صحافة : نيويورك تايمز: توسع مضطرد لقاعدة “سي آي إيه” في النيجر لملاحقة الجهاديين في ليبيا ومنطقة الساحل!!
10.03.2021
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن قاعدة للمخابرات الأمريكية “سي آي إيه” في صحراء النيجر والتي توسعت بشكل مضطرد منذ 2018.
وفي تقرير أعده إريك شميدت وكريستوف كويتل، قالا فيه إن القاعدة العسكرية في قلب الصحراء الأفريقية تواصل القيام بمهام مكافحة الإرهاب رغم التعليق المؤقت الذي أعلنته إدارة جوزيف بايدن على غارات الطائرات المسيرة والمستخدمة في مهام مكافحة الإرهاب مثل أفغانستان، ومن أجل مراجعة القواعد التي حكمت هذه الغارات في حقبة دونالد ترامب. وبعد إنشائها في شمال النيجر قبل 3 أعوام فإن هذه القاعدة ستكون قادرة على شن هجمات الطائرات المسيرة “درون” من الموقع. ولا توجد أدلة عن قيام الوكالة بعمليات غير مهام المراقبة والاستطلاع.
وتم إضافة القاعدة إلى مطار صغير من أجل المراقبة عن كثب للجزء الجنوبي- الغربي من ليبيا، والذي يعتبر ملجأ قويا لتنظيم القاعدة وتنظيم “الدولة” وغيرهما من التنظيمات المتشددة التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء في النيجر وتشاد ومالي. ويعني التوسع في قدرات القاعدة، أن “سي آي إيه” ستكون في وضع جيد للقيام بمهام عسكرية لو تم الانتهاء من عملية المراجعة وسُمح باستئناف الغارات.
وفي الوقت الحالي، تواصل الوكالة مهام الاستطلاع والمراقبة في ظل القيود على شن الغارات. وتظهر الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، أن القاعدة الجوية في درقو بالنيجر قد توسعت بشكل كبير منذ أن كشفت الصحيفة عن نشاطات “سي آي إيه” هناك في 2018. وأضيف إليها مدرج أطول، وعُززت الحراسات حولها.
وتكشف الصور الجديدة ولأول مرة طائرة “أم كيو-9 ريبر” وهي تهبط أو تقلع من حظيرتها. ولاحظت الصحيفة ما يعتقد أنها طائرة “يو-28 إي” والتي تستخدم لدعم مهام قوات العمليات الخاصة. وبناء على أمر من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والذي أصدره يوم تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير، يطلب من الجيش وسي آي إيه الحصول على موافقة البيت الأبيض قبل القيام بمهام مهاجمة من يشتبه بتورطهم بجماعات إرهابية وفي المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية ولا يوجد فيها قوات أمريكية وإن وجدت فبأعداد قليلة مثل ليبيا والصومال واليمن.
وفي ظل إدارة دونالد ترامب، سُمح للجيش والمخابرات بتقدير الظروف واتخاذ القرارات في عمليات مكافحة الإرهاب. وتأتي مراجعة بايدن في وقت زادت فيه الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، وهي منطقة صحراوية شاسعة تمتد من السنغال حتى السودان. ويحاول تنظيم “الدولة” الحصول على جنود جدد ومقاتلين من مناطق شمال وغرب أفريقيا بما فيها تشاد والسنغال. وقامت الجماعات المسلحة بتدمير الجسور ومهاجمة القوافل العسكرية والمباني الحكومية بشكل يهدد جنوب الساحل وإلى مناطق لم تصل إليها العمليات الإرهابية مثل توغو وغانا وبينين وساحل العاج، حيث تحتفظ القوات الأمريكية بمراكز لوجيستية. وساءت الظروف الأمنية لدرجة أخبرت فيها القيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا المفتش العام لوزارة الدفاع، أنها قررت وقف جهودها الرامية لإضعاف تنظيم “الدولة” وتحاول بدلا من ذلك احتواء التهديد.
