صحافة : مجلة فرنسية: اختيار شخصيات “تافهة” في بروكسل أدى إلى ثغرات في الاتحاد الأوروبي يستغلها خصومه بلا رحمة!!
18.04.2021
في مقال حول ما بات يعرف بـ”واقعة الكرسي” في قصر “السلطان الجديد” الفخم خلال استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم السادس من الشهر الجاري، ذكّرت مجلة” لوبوان” الفرنسية أن رجال الدين البيزنطيين ناقشوا مواضيع غامضة مثل جنس الملائكة عندما هاجمت الجيوش العثمانية القسطنطينية في القرن الخامس عشر. واليوم يُظهر الاتحاد الأوروبي نفس العمى من خلال المشاحنات البروتوكول، في وقت تواجه فيه الحريات وأسلوب حياة مواطنيه خطراً متزايداً.
واعتبرت المجلة أن ‘‘الزلة’’ الدبلوماسية التي ارتكبها قادة الاتحاد الأوروبي في أنقرة تضر بهم، وتُظهر التنافس الطفولي لمؤسسات بروكسل وضعف قادتها وضعف الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي.
ووصفت ‘‘لوبوان’’ مشهد جلوس أردوغان وميشيل على مقعديهما، تاركين فون دير لاين واقفة تحدق بهما قبل جلوسها على الأريكة كما فعل وزير خارجية تركيا، وصفته بالمشهد المهين، قائلة إن الرئيس التركي الذي عرضت عليه الفرصة لإذلال الاتحاد الأوروبي على طبق من ذهب لن يتركها تفلت من يديْه طبعا. وتساءلت المجلة متعجبة: “كيف يمكن للاتحاد الأوروبي الادعاء بأن له وزناً في العالم إذا كان موضَع سخرية؟”.
فبينما تروج تركيا أردوغان لأطروحات خطيرة لــ”الإسلام السياسي وتدوس على حقوق الإنسان وتحشد روسيا ضد أوكرانيا والمعارض أليكسي نافالني، وتكثف إيران استعداداتها النووية وتستعبد الصين الأويغور وتغتال الديمقراطية في هونغ كونغ وتهدد تايوان، ويطلق الجيش في بورما النار على المدنيين ويكتسب الجهاديون أرضية في إفريقيا ويواصل كوفيد القتل في جميع القارات” في غضون كل ذلك، تمزق أوروبا نفسها لمعرفة أي من رؤساء مؤسساتها المختلفين له الحق في الجلوس على الكرسي إلى جانب الرئيس التركي، في مشهد مثيرة للشفقة، كما تقول‘‘لوبوان’’.
يتم استغلال ثغرات الاتحاد بلا رحمة من قبل خصومه، الذين يرون في قيمه الليبرالية والديمقراطية بمثابة عقبات أمام شهيتهم للسلطة. ففي الخامس فبراير/ شباط الماضي، تعرض جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية، للإهانة من القيادة الروسية خلال زيارته لموسكو. وحتى المملكة المتحدة، على الرغم من كونها عضواً سابقاً في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها ترفض منح وضع سفير لممثل الاتحاد الأوروبي الجديد في لندن، تشير المجلة الفرنسية.
واختيار قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لشخصيات ‘‘تافهة’’ لتمثيلهم في بروكسل، خشية ألا تطغى عليهم، أدى إلى ضعف تمثيل الاتحاد الأوروبي، بحسب ‘‘لوبوان’’، مشددة على أن أوروبا التي لا تؤمن بمشروعها لن يحترمها خصومها، كما أن لأوروبا ضعيفة من الداخل أن تكون قوية من الخارج. فالاتحاد الأوروبي عمره بضعة عقود فقط، ومن الأفضل له أن يدرك هشاشته وأن يصبح أخيراً راشداً، تختتم ‘‘لوبوان’’.
www.deyaralnagab.com
|