشير الصحيفة إلى أن المونديال لم يكن بدون بعض المشاكل، مثل ملاحقة المشجعين الإيرانيين الذين حاولوا الاحتجاج ضد حكومتهم، والشدة مع المشجعين المغاربة في المناطق المخصصة لهم، بالإضافة لمنع المشجعين الذين حاولوا لبس شارات المثليين خلافا لتعليمات الفيفا.
وترى الصحيفة أن الجدل سيظل يلاحق قطر بعد إطلاق الحكم صافرته الأخيرة في المونديال، في ضوء اتهام مسؤولين في الاتحاد الأوروبي بتلقي رشاوى من قطر للتأثير، ووصفت الدوحة الاتهامات بأنها “عارية عن الصحة”.
وستظل هناك أسئلة حول ميراث المونديال، وماذا ستفعل قطر بالمنشآت التي بنتها، فقد بنت أماكن خاصة بالمناسبة، بما فيها ملعب لوسيل الذي يستوعب 90.000 ألف مشجع. ولا حاجة للبلد إلى هذه البنى التحتية، إلا إن ما ستفعله بها قطر غامضا. وملعب 974 الذي وصف بأنه مؤقت، سيتم تفكيكه وشحنه إلى مكانه الجديد الذي لم يحدد بعد. وقالت الصحيفة إن جماعات المشجعين في أوروبا كانت متحفظة في تقييمها لمباريات قطر. وقال رونان إيفين، رئيس رابطة المشجعين في أوروبا، إن السلامة والسكن والنقل في قطر كانت “جيدة جدا وأكبر من المتوقع. وقال إن التواصل مع المنظمين كان فقيرا، كما أن أسعار السكن والتذاكر العالية جعلت الكثير من المشجعين بأموال قليلة بدون خيار، وهو الانتظار بين المباريات في بلد المعالم السياحية فيه قليلة.
وقال إيفين: “بالنسبة للمشجعين الذين قضوا وقتهم في فنادق راقية، فالتجربة كان جميلة كما أرى”، أما “بالنسبة لمن سافروا بميزانية محدودة، فقد كان انتظارا طويلا ومملا في قطر”.
www.deyaralnagab.com
|