وقال كولين كاهل، المرشح الأبرز من إدارة بايدن لتولي منصب مسؤول السياسات في البنتاغون، في ردّ مكتوب على لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: “الوضع الأمني بمنطقة الساحل يتدهور بشكل سيئ، حيث تنتشر حالة عدم الاستقرار إلى ساحل غرب أفريقيا”. وأضاف: “لا يمكننا تجاهل أن النزاع سيستمر في أفريقيا وسيظل يولد تهديدا على الجنود الأمريكيين والشركاء والمصالح من منظمات العنف المتطرف”.
وتسيّر القيادة المركزية لأفريقيا طائرات بدون طيار “ريبر” من عاصمة النيجر، نيامي، التي تبعد 800 ميل عن درقو، ومن قاعدة الطائرات بدون طيار التي كلفت 110 مليون دولار في أغاديز، التي تبعد 350 ميلا عن درقو. وشنت القوات الأمريكية هجمات ضد القاعدة وتنظيم “الدولة” في ليبيا، ولكن لم يتم القيام بهجمات جديدة منذ أيلول/سبتمبر 2019.
وتساءل محللون عن السبب الذي يدعو أمريكا للقيام بهجمات عسكرية ينفذها الجيش و”سي آي إيه” في ليبيا ومن أماكن متقاربة. وتقوم فرنسا بعمليات مكافحة إرهاب، ولديها حوالي 5100 جندي في منطقة الساحل. وبدأت بعمليات “ريبر” خاصة بها من نيامي ضد المتمردين في النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وتوصل تقرير لمجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، إلى نتيجة وهي أن استراتيجية العمل العسكري أولا والتي تبنتها فرنسا والولايات المتحدة، قد فشلت. وقالت المنظمة المتخصصة بحل الأزمات، إن التركيز على جهود السلم المحلي يحقق نتائج أكثر من العمل العسكري. وجاء في التقرير أن “على باريس وشركائها تغيير النهج إلى واحد يعطي الأولوية للحكم وتخفيف التوترات المتزايدة داخل المجتمعات مع الدولة خاصة في المناطق الريفية التي يستغلها الجهاديون. وتحسين الخدمات للمواطنين”.
وبدأت “سي أي إيه” ببناء القاعدة في درقو، في شباط/ فبراير 2018 لتحسين الرقابة على المنطقة، وكردٍّ على العملية في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 التي قتل فيها أربع جنود أمريكيين في كمين.
وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه، إنه تم تسمية مطار درقو بقاعدة سلاح الجو الأمريكي كغطاء. ولم تعان القوات الأمريكية من أية مشاكل أو حساسيات تتعلق بقاعدة درقو كما تواجه في مناطق أخرى. ورفض المتحدث باسم “سي آي إيه” تيموتي أل باريت التعليق. أما المتحدثة باسم القيادة المركزية لأفريقيا نيكول كريشمان، فقالت إن قاعدة درقو ليست دائمة ولا علاقة للقيادة بأي عمليات توسع أخيرة فيها.
وبالتأكيد هناك جهة ساهمت في مدّ المدرج البالغ طوله 5250 قدما، والتوسعة الأخرى في القاعدة التي سجلتها صور أقمار صناعية التقطت عام 2019. وحاول باراك أوباما في نهاية فترة حكمه تسليم مهام الطائرات المسيّرة للجيش من أجل تأكيد الشفافية بعد سلسلة من الأخطاء القاتلة، تحديدا في اليمن. لكن هذا لم يلغ دور “سي آي إيه” في هجمات طائرات “درونز”.
وعندما تولى مايك بومبيو قيادة المخابرات الأمريكية في 2017، حاول وبقوة إقناع ترامب بأن دور “سي آي إيه” في هجمات “درونز” تم تحديده بشكل كبير. ووسعت “سي آي إيه” عملياتها بالتحرك في درقو مضيفة مهمة جديدة للمهام التي تقوم بها الوكالة في أفغانستان لضرب باكستان، وفي جنوب السعودية لضرب اليمن.
www.deyaralnagab.com
|