صحافة : “ليبيراسيون” تؤكد: الأتراك طبقوا البروتوكول الأوروبي والفضيحة في بروكسل!!
09.04.2021
في تقرير بعددها الصادر امس تساءلت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية: “هل أهان رجب الطيب أردوغان أورسولا فون دير لاين؟”. وذلك على خلفية الضجة التي أثارها الموقف الذي حصل خلال استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هذا الثلاثاء، لرئيسي المجلس الأوروبي شارل ميشيل و المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
فبينما جلس أردوغان و ميشيل على مقعديهما، بقيت فون دير لاين تحدق بهما، في مشهد تناقلته العديد من وسائل الإعلام ومستخدمي الإنترنت ولاقى تنديد العديد من السياسيين في فرنسا، مقدمين الرئيس التركي على أنه ” ذكوري”، ودفع المفوضية الأوروبية لاحقا إلى إصدار بيان أسفت فيه من طريقة “التعامل الذكورية” في أنقرة مع رئيستها.
رداً على السؤال، قالت “ليبراسيون” إنه يجب كالعادة، الحذر من الصور، موضحة أن هناك “اتفاقا بين المؤسسات” في الاتحاد الأوروبي تم في الأول من مارس/ آذار عام 2011 يحدد أمر البروتوكول؛ بموجبه يأتي رئيس البرلمان الأوروبي أولاً، يليه رئيس المجلس الأوروبي، ثم الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء، وأخيراً رئيس المفوضية الأوروبية.
بعبارة أخرى –تقول ليبراسيون- عندما يكون رئيسا المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية في مهمة في بلدان ثالثة، فإن رئيس المجلس الأوروبي يكون رسمياً رئيس الوفد. باختصار إنه ليس “كرسياً لشخصين، عكس ما قاله المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر بأن رئيسي المؤسستين لهما نفس رتبة البروتوكول”، كما توضح الصحيفة.
وتنقل “ليبراسيون” عن دبلوماسي أوروبي، قوله: “في الواقع، الأتراك قاموا ببساطة بتطبيق الأمر أو الترتيب البروتوكولي الأوروبي بالحرف”.
ويقول زميل آخر له للصحيفة: “علاوة على ذلك، ليس لأردوغان أي مصلحة من إهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، التي هي ألمانية مقربة من المستشارة آنجيلا ميركل، وبالتالي، فهي بالنسبة له أفضل حليفة في الاتحاد الأوروبي”.
ويضيف هذا الأخير: “لو أن الرئيس التركي أراد أن ينقل رسالة لكان شارل ميشيل، الذي يُعتبر واجهة فرنسا أكثر ملاءمة. والاعتقاد بأن أردوغان يريد إذلال امرأة هو معرفته بشكل سيئ: لقد أظهر أنه ليس لديه مشكلة في التعامل مع النساء الغربيات”.
ويتابع الدبلوماسي التوضيح: “من مصلحة أردوغان أن يمسك بيد الأوروبيين في الوقت الذي لم تعد فيه الولايات المتحدة مستعدة لقبول توسعه العدواني، ويعاني فيه الاقتصاد التركي حالة تدهور، ويواجه صعوبة على الساحة السياسية الداخلية”.
الفضحية هي في بروكسل
ومع ذلك، كما توضح ليبراسيون، فقد رأى شارل ميشيل، وهو سياسي محنك عند دخوله القاعة أن هناك مشكلة، خاصة عندما رأى أن أورسولا فون دير لاين كانت تُظهر غضبها بشدة. ولكن ماذا يستطيع أن يفعل؟ ينهض ويفسح لها؟ يطلب لها كرسيا إضافياً؟ القيام بذلك كان من شأنه أن يهين الأتراك ويفهمهم أنهم ارتكبوا خطأ، مع أن كل شي تم التفاوض عليه بعناية سلفا.
وتنقل ليبراسيون عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قوله متحدثا عن رئيسة المفوضية الأوروبية: “إنها حقاً متغطرسة بتصرفها هذا من أجل مقعد. بينما، في الوقت نفسه، كانت مستعدة لعدم عقد مؤتمر صحافي كما طلب أردوغان. مشكلتها هي أنها لا تتحمل عدم وجودها في المركز”.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فمن هنا جاء رد الفعل غير الملائم بشكل خاص لسيبرت، مدير مكتبها، الذي سمح لنفسه دون أي تفويض، بتهديد حكومة أجنبية لإرضاء رئيسته. باختصار، إذا كانت هناك فضيحة، فلا مكان لها في أنقرة، ولكن في بروكسل”.
www.deyaralnagab.com
|